نوادر مملوكية (2).. ثورة الجعافرة على المماليك عندما نُصبت المشانق بين القاهرة والشرقية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:31 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نوادر مملوكية (2).. ثورة الجعافرة على المماليك عندما نُصبت المشانق بين القاهرة والشرقية

أدهم السيد
نشر في: الجمعة 24 مارس 2023 - 12:48 م | آخر تحديث: الجمعة 24 مارس 2023 - 12:48 م
وقع العجب العجاب على أهل مصر من مصريين وأبناء قبائل عربية حين وجدوا أنفسهم تحت حكم ثلة من العبيد البيض بعد وفاة نجم الدين أيوب وابنه توران شاه، فأبي العرب الوضع الجديد لتكون ثورة الجعافرة إحدى أنساب آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، التي كانت أولى ثورات العربان على المماليك ولم تكن آخرها.

وتنقل "الشروق" ما رواه تقي الدين المقريزي في كتابه الإبانة والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب، والذي تناول أحداث ثورة الجعافرة على عز الدين أيبك، أول سلطان مملوكي بعام ٦٥١ هجري.

وذكر المقريزي أن رجل يدعى الشريف حصن الدين ثعلب، من نسل جعفر الطيار رضي الله عنه، وابن الأمير نجم الدين فخر، قد اجتمع لديه الكثير من القبائل العربية، بديروط الصعيد، ليعطوه العهد والبيعة ليكون أميرا بدلا من المماليك.

وكان من أسباب ضيق العربان من القبائل أن المماليك باتوا يزيدون الخراج على زراعة العرب، ويضيقون عليهم وهم العرب الذين لا يتحملون المهانة أو تسلط جنس من غير العرب.

جمع الشريف حصن ١٢ ألف فارس وعشرات الآلاف من الجنود المشاة والذين أتوا من قبائل الجعافرة وهلال وغيرها من الصعيد والفيوم والجيزة، بينما أيدته قبيلتي سنبس الطائية ووتية المغربية في منطقتي البحيرة والمنوفية.

راسل الشريف حصن الدين السلطان الأيوبي ناصر بن يوسف صاحب الشام، ووعده بإعطائه إمارة مصر إذا عاونه للقضاء على المماليك، ولكن السلطان لم يجب دعوته.

خشي أيبك على ملكه، فجمع ٥٠٠٠ فارس مملوكي بقيادة فارس الدين أقطاي عدو أيبك اللدود.

والتقى الجيشان قرب بلبيس بالشرقية، ليدور قتال حامي من الصباح حتى الظهيرة، ولكن ما حدث إن حصن الدين سقط عن حصانه، فاستغل المماليك الفرصة واخترقوا الصفوف وقتلوا ٤٠٠ من المحيطين بحصن الدين، لكنه فر وانهزم الجيش بعد اعتقادهم مقتل حصن الدين.

ولاحق المماليك الأعراب وقتلوهم وسبوا النساء وغنموا من مواشيهم.

أما عن حصن الدين، فقد تواصل مع أيبك فأعطاه أيبك الأمان ووعده بضم الأعراب للجيش نظير قدوم حصن الدين وجماعته لمجلس أيبك ببلبيس.

غدر أيبك وقبض على حصن الدين و٢٦٠٠ من جنوده، ونصب المشانق من بلبيس للقاهرة لإعدام جميع من قبض عليهم، عدا حصن الدين، الذي أودع سجن الإسكندرية ومكث به حتى عهد الظاهر بيبرس الذي أمر بإعدامه.

ويقال في رواية أخرى للمؤرخ العمري، إن حصن الدين لم يذهب لأيبك وظل يحكم جيبا معزولا من البلاد حتى عهد بيبرس، الذي تمكن من القبض عليه وإعدامه.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك