فاسألوا أهل الذكر (21): الرؤى والأحلام - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:07 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فاسألوا أهل الذكر (21): الرؤى والأحلام

محمد بلال
نشر في: الأحد 26 مايو 2019 - 10:15 ص | آخر تحديث: الأحد 26 مايو 2019 - 10:15 ص

تكثر الأسئلة حول الرؤى والأحلام التى ترى فى النوم وهل هى صادقة أم كاذبة؟ وهل من الله أو من الشيطان؟
وفى سبيل الإجابة عن هذه الأسئلة نود أن نوضح أن الإنسان يرى فى نومه أشياء: أقوالا يسمعها، أو أحداثا وصورا يراها، وليس من شك فى أن ما يراه من ذلك قد يكون واضحا متميزا، وقد يكون غامضا يختلط بعضه بعض، وتتغير صوره ولا يثبت على حال، ولا شك فى أن بعض ما يرى من النوع المتميز الواضح قد يحدث فى اليقظة بنفس الصورة التى رئى عليها، وأخرى تكون الصورة المرئية رمزا لما يقع، وفى الحالتين تسمى رؤيا صادقة.
أما ما لا يتميز ولا يقع فإنه يعرف بإسم أضغاث أحلام.
والرؤيا الصادقة، أكثر ما يقع لأرباب النفوس الصافية كالأنباء والصالحين. ومنه رؤيا النبى ﷺ وهو فى المدينة أنه هوو أصحابه يدخلون المسجد الحرام، وقد ذكرها القرآن فى سورة الفتح بقوله تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَهُ رَسُولَهُ الرُؤْيَا بِالْحَقِ ۖ لَتَدْخُلُنَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَهُ آمِنِينَ مُحَلِقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِرِينَ لَا تَخَافُونَ) الفتح 27.
ومن الرؤى الصادقة الرمزية ما رآه يوسف عليه السلام رمزا لإخوته وأبويه وهو ما حكاه القرآن (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبا وَالشَمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ) وجاء فى آخر القصة حينما دخلو عليه: (يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِى حَقا) يوسف 100.
ومن الرمز أيضا ما حكاه عن صاحبى يوسف فى السجن: (قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِى أَرَانِى أَعْصِرُ خَمْرا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِى أَرَانِى أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِى خُبْزا تَأْكُلُ الطَيْرُ مِنْهُ) يوسف 36 و أيضا ما قاله يويف عليه السلام بقوله (أَمَا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِى رَبَهُ خَمْرا ۖ وَأَمَا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَيْرُ مِن رَأْسِهِ) يوسف 41، ومنه ما حكاه الله فى السورة نفسها عن رؤيا الملك التى استدعى لتعبيرها وتفسيرها يوسف من السجن (إِنِى أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) يوسف43، وقد فسرها يوسف عبيه السلام بسبع سنين مخصبة، يأتى بعدها سبع سنين مجدبة.
وقد جاء فى الرؤيا الصادقة فيما يختص برسول الله ﷺ قول السيدة عائشة: «أول ما بدئ به رسول الله من الوحى الرؤيا الصادقة فى النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح» وصح فى الرؤيا عامة قوله ﷺ: «الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة».
والرؤيا الصادقة من غير الأنبياء ثابتة وهى لا تخص بأهل الصلاح والتقوى، وفى صدق رؤيا صاحبى يوسف ما يرشد إلى أنها قد تقع لغير المؤمنين والصالحين، وهذا مما يشهد به الواقع الذى نعيشه من رؤى بعض الناس حتى المعروفين بالفسق والفجور، وفى هذه الحالة تكون كما قال العلماء الشرعيون: إما بشرى بالهداية إلى الإيمان والتوبة، أو إنذار من الاستمرار على الكفر أو الفسق.
وقد تكلم الناس قديما فى أسباب الرؤى والأحلام، وقد إختلف فيها آراؤهم على حسب إختلاف تخصصاتهم، فأهل الطب لهم تعليل، وأهل الفلسفة لهم تعليل آخر. أما أهل الإيمان ينسبونها إلى الله، إما بالمباشرة أو بنا على إستعداد خاص فى النفس،و لكنها من شئون الروح التى لا وثوق بشىء مما يقرره البشر فيها.
ويجب أن لا ننكر أن منها ما يكون أثرا لإنشغال النفس بأشياه خاصة فى اليقظة، ومنها ما يكون أثرا لفساد الأمزجةو إضراب الأجهزة. أما الصادقة منها عينا أو رمزا فهى من فضل الله على الناس ولكن أكثرهم لا يعلمون.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك