قال إن أبو مازن سياسى بداخله فنان..
يحظى الفنان الكبير هانى شاكر بشعبية كبيرة فى أرجاء الوطن العربى من المحيط إلى الخليج، باعتبارة احد الذين انحازوا لقضايا وهموم الوطن العربى، وخلال مشواره الطويل استطاع ان يقدم اعمالا غنائية تدعم تلك القضايا، ومنها القضية الفلسطينية، ولذلك لم يكن غريبا ان يكرم فى دول عربية عدة مثل تونس والمغرب إلى جانب دول اخرى.
الخميس الماضى كان على موعد مع تكريم جديد بطعم مختلف من رئيس دولة فلسطين محمود عباس ابومازن، والذى منحه وسام الثقافة والعلوم والفنون تقديرا لمسيرته الثقافية والفنية وانحيازة للغناء الجاد وخدمة الثقافة العربية، ومن جهته شكر الفنان هانى شاكر الرئيس محمود عباس على هذا التكريم، وتمنى له موفور الصحة والسلامة، وللشعب الفلسطينى تحقيق أمانيه بالحرية والاستقلال.
سألت الفنان الكبير هانى شاكر عن تلك الرحلة التى استغرقت ثلاثة ايام قضاها فى رام الله، وكذلك لقاؤه بفاخمة الرئيس عباس ابو مازن وماذا دار فى اللقاء الذى جمعهما؟
قال: اولا سعادتى بزيارة الاراضى الفلسطينية لا توصف أبدا، خاصة بعد الترحاب الذى وجدته من فخامة الرئيس محمود عباس ابومازن، بصراحة استقبال غير مسبوق ويعكس حب الاخوة الفلسطينين للشعب المصرى، وقال بدأت الرحلة بوصولى للأردن الشقيق ومن هناك استقللت سيارة تابعة للسلطة الفلسطينيه حتى رام الله.
ومنذ ان وطأت قدمى الاراضى الفلسطينيه لم اجد سوى الفرحة فى عيونهم جميعا، واتصور ان تتويج هذه الرحلة كان بلقاء الرئيس محمود عباس ابومازن والذى جلست معه لفترة طويلة وتمنيت الا ينتهى اللقاء بسبب متعة الحوار وتنوعه وعمقه وفلسفته الخاصة عند تناول أى موضوع.
وتطرقنا فى الحديث لأمور كثيرة واكتشفت عند الكلام معه فى القضايا السياسية انه استاذ فى العلوم السياسية ملم بكل القضايا الراهنة ويحللها بدقة متناهية وبأسلوب بسيط وعميق.
ومن بين القضايا التى تطرقنا اليها ثورة الشعب المصرى ضد الإخوان، وهو يرى ان الشعب المصرى قام بمعجزة، وانقذ الوطن العربى بثورة 30 يونيو، وان استجابة الرئيس عبدالفتاح السيسى لها كانت قمة فى الحكمة.
وقال هانى ان الرئيس الفلسطينى تمنى لمصر مزيدا من الاستقرار وللرئيس السيسى موفور الصحة، واضاف وقفت كثيرا عندما قال ان مصر هى رمانة الميزان فى المنطقة العربية، وان استقرارها يعنى استقرار العرب واى خطر يقع عليها هو خطر على الامة اجمعها، وعندما يقول هذا الكلام زعيم عربى فهذا يؤكد ان مصر كبيرة، وان كل ما يحاك ضدها من مؤامرات لن ينال منا.
وعندما تحدثت مع ابو مازن فى الفن اكتشفت انه متذوق للغناء جدا، ومتابع لكل ما يحدث على الساحة، واكتشفت ان بداخله فنان يتحدث عن أدق التفاصبل الفنية رغم مشاغله السياسية، وفى المساء حضر الحفل وعلمت انه لأول مرة يجلس لفترة طويلة فى احتفالية.
وقال هانى لابد ان اشكر صديقى وزير الثقافة الفلسطينى أحمد عساف على تلك الدعوة الكريمة والتى جاءت فى موعدها لأننى لم أزر فلسطين منذ عشرة سنوات تقريبا.
وعن اجواء الحفل قال هانى انها كانت رائعة وكان الاستقبال الجماهيرى يفوق الوصف اكتشفت انه رغم مرارة المشاكل التى يعانى منها الشعب الفلسطينى لم تمنعه من متابعة الفن العربى، الشعب هناك متذوق جدا للغناء وكنت كلما اذهب لمكان يتحدثون معى عن ذكرياتهم مع اعمالى الغنائية، كما انهم يقدرون جدا اننى اكثر المطربين العرب غنائا لفلسطين الحبيبة وآخراها اغنية العلم كلمات رامى اليوسف والحان محمد ضياء والتى غنيتها بمناسبة رفع العلم الفلسطينى لأول مرة فى الامم المتحدة واكثر ما اسعدنى بهذه الاغنية خلال الزيارة ان الرئيس ابو مازن قال لوزير الثقافة أحمد عساف ان هذه الاغنية من أهم الاغانى التى قدمت لفلسطين.
واضاف هانى شاكر ان هتاف الجماهير الفلسطينيه تحيا مصر خلال الحفل أبكانى وشعرت برجفة، لأننى احسست قد ايه مصر عظيمة وكبيرة وان مكانتها فى قلوب العرب تزداد رغم كيد الحاقدين الذين يسعون لهدمها، كنت اتمنى ان يكون الشعب المصرى كله معى واشقاؤنا فى العروبة يهتفون لمصر، وهذا الهتاف الذى يؤكد انهم يقدرون دورنا على مر العصور فى دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب العربى فى تحرير أرضه العربية.
وقال هانى كنت اتمنى ان ازور المسجد الاقصى واصلى فيه لولا ضيق الوقت ورغبتى فى تلبية كل الرغبات والمواعيد واللقاءات الاعلامية لأشقائنا هناك، لكن ان شاء الله تتكرر الزيارة واذهب للمسجد الاقصى.
واختتم هانى كلامه قائلا: اتمنى من كل اصدقائى المطربين فى مصر والعالم العربى ان يلبوا أى دعوة لزيارة فلسطين لأن الشعب العربى هناك فى حاجة لكى نقدم له ابداعنا، وطالما هناك صعوبة فى خروجهم والوصول الينا فعلينا ان نتواصل نحن معهم واى فنان سوف يذهب هناك سوف يشعر بقيمة تلك الزيارة ومالها من ردود فعل ايجابية على جميع الاصعدة.