حوار| ممثل حكومة كوريا للقمة الكورية الأفريقية 2024: أفريقيا هي المستقبل وسنكتب معها تاريخا جديدا من التعاون - بوابة الشروق
الإثنين 17 يونيو 2024 2:57 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حوار| ممثل حكومة كوريا للقمة الكورية الأفريقية 2024: أفريقيا هي المستقبل وسنكتب معها تاريخا جديدا من التعاون

ممثل الحكومة الكورية للقمة الكورية الأفريقية - تصوير: Lee DongWook
ممثل الحكومة الكورية للقمة الكورية الأفريقية - تصوير: Lee DongWook
حاورته من سيول- نسمة يوسف:
نشر في: الأحد 26 مايو 2024 - 6:25 م | آخر تحديث: الأحد 26 مايو 2024 - 6:51 م

• عانينا من الحرب مثلما عانت أفريقيا لذلك كوريا والدول الإفريقية تنتمي إلى نفس الفريق

• الدول الأفريقية دعمتنا خلال الحرب.. ولنا مع مصر تاريخ مميز

• نريد بناء مستقبل مع أفريقيا لنعمل معًا على مواجهة التحديات العالمية

• سنضاعف مساعدتنا الإنمائية الرسمية والحزم المالية المقدمة إلى أفريقيا

تستعد كوريا الجنوبية لاستضافة «القمة الكورية الأفريقية 2024» المقرر انعقادها يومي 4 و5 يونيو المقبل في سيول، وهي القمة الأولى من نوعها، حيث وجهت كوريا الدعوة لرؤساء الدول الأفريقية ومسئولين حكوميين رفيعي المستوى وقادة مجتمع الأعمال وخبراء اقتصاد وغيرهم، للمشاركة فيها؛ وذلك بغرض تعزيز التعاون بين كوريا والقارة الأفريقية.

كوريا الجنوبية تعتبر القمة بمثابة حدثا تاريخيا وعلامة فارقة في مسار علاقتها مع القارة الأفريقية، وعلى هامش زيارة إلى سيول لمتابعة الاستعدادات الجارية لانعقاد القمة الكورية الأفريقية، التقت «الشروق» مع ممثل الحكومة الكورية للقمة الكورية الأفريقية 2024، «جونج كي هونج Jung Ki Hong»، وأجرت معه حوارًا للوقوف على الاستعدادات الجارية لانعقاد القمة والتوقعات تجاه مستقبل العلاقات بين كوريا وأفريقيا.

في البداية، أكد ممثل الحكومة الكورية لقمة كوريا أفريقيا أن تلك القمة تمثل فرصة كبيرة لكوريا وأفريقيا للاستفادة من نقاط قوتهما التكميلية لتعزيز النمو المتبادل، ومواجهة التحديات العالمية، وتعزيز التضامن من أجل السلام والأمن.

وإلى نص الحوار:

 

• كوريا ليست دولة قريبة من أفريقيا في المسافة كما أنها ذات ثقافة مختلفة، فلماذا اخترتم أفريقيا لتنظيم قمة مشتركة معها؟

 

على الرغم من أن كوريا دولة بعيدة عن أفريقيا، ونحن لسنا جيرانًا، كما أننا من حضارة مختلفة، لكننا نتشارك في مسارات تاريخية متشابهة، حيث عانت كوريا الجنوبية ذات يوم من ويلات الحرب مثلما عانت الدول الأفريقية من الحروب أيضا، كما نعرف جيدا ما هي آثار الحرب وكيف تعاني الشعوب؛ لذلك أرى أن «كوريا والدول الإفريقية تنتمي إلى نفس الفريق».

كما أن كوريا بدأت تغييراتها الكبيرة الجديدة بنفسها، حيث تغلبت على تاريخها المؤلم من الاستعمار والحرب الكورية وحققت نموا اقتصاديا غير مسبوق، وانتقلت من كونها دولة مستفيدة من المساعدات الدولية إلى دولة مانحة، تساهم بنشاط في نمو المجتمع الدولي؛ لذلك نعرف كيف يمكننا أن نساعد غيرنا، وأعتقد أن لدينا شيئًا لنشاركه مع أفريقيا، لدينا شيء مختلف عن الدول الغنية الكبرى الأخرى، فقصة كوريا شارك فيها أفرادها الذين ساعدوا معًا على دفع الاقتصاد لصالحنا حتى وصلنا إلى اليوم.

والآن عندما نأتي إلى أفريقيا، نعلم أنه من خلال قمة كوريا أفريقيا، ستكون هناك اتفاقيات نبرمها مع هذه البلدان، تتمثل في إشراك السكان المحليين وخلق فرص عمل وتحقيق نمو وازدهار معا.

وفي الحقيقة، المستقبل الذي نصنعه رسميًا معًا، ومشاركة النمو والاستدامة والتضامن، وهو الموضوع الرئيسي للقمة، يعني أننا نريد بناء المستقبل معًا، مع أفريقيا التي نريدها؛ لنعمل معًا على مواجهة التحديات العالمية، كما أننا نريد بناء تعاون جديد مع أفريقيا من أجل السلام الإقليمي والعالمي، والنجاح هو هدفنا الرئيسي.

• لماذا زاد اهتمام كوريا مؤخرا بتحقيق علاقات تقارب مع أفريقيا؟

 

في الحقيقة علاقتنا بأفريقيا ليست وليدة اللحظة، ولكن لها تاريخ ممتد، حيث كانت بداية التضامن في الخمسينيات عندما قدمت الدول الإفريقية الدعم لكوريا خلال الحرب الكورية -ومنها مصر على سبيل المثال التي لنا معها تاريخ مميز- وفي الستينيات كانت بداية العلاقات، عندما أقامت كوريا علاقات دبلوماسية مع ست دول أفريقية، وهي: (كوت ديفوار، النيجر، بنين، تشاد، الكاميرون، وجمهورية الكونغو).

وفي التسعينيات كان قبول كوريا بعضوية الأمم المتحدة وإنشاء الوكالة الكورية للتعاون الدولي (كويكا KOICA) من شأنه أن يعزز العلاقات الدبلوماسية الكورية مع أفريقيا، وفي عام 2002 تم إطلاق الاتحاد الأفريقي، وفي 2005 حصلت كوريا على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي.

وفي 2006 قدمت كوريا «المبادرة الكورية لتنمية أفريقيا»، وأطلقت المنتدى الكوري الأفريقي (KOAF)، والمؤتمر الوزاري للتعاون الاقتصادي الكوري الأفريقي (KOAFEC)، إذ إن في ذلك العام اقترحت الحكومة الكورية السابقة سياسة جديدة لأفريقيا، حيث قمنا بتدشين اجتماع افتراضي واحد مشترك بيننا وأفريقيا تحت مسمى «نداء كوريا Korea appeal»، ومنتدى آخر يسمى «كوريا أفريقيا الاقتصادية مؤتمر التعاون» يشارك فيه وزراء الاقتصاد من كوريا ودول أفريقيا؛ الاجتماع الأول يعقد كل ثلاث إلى أربع سنوات، في حين أن المنتدى المتعدد الأطراف لوزراء الاقتصاد مع الدول الأفريقية يعقد كل عامين.

وفي عام 2018، تم إنشاء المؤسسة الكورية الإفريقية التابعة لوزارة الخارجية، حيث أنشأتها حكومة جمهورية كوريا لتوسيع التعاون مع الدول الأفريقية، والآن في عام 2024 سنعقد القمة الكورية الإفريقية.

ومن خلال هذه الجهود، تعمل كوريا وإفريقيا على توسيع تعاونهما العملي في مجالات متنوعة، مثل التجارة والاستثمار والبنية التحتية والمعادن والطاقة والدفاع والحكومة الإلكترونية والمعلومات والتكنولوجيات الرقمية.

لذا فإن ما أعنيه هو أن «كوريا قد حافظت بالفعل على اتصالات متعددة الأطراف مع الدول الأفريقية منذ عام 2006»، ولهذا السبب بدأت الحكومة الكورية الحالية في التخطيط لقمة مع الدول الأفريقية، وبذلنا الكثير من المساعي الدبلوماسية في العامين الماضيين، وهذه القمة الأولى (القمة الكورية الأفريقية) التي ستُعقد في 4 و5 يونيو المقبل، هي «نتيجة ثمينة للغاية لمثل هذه الدبلوماسية»، لذلك نحن فخورون وسعداء للغاية لأننا تمكنا من استضافة قمة مهمة مثل هذه في كوريا، التي ستمكننا من رسم مسار جديد وكتابة تاريخ جديد مع أفريقيا.

محررة الشروق تحاور ممثل الحكومة الكورية للقمة الكورية الأفريقية (تصوير: Lee DongWook)

 

• ما هو تصوركم لتنظيم القمة ومدى استعدادكم لها؟

 

نهدف إلى التعاون طويل الأمد مع الدول الأفريقية، وللقمة، دعونا جميع قادة الأعمال من كوريا وإفريقيا للتباحث وتوطيد علاقات التعاون، كما نظمت الحكومة الكورية العشرات من اللقاءات الجانبية المهمة الأخرى التي ستُعقد على هامش القمة. إنه حدث مهم للغاية ونعلم ذلك.

وإلى جانب القمة الرئيسية، فإن جميع الوزارات المختلفة مثل وزارات الثقافة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا، ستنظم منتدى رفيع المستوى لدعوة الوزراء أو المعارض من أي دولة، حيث سيكون أمامهم إمكانية الاختيار بين أكثر من 10 منتديات يفضلونها للمشاركة فيها والتباحث والحديث عن إمكانية عقد الشراكات.

كما سنقوم بدعوة قادة الأعمال المهمين من كوريا ورجال الأعمال الأفارقة، وأيضًا وزراء الخارجية، حتى يتمكنوا من الجلوس معا للحديث عن القضايا الإقليمية أو العالمية أو الشراكات الثنائية.

وما زلنا نتلقى الردود النهائية من قادة الدول الأفريقية، ولا أستطيع أن أقول حاليا أرقام دقيقة للتأكيد الذي حصلت عليه بالحضور، لكن أستطيع أن أقول لقد أكد الكثير من المرشحين حتى الآن المشاركة في العروض التقديمية، والتي تعد أكثر بكثير من توقعاتنا، لذلك نحن بالفعل مستعدون تمامًا للقمة.

• في فيديو ترويجي للقمة كُتِبت عبارة «أفريقيا هي المستقبل»، فما الذي يوجد في إفريقيا يجعلها المستقبل لكوريا وماذا تعني كلمة المستقبل هنا لكوريا؟

 

أفريقيا هي قارة المستقبل، ونعتقد أن أفريقيا لديها إمكانات هائلة، إذ يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، ولا تزال مستمرة في الصعود، حيث ستصبح القارة الأكثر شعبية في العالم، وأيضا القارة الأصغر سنًا في المستقبل، حيث إن 60% من سكانها من الشباب صغير السن تحت سن 25 عامًا، بجانب تمتعها بموارد طبيعية معدنية، لذا فهي سوق جذاب للغاية، وستكون شريكة جيدة، وأعتقد أن «كوريا وأفريقيا يمكن أن تنموان معًا»؛ لذلك أرى أن لدينا فرصة عظيمة وإمكانات كبيرة للعمل معا.

ومع إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، تطورت أفريقيا بسرعة إلى سوق واحدة واسعة، كما أنها تبرز كقوة اقتصادية عالمية.

• وماذا ستقدمون لأفريقيا في المقابل؟

 

أعلم أن كوريا ليست قوة عظمى مثل الولايات المتحدة والصين واليابان، ولكننا نعتقد أن كوريا الجنوبية لديها قدرة تنافسية متطابقة، وخاصة في تمكين الموارد البشرية والتعليم والتدريب الوظيفي، الذي يعد المصدر الأساسي لكوريا، والقدرة التنافسية الأخرى لدينا هي تقنيات الرقمنة، والذي أعتقد أننا «الأكثر تقدمًا فيها في العالم»؛ لذلك «أعتقد أن لدينا الكثير من الأشياء التي يمكن مشاركتها، وأيضًا لتستفيد منها البلدان الأخرى».

وننوي بالطبع القيام بالمزيد من الأعمال التجارية مع الاستثمار بشكل أكبر في أفريقيا، وسنضاعف أيضًا مساعدتنا الإنمائية الرسمية وتلك الحزم المالية المقدمة إلى أفريقيا. وتعهدنا بتقديم 6 مليارات دولار من الحزم المالية لتوزيعها على أفريقيا، وسيتم استخدام هذه الأموال لبناء الجسور التعاونية للبناء وللمشاريع العديدة التي ننوي تنفيذها.

وأعتقد أنه يمكننا القيام بالمزيد والاستفادة من القمة الكورية الأفريقية القادمة، ويمكن في إطار الشراكة الجديد أن تقوم المزيد من الشركات الكورية بالاستثمار في البلدان الأفريقية.

• ماذا عن حجم الاستثمار والتبادل التجاري بين كوريا وأفريقيا؟

 

وفقا لرابطة التجارة الدولية الكورية، زاد حجم التجارة السنوي بين كوريا وإفريقيا بمقدار 23 ضعفا من حوالي 890 مليون دولار في عام 1988 إلى حوالي 20.45 مليار دولار في عام 2022، مسجلا مستوى قياسيا.

كما ارتفع حجم الاستثمار السنوي بين كوريا وإفريقيا من حوالي 63 مليون دولار في عام 1988 إلى حوالي 700 مليون دولار في عام 2019، مسجلا رقما قياسيا. وبحلول عام 2022، بلغ إجمالي الاستثمار التراكمي السنوي 9.2 مليار دولار.

وبالنسبة لتبادل السائحين الكوريين والإفريقيين، فإنه اعتبارًا من عام 2023، زار أفريقيا حوالي 13 ألف سائح كوري، كما زار كوريا حوالي 57 ألف سائح أفريقي، وذلك وفقا للبيانات المقدمة من منظمة السياحة الكورية.

محررة الشروق مع ممثل الحكومة الكورية للقمة الكورية الأفريقية في سيول



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك