تؤدي "نتسريش مريتسا"، الفتاة المراهقة، حركات وصيحات التايكوندو في فناء بيت أسرتها، بينما تقلدها عشرات الفتيات من خلفها، لكن الهدف من ذلك التدريب ليس رفع اللياقة البدنية فقط، وإنما كذلك رفع الوعي بأضرار زواج القاصرات وكيفية التعامل مع تبعاته، إذ أن أغلبية تلاميذ "نتسريش" قاصرات متزوجات أو قاصرات مهددات بالإجبار على الزواج.
تقول نتسريش، لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إنها أرادت الاستفادة من موهبتها في التايكوندو، كحاصلة على ذهبيتين وفضية فى بطولات محلية؛ لتنظم التدريبات للفتيات وتساهم في تنشئتهن داخل بيئة نقية تجعلهن أكثر وعيا لتجنب الإجبار على زواج القاصرات.
ووفقا لجمعية "بنات لسن عرائس"، فإن 34% من فتيات زيمبابوي تعرضن لزواج القاصرات، منهن 5% تزوجن في سن دون الـ15، بينما أكدت جمعيات محلية لحقوق المرأة، أن زواج القاصرات تزايد خلال أيام الإغلاق بسبب الفقر المدقع الذي تغرق فيه الكثير من الأسر.
وتضيف نتسريش، أنها فقدت الكثير من صديقاتها بسبب زواجهن في سن قاصر، بينما خسرت الكثير أيضا من تلميذاتها اللائي رفض أزواجهن ممارستهن للتدريب؛ لدرجة قيام زوج إحداهن بطعنها بسكين وتهديدها بالقتل.
واستغلت نتسريتش حالة الفراغ فى وقت الإغلاق؛ لتجعل أولياء الأمور يشاركون فى التدريبات ويتلقوا التوعية اللازمة بخطورة مثل تلك العادة على فتياتهم.
وتتلقى نتسريتش الدعم الكامل من أسرتها، التى وفرت منزل العائلة من أجل إقامة التدريبات، بينما خصص ريتشارد، والد نتسريتش، عائدات مشروع خاص به؛ لتمويل الورشة التدريبية والتوعوية التى يحضرها 40 من الفتيات.
وتقول "ديزاير"، إحدى تلميذات نتسريتش، إنها تعلمت من خلال التدريب مدى خطورة زواج القاصرات، وقررت بذل أقصى جهدها للابتعاد عنه، بينما تقول "إيميلي"، إحدى التلميذات المتزوجات في سن قاصر، إن التدريب علمها كيف تعتني بنفسها، وكيف تصبح قادرة على تحمل مسؤوليتها ومسؤولية طفلها.
.jpg)
.jpg)