أكد مصدر سعودي مطلع إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيصل إلى جدة يوم الخميس المقبل في أول زيارة منذ يوليو 2017.
وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ) شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن الملك سلمان سوف يستقبل اردوغان في قصر السلام بجده قبل أن يعقد الأخير اجتماعا مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحضور عدد من كبار المسؤولين من البلدين.
وألمح المصدر إلى أن الزيارة جاءت بطلب من أنقرة.
وأوضح المصدر أن محادثات الجانبين ستتركز بصفة اساسة على" تطبيع العلاقات بين أنقرة والرياض وعودتها إلى سابق عهدها وتنشيط التبادل التجاري والاقتصادي وتنمية الاستثمارات المشتركة وسبل دعم الاقتصاد التركي إضافة إلى بحث عدد من الملفات السياسية ،في مقدمها تطورات الأوضاع في اليمن وعلى الساحتين السورية والعراقية إلى جانب الملف النووي الإيراني ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسة الاحتلال الإسرائيلي".
ومرت تركيا والسعودية بتوتر كبير بسبب قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده في أكتوبر من العام 2018.
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة من طلب الادعاء العام في تركيا وقف محاكمة 26 متهما بقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي ،وإعلان النيابة العامة التركية إحالة القضية محاكمة إلى السلطات القضائية السعودية، ووافقت وزارة العدل لاحقا على إغلاق ملف القضية.
وطبقت الرياض مقاطعة شاملة غير رسمية على المنتجات التركية ليصل حجم الواردات السعودية من تركيا إلى قرابة الصفر، بعدما اقترب في بعض السنوات من حاجز الـ5 مليارات دولار.
ويمثل الاقتصاد أولوية كبيرة للحكومة التركية التي تسعى لتحقيق مزيد من المكاسب الاقتصادية من خطواتها السياسية حيث تعرض الاقتصاد التركي لهزات كبيرة جدا نتيجة انتشار جائحة كورونا والخلافات السياسية في المنطقة التي خلفت مقاطعات اقتصادية والتكاليف المرتفعة للمعارك العسكرية التي دخلها الجيش التركي تباعا في سوريا وليبيا وقره باغ وشمالي العراق سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. والتراجع الكبير في سعر صرف الليرة أمام الدولار الأمريكي وغيرها من التحديات الاقتصادية.
كان الرئيس التركي أعلن في يناير الماضي أنه سيزور السعودية في فبراير الماضي وذلك بالتزامن مع زيارته إلى الإمارات غير أن تلك الزيارة لم تتم.
وفي مايو 2021 أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو زيارة إلى العاصمة الرياض دون أن تحظى الزيارة بزخم إعلامي ودبلوماسي داخل الأوساط السياسية السعودية.
ووفقاً لموقع "ميدل إيست آي"البريطاني لبت تركيا أحد المطالب السعودية الرئيسية في إصلاح العلاقات في وقت سابق من الشهر الجاري بقرارها نقل ملف محاكمة خاشقجي إلى السعودية.
وإلى جانب الإجراءات القضائية كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في وقت سابق هذا العام عن وجود خطوات مهمة في سبيل تطبيع العلاقات بين بلاده والسعودية.