جوائز مهرجان كان السينمائى تنتصر لتوقعات «الشروق» - بوابة الشروق
الأحد 16 يونيو 2024 10:40 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جوائز مهرجان كان السينمائى تنتصر لتوقعات «الشروق»

جائزة لجنة التحكيم لـ«العسل الأمريكي»
جائزة لجنة التحكيم لـ«العسل الأمريكي»
رسالة كان ـ خالد محمود:
نشر في: الثلاثاء 24 مايو 2016 - 10:29 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 24 مايو 2016 - 10:29 ص

- كين لوتش يقتنص السعفة الذهبية عن جدارة بمأساة «دانيال بلاك» والأداء الرائع لجاكلين خوسيه يتوجها أفضل ممثلة بـ«ما روزا»

- فوز أسايس مفاجأة بعدما خيب ظن الجمهور.. وفرهادى لا يفرط فى الجوائز

جاءت جوائز مهرجان كان السينمائى عن الدورة الـ ٦٩ فى معظمها حسب توقعات «الشروق» بينما جاء بعضها مخالفا لتلك التوقعات.. وبين هذا وذاك، فإن دورة هذا العام جاءت حافلة بمجموعة من الأفلام المهمة والمتميزة، التى تبارى فيها المخرجون والنجوم لتقديم ادوار وقصص وحكايات ورؤى فنية عميقة وجديدة وكاشفة عن ابعاد جديدة لفن السينما، وكانت هناك مجموعة اخرى من الأفلام التى خيبت الظن فى مخرجيها الكبار، وجاءت اقل مما كان متوقعا لها.

استطاع المخرج الكبير كين لوتش «٧٩ عاما» ان يقتنص السعفة الذهبية رقم ستين لأفضل فيلم روائى طويل باقتدار، بفيلمه «انا دانيال بلايك»، والذى يواصل فيه لوتش انتقاداته اللاذعة على النظم الاجتماعية التى تضعها الحكومة البريطانية والمحافظون بها من باب تدابير التقشف وشد الحزام، فالفيلم يعد صرخة كبيرة لما يعانيه البشر الذين يبحثون عن عمل، وذلك من خلال رجل يدعى دانيل بلاك «ديف جونز» ٥٩ عاما نجار، يسعى للحصول على اعاشة مالية اجتماعية بسبب الإعاقة، بعدما اصيب بمرض فى القلب ويصعب عليه العمل الشاق، لكنه يواجه كثيرا من النظم الروتينية، وخلال رحلته يلتقى «كاتى» أو هايلى سكويرز، وهى ام عزباء لطفلين، تواجه مصيرا صعبا فى الإعاشة، ويشاركها دانيل همومها، والتى هى نفس همومه.

وينتهى الفيلم بجملة اراد بطله ان تكون رسالته، وهى عندما قال «انا مواطن» رافضا تماما ان يحضر الـ«سى فى» لأى مكان يلجأ له، اراد كين لوتش بلغة سينمائية بليغة وطازجة وثرية، بصورتها الواقعية وحوارها الصادم انسانيا، ان يلقى بالكرة فى قلب المجتمع، وهو يتساءل ألم يكف ببلاك ان يكون مواطنا، لينال حقوقه فى الحياة، كما ان الامر لا يخص بلاك وحده ليعيش.

كين لوتش العبقرى الذى يرفع دائما شعار العدالة الاجتماعية نافس بقوة على السعفة الذهبية، فالتجربة تستحق ان تكرم بحق.

استنكر المخرج المخضرم الطريقة التى يعامل بها الأشخاص الأكثر فقرا فى دول الاتحاد الأوروبى، داعيا اليسار الحقيقى ــ كما وصفه ــ فى أوروبا لتوحيد الصف، من اجل العدالة الاجتماعية.

وقال: هناك عامل مشترك مهيمن بين كل الدول الأوروبية، ألا وهى القسوة الواضحة فى الطريقة التى ننظم بها حياتنا الآن حيث يقال للأشخاص الضعفاء إن فقرهم هو خطأهم الشخصى.. إذا كنت بلا عمل فأنت المسئول عن ذلك.

وأضاف لوتش: إنه على الرغم من ان فيلمه يركز على مشكلة بريطانية، تخص المواطن الإنجليزى ومجتمعه، إلا أن الفيلم له منظور أوسع، فهناك أشخاص يدركون ما يحدث لكن تركيبتهم السياسية لا تجعل الآخرين ينصتون لهم.. يجب أن نجعل صوتهم مسموعا ونصنع تحالفات بأنحاء فرنسا واسبانيا واليونان وكل مكان من اجل ذلك.

وطالب لوتش بريطانيا بالبقاء فى الاتحاد الأوروبى خشية الانجراف نحو اليمين المتشدد.

سبق لكين لوتش أن فاز بست جوائز فى مهرجان كان، وهو نال جائزة السعفة الذهبية العام 2006 عن فيلم «ذى ويند ذات شيكس ذى بارلى».

كما حصد فيلم It's Only the End of the World او «انها فقط نهاية العالم» الجائزة الكبرى بمهرجان «كان» للمخرج الكندى كزافية دولان المأخوذ عن مسرحية بنفس الاسم لجان لوك لاجريس الذى توفى جراء مرض الإيدز عام 1995.

دولان الذى حصل على جائزة لجنة التحكيم مناصفة مع المخرج جان لوك غودار فى مهرجان كان عام 2014 كان اكثر طموحا ليعود إلى المهرجان هذا العام بفيلم على قدر كبير من الجرأة والتجريب فى بناه وحبكته السردية، ليقدم لنا فيلما شكلت فيه الصورة ملامح انسانية كبيرة لبعض الشخصيات التى تعانى قهر نفسها، وتنطلق الأحداث من مؤلف شاب يعود إلى عائلته بعد غياب نحو 12 عاما من أجل أن يعلن لهم عن اقتراب رحيله عن العالم بعد اصابته بمرض عضال، ويشرح دولان مجتمع العائلة بوضع كل ابطاله تحت المجهر اذ يركز على انفعالاتهم، وطغت روح دراما البشر عبر الحكاية فى محاولة لإعادة الحكم على يومياتنا التى نعيشها.

فيما فاز المخرج الإيرانى أصغر فرهادى بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه Forushande أو «البائع»، الذى يواصل فيه فرهدى سينما بالغة الذكاء والإمتاع، القادرة دومًا على الخروج من الدراما الأسرية بتشريح للمجتمع الإيرانى المعاصر.

الفيلم الذى اضافه المهرجان إلى مسابقته الرسمية فى اللحظات الأخيرة وكتبه أيضا فرهادى، يتناول قصة حياة زوجين شابين، تتحول علاقتهما فجأة إلى نوع من العنف، ويرصد العمل التحول البطىء لرجل هادئ وغير مؤذ إلى إنسان عنيد وقاس، أثناء أدائهما لرواية الكاتب الكبير أرثر ميلر «وفاة بائع»، ويجسد الشخصيات شاهاب حسينى وترانه على دوستى.

وقال فرهادى: «كما هو الحال فى أفلامى السابقة، فيلم (البائع) يرصد كيف يمكن للتحديات الاجتماعية أن تدفع إلى سقوط بعض الناس.. فمثلما جاء بفيلمى (انفصال) و(الماضى)، ينسج (البائع) القضايا الاجتماعية والأخلاقية والسياسية من خلال رحلة شخصية من بطل الرواية».

وكان فرهادى «44 عاما»، قد قدم كتابا بعنوان «سبعة سيناريوهات لأصغر فرهادى»، وكتب فى مقدمة الكتاب: «ما هو مشترك وأكثر وضوحا فى الأفلام، التى قدمتها من فيلم (الرقص فى الغبار) إلى (الماضى) ليس إلا علامة الاستفهام، الاستفهام الذى يحول السيناريو إلى سيناريو أكبر ومتعدد الأوجه، وإذا كنت قد استطعت أن أجعل متلقى أفلامى أكثر جرأة وأكثر قدرة على التساؤل، فأنا راض عن العمر الذى أفنيته فى الكتابة والإخراج».

وفاز الإيرانى شهاب حسينى بجائزة أفضل ممثل عن الفيلم نفسه، ونالت جاكلين خوسيه جائزة أفضل ممثلة بمهرجان كان عن دورها فى فيلم Ma Rosa. او «ما روزا» التى كانت بحق قنبلة المهرجان لما فجرته من مشاعر كبرى فى ادائها لشخصية ام مجتهدة لأربعة اولاد «روزا» تدير بجانب زوجها الكسول متجرا صغيرا فى اكثر المناطق فقرا بمانيلا وتلجأ لبيع المخدرات بشكل سرى فى منطقة اخرى لتفى باحتياجات اسرتها من حلوى وحليب وارز من اجل البقاء، ويتم القبض عليها لتظهر عبر مجموعة مواقف قدرتها على مواجهة الظلم من قبل رجال الشرطة الفاسدين، وتعاطفنا كثيرا مع البطلة طوال الوقت، هكذا اراد المخرج، رغم ان هناك سلوكا خطأ بتوزيع المخدرات، لكنها دراما الحياة وسط هذا الحجم من الفساد والظلم داخل الشرطة، وتستسلم انت بأن «روزا» لم يكن لديها سوى هذا الطريق فى هذه الدراما العائلية السياسية بواقعيتها المفرطة.
الممثلة جاكلين جوسى قدمت اداء مبهرا ورائعا فى دور «روزا»، وتوغلت فى اعماق الشخصية بعدة مشاهد، فضلا عن المشهد الأخير الذى صفق له الجمهور طويلا، وتستحق به الجائزة الكبرى.

المخرجة أندريا أرنولد جائزة استحقت هى الأخرى وعن جدارة الفوز بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمها American Honey، أو «العسل الأمريكى» والتى قدمت فى فيلمها نظرة قاسية للمجتمع الأمريكى، التى قامت بتشريح حياته المعاصرة، فيما يشبه بكشف الغطاء عن الوهم الأمريكى الكبير، والحلم المزيف، اندريا توغلت فى فيلمها بجرأة فى فقر قاسٍ وصادم لامرأة تمثل واقع كثيرات مثلها، وكشفت الحياة الملهاة لشباب اليوم، حيث يقضون يومهم ما بين عبث، وادمان، وسلوك معوج، حتى وهم ذاهبون للعمل، تلك الصورة التى تصدرها امريكا على انها «الحياة المودرن»، جعلتنا ارنولد نشفق عليها ونسخر منها، وذلك عبر لغة سينمائية أكثر حداثة فى ارتباطها بالواقع دون التخلى عن سحر التركيبة الفنية الثرية، سواء بصورتها، أو بأداء شخوصها.

تقاسم جائزة الإخراج الرومانى كريستيان مونجيو بفيلمه bacalaureat «البكالوريا»، مع الفرنسى أوليفييه أساياس بفيلم «المتسوق الشخصى» ومونجيو الذى ينتمى لمدرسة واقعية خاصة ونهج تجريبى فى بعض الأحيان، يقول: لا أعتبر نفسى قائدا، لكننى أشعر بالمسئولية الملقاة على عاتقى، أحاول قدر الإمكان تقديم خدمة ما، كأن أساعد سينمائيين آخرين فى إنجاز أعمالهم، فى السنوات الأخيرة، قضيت الكثير من الوقت فى محاولة لتحسين أوضاع السينما فى رومانيا، فى الدفاع عن قاعات السينما التى تبرمج أفلاما من نوع سينما المؤلف، وفى البحث عن تمويلات لفائدة المخرجين الرومانيين الشباب.

قدم مونجيو الذى يحمل على عاتقه تأكيد مكانة عالمية للسينما الرومانية، فى فيلمه الفائز موضوعا حول العلاقة بين الآباء والأبناء، بين ما تقوله لأبنائك، وما يرونك تفعله فى الواقع، عن تلك الحلول الوسط التى يقبلها الآباء مع أبنائهم، وانعكاساتها على حياة الطرفين.

وكان الفيلم السابق لمونجيو «وراء التلال» قد شارك فى مسابقة مهرجان كان قبل ثلاث سنوات وحصل على جائزة أحسن سيناريو كما نالت بطلتاه مناصفة جائزة أحسن ممثلة.

بينما جاء فوز اوليفيه اسايس بمثابة المفاجأة، حيث لم يحظ الفيلم بإعجاب الكثيرين من مشاهديه، واعتبروه الأضعف بين افلام اسايس، بل واعتبروه قد خيب ظن الكثيرين من عشاق سينماه التى تبحر دوما فى صور جمالية افتقدها فى هذا الفيلم الذى تدور احداثه فى اطار اقرب لدراما الرعب حول الفتاة التى تعمل كمتسوقة لإحدى الشخصيات الشهيرة فى فرنسا، لكنها تفاجأ بظهور شبح اخيها الذى توفى فى شبابه لإصابته بمرض فى القلب وتظل فى التحدث مع شبح اخيها طوال احداث الفيلم.

ونالت المخرجة المغربية الفرنسية هدى بن يمينة جائزة الكاميرا الذهبية عن فيلمها الكوميدى المغربى Divines.

وضمن حفل توزيع الجوائز الذى أقيم فى مدينة «كان»، تسلم الممثل الكوميدى الفرنسى جان بيير ليو جائزة السعفة الذهبية الفخرية عن مجمل أعماله.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك