يوميات ثورة 1919 (24): كيف كان رد فعل الوفد على مذابج الاحتلال لقمع الثورة؟‎ - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 9:59 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوميات ثورة 1919 (24): كيف كان رد فعل الوفد على مذابج الاحتلال لقمع الثورة؟‎

هاجر فؤاد:
نشر في: الأحد 24 مارس 2019 - 1:25 م | آخر تحديث: الأحد 24 مارس 2019 - 1:34 م

تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، عرض يوميات ثورة 1919، التي اندلعت أولى مظاهراتها في 9 مارس بالتحديد، وذلك لإطلاع الأجيال الشابة على أحداث هذه الثورة التي تعتبر أول حراك شعبي سياسي واجتماعي في تاريخ مصر الحديث، شاركت فيه كل فئات وطوائف المجتمع.

الكتاب الذي نعتمد عليه لاسترجاع هذه الأحداث هو «تاريخ مصر القومي 1914 -1921» للمؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي، الذي يروي في قسم كبير منه يوما بيوم حالة مصر بعاصمتها وأقاليمها وشوارعها وجامعتها في فترة الثورة.

••••••

 

انتهت حلقة أمس بتفاقم الحالة في أسيوط، بهجوم عدد من الأفراد على الجنود البريطانيين، حتى تكبد الثائرون خسارة جسيمة من القتلى والجرحى بلغت عدة مئات.

وفي اليوم التالي 24 مارس، وصلت طائرتان حربيتان إلى أسيوط، فاشتركتا في أعمال الدفاع، وألقتا بعض القنابل التي أثار دويها الهائل الذعر في النفوس، وأسفرت عن إصابة بعض الأهلين وقتلت بعضهم.

ووصلت الأنباء إلى العاصمة، وسارت النجدات الحربية مسرعة من القاهرة إلى أسيوط بطريق البواخر النيلية، ولقيت بعضها مقاومة عنيفة بين ديروط وأسيوط من جماعات الثوار على ضفة النيل، فقد هوجمت 3 مرات، الأولى تجاه بلد «شلش» بمركز ديروط إذا كان المهاجمون بضعة آلاف مسلحين بالبنادق الضعيفة والعصى.

وحاول المهاجمون الاستيلاء على الباخرة بحرا، ولكن المدافع الرشاشة التي بها حصدت منهم عدة مرات، ولم ينل الثائرون من الباخرة منالا.

وقع الهجوم الثاني قبلى المكان الذي وقع فيه الهجوم الأول، ولم يفز الثوار فيه بطائل، وأصيب فيها اللفتننت كولونل هيزل برصاص أحد الرماة من الشاطئ، فتوفي متأثرا من جراحه، وكان مفتشا بوزارة الداخلية، وشغل منصب مفتش فرقة العمال المصريين أثناء الحرب، وجرح ضابط آخر من ضباط هذه القوة.

ووقع الهجوم الثالث قبلى محطة «نزالي جنوب»، وكان موقع الثوار صالحا للهجوم، ولكن المدافع الرشاشة التي صوبت إليهم من الباخرة أحبطت هجومهم وردتهم على أعقابهم، ووصلت النجدات في اليوم التالي، فأعادت الحالة إلى ما كانت عليه، ووصل عدد فصائل الجنود التي أرسلت إلى الوجه القبلى 16 فصيلة.

وتبدو خطورة الحالة في الوجة القبلي عامة مما جاء في بلاغ السلطة العسكرية يوم 24، إذ جاء فيه:

«وضعت قوة رادعة في القرى التي لها يد في الاعتداءات الأخيرة التي وقعت بين إمبابة وبولاق الدكرور، وتحتفظ الآن قوات كبيرة بخطوط المواصلات الرئيسية، ونقل موظفو الحكومة والنزلاء (الأجانب) المستهفون للاعتداء عليهم، وتقوم فصائل عسكرية بتهدئة الحالة في البلاد. وقد بدأت فصيلتان العمل في حين صدرت الأوامر إلى فصائل أخرى بالسير. والنية معقودة على إرسال قوات عسكرية إلى الجهات البعيدة من البلاد، وهذه القوات سترد ولاة الأمور الملكيين إلى وظائفهم. وتقبض على المجرمين وتتخذ أية وسيلة لازمة لإعادة النظام. فالمرجو من جميع الذين يحافظون على القانون أن يمدوا يد المساعدة في هذه المهمة»

وبناء على هذه الأحداث، اجتمع أعضاء الوفد وبعض الوزراء السابقين وكبار العلماء والكبراء والأعيان، واتفقوا على إصدار نداء للأمة، يدعونها فيه إلى الإخلاد للهدوء والسكينة من أجل مصلحة الوطن ويوضحون فيه أن الاعتداء سواء على كان على الأملاك أو الأنفس محرم بالشرائع الأهلية والقوانين الوضعية، وأن قطع طرق المواصلات يضر بأهل البلاد ويحول بينهم وبين مصالحهم ويسبب العسر وسوء الحال.

كما دعوا الأعيان وأرباب النفوذ، قالوا فيه:

«كما أننا ندعو أعيان البلاد وأرباب النفوذ فيها أن يقوموا بالواجب عليهم من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيسارعوا إلى اتخاذ جميع ما لديهم من الوسائل لمنع وقوع كل ما ينجم عنه ضرر للبلاد»

 

توضيح النية وخلق أكاذيب

ودعا نداء الوفد لإلقاء اللورد كيرزون، وزير خارجية بريطانيا، خطبة في نفس اليوم، باسم الحكومة عن الحالة في مصر، أكد فيها أن الأنباء الواردة منها أقل خطورة من ذي قبل، وتجنى على الثورة، إذا زعم أنها أقرب للسلب والنهب منها إلى السياسة، كما أثنى على موظفي الحكومة المصرية ورجال البوليس والجيش المصري، وأشاد بحسن سلوكهم أثناء الاضطرابات بمحاولتهم لتهدئة الثوار.

أما عن رفض انجلترا لسفر وزارة رشدي باشا في نوفمبر الماضي، فقد صرح بأن الحكومة البريطانية لم تبد قط أدنى معارضة أو سوء نية نحو مجيء رشدي باشا وعدلي باشا إلى انجلترا، وأثنى عليهما وعلى الخدمات التي قد قدماها لمصر وللأمبراطورية خلال الحرب.

وبدا من هذه الخطبة أن الحكومة البريطانية لا تنوي العدول عن خطتها في تثبيت الحماية وتأييدها، كما أنها تشوه الحركة الوطنية وتختلق الأكاذيب عنها باتهامها بأنها أقرب للسلب منها إلى السياسة.

وتدل الخطبة أيضا على نية السياسة البريطانية في اصطناع الموظفين وبعض الكبراء المصريين، وضمهم إلى صفها، وإلقاء التخاذل والانقسام في صفوف الحركة الوطنية، والتفرقة بين وزارة رشدي باشا المستقلة وهيئة الوفد، لكي تفيد التباعد بينهما.

وفي الحق أن رشدي باشا لم يستمع إلى هذه الدعوة، ولم يستجب للنداء وظل متضامنا مع الوفد، فكان موقفه من هذه الناحية مثلا حسنا للتضامن القومي، وبخاصة إذا قورن بموقف كثير من طلاب الوزارات، الذين ينتظرون إشارة ولو عابرة من الناحية البريطانية أو من غيرها؛ ليقفزوا إلى الحكم على حساب حقوق البلاد ومصالحها.

غدا حلقة جديدة.......



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك