أفراد أسر كردية يتكدسون في المدارس بعد نزوحهم من شمال شرق سوريا - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:20 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أفراد أسر كردية يتكدسون في المدارس بعد نزوحهم من شمال شرق سوريا

أسرة كردية نازحة تجلس في مدرسة عامة كمأوى لها بالحسكة بسوريا يوم الثلاثاء. تصوير: محمد حمد - رويترز
أسرة كردية نازحة تجلس في مدرسة عامة كمأوى لها بالحسكة بسوريا يوم الثلاثاء. تصوير: محمد حمد - رويترز
الحسكة (سوريا) (رويترز)
نشر في: الأربعاء 23 أكتوبر 2019 - 3:01 ص | آخر تحديث: الأربعاء 23 أكتوبر 2019 - 3:01 ص

قبل أسبوعين كان ليث أحمد (13 عاما) مشغولا بدراسة اللغة الانجليزية واللغة العربية في مدرسة بشمال شرق سوريا عندما أجبره الهجوم التركي العابر للحدود على الفرار مع أسرته طلبا للنجاة. 
 
والآن يعيش أحمد وأفراد أسرته على بعد 80 كيلومترا في قاعة دراسية مكتظة بالنازحين في مدرسة بمدينة الحسكة حيث يحاول المسؤولون الأكراد الذين يديرون منطقة تتمتع بالحكم الذاتي منذ سنوات مواجهة تدفق الفارين.

وطبقا لتقديرات الأمم المتحدة نزح أكثر من 176 ألف شخص عن ديارهم منذ بداية الهجوم التركي على قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وهو الهجوم الذي بدأ بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه قرر سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن هناك نحو 80 ألف طفل من بين النازحين. وقد عبر الحدود إلى العراق نحو 7100 كردي سوري فقط أما الباقون فقد لجأوا إلى بلدات سورية يديرها الأكراد مثل الحسكة.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي تتكون في أغلبها من وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية بسبب صلاتها بالمتمردين الأكراد في جنوب شرق تركيا على معظم شمال شرق سوريا.

وقال أحمد وهو يقف في فناء المدرسة في الحسكة إنه كان سعيدا بدراسة اللغة الانجليزية واللغة العربية في المدرسة التي كان فيها ويريد أن يعود إليها. وفي تلك الأثناء كانت نسوة يقطعن اللحم إلى شرائح في الفناء لإعداد وجبات وتقديمها إلى 178 نازحا في المدرسة.

فر أحمد مع والديه وشقيقيه من بلدة رأس العين الحدودية بعد أن تعرضت للضربات الجوية التركية. ومن غير المرجح أن يعودوا قريبا يعد أن أخلت السلطات أكثر من 40 مدرسة أخرى في الحسكة لإيواء النازحين الذين يتدفقون على المدينة.

* الخوف من الشتاء

في المدرسة التي تحولت إلى مأوى وأقامت فيها أسرة أحمد كانت أسرة تنام على الدرج بينما قاعات الدراسة مزدحمة بما يصل إلى 15 شخصا لكل فصل. وكانت الأمهات والأطفال نياما على قطع من الفراش بينما تم إخراج المكاتب والمقاعد إلى الممر. والحمامات مشتركة لكن المياه، كما قال مسؤولو الأمم المتحدة، توقف ضخها بعد تعطل محطة المياه في الحسكة قبل عشرة أيام. وأعاد المهندسون مؤقتا بعض إمدادات المياه.

وتريد تركيا إقامة منطقة آمنة عمقها أكثر من 30 كيلومترا عندما تنسحب وحدات حماية الشعب.

وقالت أمينة محمد (21 عاما) وقد حملت رضيعها في قاعة دراسية أخرى مكتظة إنها تأمل في العودة إلى دارها لكنها لا تعرف إن كان ذلك ممكنا.

وتشعر أمينة بالقلق على زوجها المنضم إلى وحدات حماية الشعب والذي تقول إنه اتصل بها آخر مرة ليل الاثنين قبل إغلاق الخط فجأة.

وقالت بريكان خليل التي تعمل بالإغاثة إن المنظمة المحلية التي تعمل لها تساعد في إدارة مدرسة اعتمادا على التبرعات. وقالت زميلة لها تدعى نهيردين عبد القادر تعمل في مدرسة أخرى بها نحو 200 نازح إن هناك طعاما لكن لا توجد ملابس للشتاء.

وستنخفض درجات الحرارة بشدة ابتداء من الشهر المقبل.

وقالت نهيردين إن الأطفال لا يمكنهم الذهاب إلى المدارس لأن نازحين أكثر وأكثر يأتون ولم يعد هناك مكان لتلقي الدروس.

وقالت نهيردين وقد تنهدت بعد أن أشارت إلى مفكرة تسجل فيها أسماء القادمين الجدد إنها امتلأت. وأضافت أن هناك أسرا فرت منذ عشرة أيام وما زال أفرادها يبحثون عن مأوى في المدارس.

ويخشى كثير من النازحين من أن تقوم تركيا بإعادة توطين اللاجئين السوريين العرب الذين فروا إليها من الحرب الأهلية المستمرة منذ ثماني سنوات في ديارهم.

وقال مصطفى (38 عاما) إنه يريد العودة لكن لا يمكنه ذلك ما دام الأتراك هناك. وأضاف أنه لا يعرف ما جرى لبيته وورشة الحدادة التي يملكها. ونزح مصطفى وزوجته وطفلاه الرضيعان ووالداه من رأس العين.

وتحاول ديانا إسماعيل (32 عاما) التسرية عن ابنها محمود (سبعة أعوام) الذي كان قد بدأ دراسته في رأس العين. وقالت إن زوجها قتل وهو يحارب داعش مشيرة إلى انخراطه في صفوف وحدات حماية الشعب الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في شمال شرق سوريا في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت إنها لم يعد لها غير محمود وتريد أن تسافر إلى الخارج سواء أوروبا أو أمريكا أو أي مكان آخر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك