• لم أكن أعرف فى بدايتى أننى سأكون ممثلة محترفة.. والمخرج رضوان الكاشف غامر بى فى فيلم «الساحر»
• أحب أنتونى هوبكنز وأعتبره الممثل النموذج بالنسبة لى
• لن أشعر بإنجاز العمر إلا عندما أحصل على جائزة مثل إيمى أو الأوسكار
قالت الفنانة منة شلبى، إنها شعرت بتقدير كبير لتكريمها بجائزة الإنجاز الإبداعى فى مهرجان الجونة السينمائى، فى هذه المرحلة من العمر، مؤكدة على أنها تعنى لها الكثير، وتمثل دفعة كبيرة بالنسبة لها وتشجعها على تقديم المزيد من الأعمال المؤثرة فى هذه الصناعة، لافتة فى الوقت نفسه إلى أنها لن تشعر بإنجاز العمر إلا عندما تفوز بجائزة مثل إيمى أو الأوسكار.
وأكدت منة شلبى خلال ندوة تكريمها بمهرجان الجونة، والتى أدارها المخرج كريم الشناوى، أن الممثل الحقيقى «بيشقى ويتعب» جدا فى الشغل، فمن الممكن مشهد مدته دقيقتان على الشاشة، يأخذ من الممثل أيام تحضير، ويجعله لا ينام الليل من كثرة التفكير فيه، وهذا حدث معى مثلا فى مشهد صعب بفيلم «عن العشق والهوى» مع الفنان أحمد السقا، حينها لم أكن أنام، وطول الوقت أفكر فيه، وبالتالى عندما يتم تقدير هذه اللحظة من مهرجان كبير مثل الجونة، فأكيد أشعر أن الجهد الذى بذلته كان يستحق.
وعن طريقتها فى اختيار أدوارها، ولماذا توافق على مشروع بينما ترفض الآخر، قالت منة شلبى، إن إحساسها الشخصى هو من يتحكم فى اختياراتها، ويحسم قرارها فى اختيار دور ورفض آخر، فإذا شعرت أن الفتاة التى قرأتها فى السيناريو موجودة، توافق عليه وإذا لم تشعر ترفضه، لكن أكدت فى الوقت نفسه بأن هذا لا يعنى أن كل اختياراتها صحيحة، فهناك اختيارات كانت موفقة فيها واختيارات لم توفق فيها، وأحيانا تخطئ فى قراراتها، لأن هناك مشاريع اعتذرت عنها واكتشفت بعد ذلك أنها مهمة جدا، وهذا يحسب للمشروع، لأنه لم يكن يعتمد من البداية على البطل.
وعن الإحساس بالذات والأنا، وكيف يؤثر ذلك على الفنان، قالت منة شلبى، إنه لا يوجد ممثل إلا ويستطيع النظر إلى نفسه من الداخل، ومن يفعل ذلك سيعرف ما عيوب هذه المهنة، وما إذا كان «الإيجو» مفيدا أم لا، مشيرة إلى أن ذلك ربما يكون مفيدا لغيرها، ويحميه، أما بالنسبة لها فهو أمر مؤذٍ وغير مفيد، قبل أن تشير إلى تجربة النجم العالمى أنتونى هوبكنز قائلة: «أنا بحب أنتونى هوبكنز، وشايفاه النموذج، عمل كل شىء وفاز بكل الجوائز، ورغم ذلك لم يشعر بالغرور، ولا يزال لديه طموح أن يواصل العمل ويحقق نجاحات أخرى».
وأكدت منة شلبى أنها كانت محظوظة بالعمل خلال رحلتها مع مخرجين كبار، منهم رضوان الكاشف وأسامة فوزى ومحمد خان ويسرى نصر الله، موضحة أن كل منهم وضع «مكعبا» فى موهبتها وفى مسئوليتها تجاه الصناعة واحترامها لها، ولأن كل واحد منهم كان له مدرسته الخاصة والمختلفة، فهى كممثلة كانت محظوظة لاستفادتها من كل هذه المدارس، لافتة فى الوقت نفسه إلى أنها «لو هكون مغرورة، فسيكون علشان لحقت اشتغل مع يوسف شاهين».
وأضافت منة شلبى، أنها لم تكن تعرف فى بدايتها أنها ستكون ممثلة محترفة، فالمخرج الراحل رضوان الكاشف كان يغامر عندما قدمها فى فيلم «الساحر»، لافتة فى الوقت نفسه إلى أنها رغم احترافها للتمثيل، ستظل تعمل فى هذه المهنة بروح الهواية حتى آخر يوم فى عمرها، وهذا لا يتعارض مع قيمتها كممثلة فى الصناعة، فمن المهم أن يعرف الإنسان قيمته عندما يجلس مع المنتج ليتفاوض على أجره، ولكن ليس بالضرورة أن يأخذ هذه القيمة معه إلى البلاتوه أثناء التصوير، لأن من يفعل ذلك لن يكون قادرا على التمثيل.
وأبدت منة شلبى تعجبها من الذين يعملون بالتمثيل، من أجل الشهرة، ونصحتهم أن يعملوا «موديل» أو أى مهنة أخرى أسهل تحقق لهم نفس النتيجة، بدلا من العمل فى مهنة صعبة ومرهقة مثل التمثيل.
وتابعت قائلة: «التمثيل قصة حب لازم تكون بتحبه، مش بتحب اللى وراه».
خلال الندوة تحدثت منة شلبى عن مشروع كانت تتمنى أن تقدمه بعنوان «عظماء لا يعرفهم أحد» مع المنتج صفى الدين محمود، عن العمال والفنيين الذين يعملون فى صناعة السينما خلف الكاميرا، ولا يعرفهم أحد، رغم أهميتهم الكبيرة، مؤكدة على أن بدون العمال، لن يخرج أى عمل للنور.
وعما إذا كانت تفتقد وجود سيناريوهات تكتب للمرأة فى السينما، قالت منة شلبى، أن انتماءها وولاءها للدور والفيلم الجيد بغض النظر عن البطل الرئيسى رجلا كان أم امرأة، مؤكدة على أنها تميل أكثر لأن يكون الفيلم بالكامل متميزا، فإذا صادف وكان الفيلم بطولة نسائية ستكون سعيدة ، لكنها لن تعتذر عن فيلم لأنه بطولة رجل، مشيرة فى الوقت نفسه إلى تجربتها «الهوى سلطان» باعتبارها بطولة نسائية، وحققت نجاحا فى شباك التذاكر.
وتابعت منة شلبى: لو عندنا أزمة فى هذه الصناعة، فهى أزمة فى الكتابة، أكثر من أى شىء آخر، فالكتاب الجيدون غير كافين، نحن نحتاج إلى 20 أو 30 كاتبا على الأقل، نحتاج أفلاما تكتب بشكل جيد، ومخرجين محترفين قادرين على تحقيقها، لافتة إلى أنها فى بداية عملها بالتمثيل، كان يأتيها 20 سيناريو فى العام تختار من بينها 5 تشارك فى بطولتهم، أما الآن يأتيها 10 سيناريوهات لا تستطيع أن تختار من بينها سوى فيلم واحد وهذا خطر جدا على الصناعة، والممثل لا يلام على ذلك ولا المنتج، وبالتالى نحن فى حاجة إلى كتاب أكثر، حتى يزيد إنتاج أعمال جيدة فى السينما المصرية.
وردا على سؤال شاب يريد احتراف التمثيل، ويبحث عن نصيحة تساعده فى تحقيق هدفه، قالت منة شلبى: لو بتحب التمثيل لازم تتقبل فكرة إن الشغل فيه إحباط وفيه فرص تضيع، بالإضافة إلى أمور أخرى أنت مجبر على تقبلها، ومنها كل أنواع الإحباطات التى يمكن أن تصنف بأنها تنمر، فمن الممكن أن تذهب لمخرج ويرفضك، وعندما تسأل عن السبب يقول لك إنك ممتلئ أو نحيف أو أصلع أو غيرها من الأمور المحبطة، ولكن على الممثل أن يتقبلها، ويتجاوزها لأنه يحب المهنة.
وعما إذا كانت تغضب من الانتقادات، قالت منة شلبى: الجمهور ليس كتلة واحدة فهناك من الجمهور من يقدر ما نبذله من جهد، وهناك فئة أخرى غير متحققة فى حياتها إنسانيا، فتعاقب الآخرين، وهؤلاء لديهم قناعة أنهم يمكن أن يستفزوننى بضغطة زر على مواقع التواصل، ولكن هذا لا ولن يحدث، لأننى أسامح فى كل الانتقادات التى تكتب عنى، وبالتالى لا تضايقنى ولا تستفزنى.