حذر وزير الثقافة والإعلام البريطاني الأسبق، السير جون ويتنجديل، اليوم الاثنين، من تكرار إخفاقات هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بشأن التحيز المؤسسي، داعيا لتعزيز الإشراف على المعايير التحريرية.
جاء ذلك غداة استقالة المدير العام لبي بي سي، تيم ديفي، والرئيسة التنفيذية للأخبار، ديبورا تورنيس، بعد انتقادات بأن فيلما وثائقيا في برنامج "بي بي سي بانوراما" ضلل المشاهدين من خلال "تعديل" خطاب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال ويتنجديل، في تصريح لمحطة "إل بي سي" البريطانية إن "هذه الاخفاقات ستحدث مرة أخرى"، مضيفا أنه "ليس كافيا أن يغادر شخصان منصبيهما ويحل محلهما شخصان جديدان. لأن هذا سيحدث مرة أخرى، كما ظهر خلال الأشهر الأخيرة"، وفقا لما نقلته صحيفة "تليجراف" البريطانية.
وتابع: "هذا الأمر يستمر في الحدوث، لذلك أعتقد أنه يجب إجراء تغيير جذري لتعزيز الإشراف على المعايير التحريرية، وقد يتطلب ذلك مزيدًا من المشاركة المستقلة، أو لجنة معايير أقوى".
من جهته، وصف ديفيد يلاند، رئيس التحرير السابق لصحيفة "ذا صن" البريطانية لبرنامج "توداي" الاستقالات بأنها "انقلاب".
وقال يلاند: "لقد كان ذلك انقلابا، بل وأسوأ من ذلك، كان عملا داخليا".
وأضاف يلاند أن "هناك أشخاص داخل بي بي سي، قريبون جدا من مجلس الإدارة أو ضمنه، قاموا بشكل منهجي بإضعاف تيم ديفي وفريقه الإداري، وهذا مستمر منذ وقت طويل".
وذكر أن ما حدث بالأمس لم يحدث بمعزل عما قبله، معتقدا أن هناك مشاكل في إدارة المؤسسة، ربما ذلك بعد أن جاء الرئيس الجديد وكانت الهيكلة الإدارية غير مناسبة، ولم يستطع فعل أي شيء.
وأكد يلاند أنه على "بي بي سي" أن تراجع هذا الوضع بعناية كبيرة.
وجاءت استقالة ديفي وتورنيس بعد أن نشرت صحيفة "تليجراف" تفاصيل تتعلق بمذكرة داخلية مسربة من بي بي سي، تشير إلى أن البرنامج عدّل جزأين من خطاب ترامب معاً ليبدو وكأنه يشجع صراحةً أعمال الشغب التي حدثت في مبنى الكابيتول (الكونجرس الأمريكي) في 6 يناير 2021.
فخلال خطابه في واشنطن في حينها، قال ترامب: "سنتوجه إلى مبنى الكابيتول، وسنشجع أعضاء وعضوات مجلس الشيوخ والنواب الشجعان".
فيما ظهر ترامب في نسخة بانوراما وهو يقول: "سنتوجه إلى مبنى الكابيتول... وسأكون هناك معكم. وسنقاتل. سنقاتل بشراسة".
وقد اجتُزِئت جملة ترامب عن "القتال بشراسة" من مقطع ناقش فيه مدى "فساد" الانتخابات الأمريكية؛ حيث استخدم لفظ "قتال" أو "نقاتل" خلال خطابه عشرين مرة.
من جهتها، قالت ديبورا تورنيس في أول تصريحات للصحفيين من مقر بي بي سي بعد استقالتها: "أود أن أوضح شيئا واحدا، أخبار بي بي سي ليست متحيزة مؤسسيا، ولهذا السبب هي مزود الأخبار الأكثر ثقة في العالم"