بعد إقرار واشنطن تحويل الجثث إلى سماد.. هذه الدول تستخدم بدائل بيئية لعملية الدفن - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:38 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد إقرار واشنطن تحويل الجثث إلى سماد.. هذه الدول تستخدم بدائل بيئية لعملية الدفن

محمد نصر
نشر في: الخميس 23 مايو 2019 - 11:24 م | آخر تحديث: الخميس 23 مايو 2019 - 11:43 م

خياراتنا فيما يتعلق بمصير أجسادنا ورفاتها محدودة، لاسيما إذا ما تم التقيد بالمعتقد الديني، ومن المؤكد أنه عندما نفقد عزيزًا لنا، لن نملك من الرفاهية ما يؤهلنا للبحث والتعرف على أحدث ابتكارات حفظ أو التخلص من الرفات، ففي النهاية سوف نستقر في الأرض.

وغير طريقة الدفن الإسلامية المتفق عليها في بلادنا، تختلف طرق ومراسم الدفن لدى العديد من الديانات والثقافات، من بينها الحرق ونثر الرماد، وأيضا أكل لحوم الأموات، والتقطيع ووضع الجثث لطيور بأعالي الجبال، ولا توجد طريقة يمكن الاتفاق عليها عالميا في هذا الشأن، ونظرا لتأثر كوكب الأرض بارتفاع معدلات انبعاثات الكربون، التي تفاقم من ظاهرة الاحتباس الحراري، وأيضا ضيق المساحات ببعض الدول لإقامة مدافن، من بين أسباب أخرى كثيرة، برزت الحاجة في عدد من الدول إلى بدائل بيئية للدفن.

وفيما يلي تستعرض «الشروق»، أبرز البدائل البيئية للتخلص من الرفات البشري:

- التحول إلى سماد عضوي

مع بداية عام 2019، تقدم النائب بمجلس الشيوخ الأمريكي، عن ولاية واشنطن، جيمي بيدرسن، بمشروع قانون يسمح باستخدام رفات جثث الموتى في صناعة سماد عضوي، ليتم التصديق عليه بالأمس، من قبل حاكم الولاية جاي إنسلي، وهو ما يجعل من واشنطن أول ولاية أمريكية تسمح باستخدام رفات جثث الموتى في صناعة سماد عضوي كبديل لدفن أو حرق الجثث البشرية.

الطريقة الجديدة للتخلص من الجثث، ستفيد من يعتبرون حرق الجثث وسيلة غير مريحة، ومن لا يستطيعون تحمل تكاليف الجنازات العادية، وفق تصريحات لبيدرسن.

وهذه الطريقة التي تسمي "الاختزال العضوي الطبيعي"، هي عملية تسرع من تحلل الجسم، وتحوله إلى سماد مشبع بالمغذيات، عن طريق وضع جسد المتوفي في غرف مغلقة مع رقائق الخشب والقش، وضخ الهواء إلى الداخل بشكل دوري لتزويد الوسط بالميكروبات التي تساعد في التحلل، ليتحول إلى تربة الجسد في فترة لا تزيد عن 4 أسابيع.

ويسمح التشريع الجديد لأقارب الميت باستخدام السماد الناتج في زراعة الأشجار، أو نثره كرماد رماد الجثث التي يتمّ حرقها.

- التحلل القلوي «الإذابة»

عند درجة حرارة 1000 درجة مئوية، يستخدم حرق الجثث التقليدي حوالي 36 كيلوجراما من الغاز للجثة الواحدة، ويستغرق نحو ثلاث ساعات.

أما في ولاية نيوساوث ويلز، الأسترالية، هناك أشخاص اختاروا التخلص من جثثهم بالإذابة، حيث أنها الولاية الوحيدة التي تقر تلك العملية من الدفن.

ووضعت أجساد هؤلاء الأشخاص بعد موتهم في اسطوانة من الصلب غير القابل للصدأ (الستانلس ستيل)، تم ملؤها بمركب بيروكسيد الهيدروجين والماء، وتسخينها إلى حوالي 93 درجة مئوية، وبعد سعات لم يتبق من الجثة شيئا صلبا إلا العظام، وهو ما يماثل طريقة الحرق.

المناصرين للتحلل القلوي يقولون إنه من الآمن سكب السوائل المتبقية من عملية التحلل في شبكة الصرف الصحي، إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على موافقة من شركة Sydney Water، وهو ما دفع بمؤسس مجموعة "Aquamation" للتحلل القلوي الوحيدة في أستراليا، للتوصل إلى اتفاق لري غابات شجرية ببقايا التحلل السائل.

- الدفن في كبسولة قابلة للتحلل

وفقا لصحيفة «الشرق الأوسط»، قامت شركة تصميم إيطالية تدعى «Capsula Mundi» بنشر طريقة جديدة في دفن الموتى على موقعها الإلكتروني، عبر تحويل جسد المتوفى إلى شجرة، بدلا من قطع الأشجار لصنع توابيت خشبية للدفن، يستخدم الموتى لزرع مزيد من الأشجار.

وبحسب مبتكري الطريقة سيتم وضع الميت في كبسولة مصنوعة من مواد قابلة للتحلل العضوي في وضعية القرفصاء، ثم زرع بذرة من شجرة مع رفاته، بحيث يتحول جسده إلى سماد لتغذية الشجرة

وبالرغم من أن قانون الدفن في إيطاليا لا يسمح بهذه الطريقة؛ إلا أن مبتكري الفكرة، يسعون لتقنينها فيما يطلق عليه «الدفن الأخضر»، وهي فكرة لاقت قبولاً لدى كثيرين.

- التجميد ثم التكسير

إذا كنت قد شاهدت فيديو تحطيم الورود بعد غمسها في النيتروجين السائل، من المؤكد أنك قد فهمت الفكرة، والتي تعني ببساطة أنه سيتم تجميد الجثة بالنيتروجين السائل ثم تكسيرها إلى قطع صغيرة بالموجات فوق الصوتية، ثم إعادة تجميد القطع مرة أخري لإزالة الماء من أنسجة الجسم، ثم يتم فصل الزئبق والأجسام الغريبة الأخرى عن البقايا قبل نقلها إلى وعاء قابل للتحلل ودفنه.

وتؤكد عالمة الأحياء السويدية سوزان ويج ماساك، التي أسست هذه الطريقة وفق تصريحاتها لهيئة الإذاعة الأسترالية أن: "البقايا المدفونة أصبحت تربة في غضون 12 شهرًا تقريبًا، ولا تولد العملية فعليا أية انبعاثات، فهي تقدم حياة جديدة للتربة وللنباتات والزهور بدلاً من رؤية الموت كنهاية أخيرة".

بهذه الطريقة ليس هناك حاجة إلى مساحات كبيرة للدفن أو استهلاك الأخشاب في تصنيع التوابيت ، وبقايا الجثث يتم امتصاصها بسرعة من النباتات والأشجار.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك