"ليست ثورة في قرية حتى يتنافس على رئاستها ناس لا علاقة لهم بالدولة، وهناك من يلبس مسوح الليبرالية وآخر لا يتحدث إطلاقا في مسائل الدولة".. هكذا تحدث عمرو موسى، المرشح لرئاسة الجمهورية في مشيخة الطرق الصوفية بحي الحسين التاريخي في القاهرة، والتي جمعت فرقاء الطرق الصوفية، في ضيافة الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ المشايخ، والشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، والذي كان يقود سابقا جبهة الإصلاح الصوفي المعارضة للقصبي، وأعضاء المجلس الأعلى، والدكتور أحمد عمرو هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق.
موسي قال إنه لا يجب التفريط في الثورة التي غيرت وجه مصر من الوجه الخامل المتراجع المتعب إلى الوجه الفتى، معتبرا أن أسوأ ما يؤثر في ذلك الوجه هو سوء التعبير عن الثورة، الذي يجب أن يكون رصينا، لتصبح كلمة لها وزنها وثقلها بين الناس، وهذا لن يحدث بالصراخ أو الصوت العالي والاستبعاد.
وأضاف خلال اللقاء أن مصر لا تتحمل تجارب بأن يأتي مرشح ليس له علاقة بالحياة السياسية ويبدأ بعمل علاقات، فمنذ عهد محمد علي، لم يحصل أن وقفت مصر مثل هذا الموقف في أن تكون مصر أو لا تكون.
وأكد المرشح الرئاسي المحتمل أن الرئيس القادم لا بد أن يتفاهم مع حزب الأغلبية في إطار القواعد الدستورية، لأن الرئيس القادم من مصلحته تماما أن يكون هناك استقرار، ويبني على الخطوات الديمقراطية التي جرت، وأن يكون له رأيه في إطار الدستور".
وأضاف: "لا يستطيع أن يعبر عن الثورة إلا كبار النفوس حتى يعطونها زخما ومصداقية واحترام، مصر في حالة سيئة للغاية وغير عادية ويجب أن يكون الرئيس القادم سنة 2016 من الشباب".
وطرح موسى رؤيته للاهتمام بالشباب، والتي يتضمنها برنامجه الانتخابي، من خلال توليهم المناصب القيادية في فريق العمل الرئاسي وتخفيض سن الترشح للمجالس المحلية إلى 21 عاماً، وتولى الشباب مناصب قيادية في مشاريع قومية وإدخالهم إلى دوائر القيادة في الوزارات المختلفة وتطوير مراكز الشباب على مستوى الجمهورية".
وأكد موسي أن برنامجه الانتخابي يسعي إلى دعم القدرات العسكرية المصرية من خلال مشاركة القوات المسلحة في مجلس الأمن القومي، ورفع القدرات البشرية وتوفير الميزانيات المطلوبة للتسليح والتحديث، مع الأخذ في الاعتبار الملايين من أبناء مصر في الخارج والدفاع عن مصالحهم وحقوقهم.
وحول السياسة الخارجية، يرى موسى أن البداية تكون من العودة إلى الثوابت المصرية التاريخية والمشرفة في التعامل مع القضية الفلسطينية كأحد أولويات الأمن القومي، كما أن السودان بدولتيه لابد من دعم العلاقات معهما والمساهمة في وضع أسس نظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط، وتأكيد الانتماء الأفريقي لمصر وتطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وتطوير العلاقات مع أمريكا على أسس جديدة وإعادة صياغة العلاقات مع دول العالم الإسلامي، واحترام كافة الالتزامات القانونية المصرية بما في ذلك الاتفاقيات والمعاهدات.