قال الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن ما مرت به غزة خلال العامين الماضيين من عدوان إسرائيلي واسع النطاق، وما خلّفه من خسائر بشرية ومادية فادحة، جعل من المستحيل أن تعود الحياة إلى طبيعتها في وقت قصير، مشيرًا إلى أن حجم الدمار الذي لحق بالقطاع لم يسبق له مثيل في القرن الحادي والعشرين، وربما حتى في القرن العشرين.
وأضاف رشوان، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن من يتصور أن وقف إطلاق النار أو انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من بعض المناطق كفيل بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر، لا يدرك حجم الكارثة الحقيقية التي يعيشها القطاع، موضحًا أن غزة ليست فقط مدمرة، بل تعيش حالة من الارتباك الشديد في إدارة تفاصيل الحياة اليومية، من مياه وكهرباء وصحة وتعليم وأمن مجتمعي، حتى صارت الحياة فيها أقرب إلى المحاولة اليومية للبقاء أكثر من كونها حياة طبيعية.
وأشار رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إلى أن ما يقرب من 75% من مرافق غزة وبنيتها التحتية قد دُمر بالكامل، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وشبكات الطرق والصرف الصحي ومحطات الكهرباء والمياه، مما يجعل من الطبيعي أن تستغرق عملية التعافي وإعادة الإعمار سنوات طويلة وجهودًا دولية ضخمة تتجاوز القدرات المحلية والإقليمية.
وأكد رشوان أن ما تعانيه غزة لا يمكن معالجته فقط بالمساعدات الإنسانية، بل يحتاج إلى خطة شاملة تتضمن التزامًا سياسيًا دوليًا بوقف العدوان ومنع تكراره، مشددًا على أن دعم الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة هو مسؤولية أخلاقية وإنسانية على المجتمع الدولي بأسره، لأن ما حدث في غزة ليس مجرد أزمة محلية، بل جريمة كبرى ضد الإنسانية يجب أن يتحمل العالم تبعاتها.