فر السكان في مدينة جوما أكبر مدن شرقي الكونجو، اليوم الاثنين، من منازلهم بعد أن زعم المتمردون المدعومون من رواندا بأنهم استولوا على ذلك المركز الإقليمي الهام من القوات الكونغولية مع تصاعد القتال رغم دعوات مجلس الأمن الدولي للمتمردين بالانسحاب.
ودوت طلقات الرصاص في أنحاء جوما خلال الليل قبل أن يتوجه العشرات من المتمردين بالزي العسكري صباح اليوم الاثنين، إلى عاصمة إقليم كيفو الشمالية ، الذي يقع على الحدود مع رواندا في المنطقة المضطربة الغنية بالمعادن المهمة بالنسبة لكثير من شركات التكنولوجيا في العالم.
وأكدت حكومة الكونغو وجود متمردي حركة 23 مارس في جوما التي تقع على مسافة نحو 1500 كيلومترا شرق العاصمة كينشاسا ، لكنها لم تعلن تمكنهم من السيطرة على المدينة.
وفي بيان على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، طلب المتحدث باسم الحكومة باتريك مويايا من سكان جوما البقاء في منازلهم، كما حث الرعايا الكونغوليين في أنحاء العالم على أن يهبوا دعما للبلاد.
وقال مويا في منشور على إكس ،:" لن يتم التخلي عن أي سنتيمتر".
ومع دخول المتمردين إلى جوما ، أدى حريق في سجن مونزينزي بالمدينة صباح اليوم الاثنين، إلى فرار آلاف السجناء.
وقال مواميسيو ندونجو ، وهو أحد الفارين من السجن ، "إن جميع السجناء الذين كانوا محتجزين، سواء كانوا نساء أم رجالا أم قاصرين ، خرجوا جميعا".
وقدر ندونجو عدد الفارين من السجن بأكثر من ألفي سجين.
جاء ذلك في وقت وصفت فيه الأمم المتحدة الأمر "بالفزع الجماعي" بين سكان المدينة البالغ عددهم مليوني نسمة، وقالت الحكومة الكونغولية إن تقدم المتمردين هو "إعلان حرب".
وجاءت سيطرة المتمردين على المدينة بعد مهلة مدتها 48 ساعة فرضتها الحركة على الجيش الكونغولي للاستسلام وتسليم أسلحته.
وفي البيان، دعا المتمردون سكان جوما إلى التزام الهدوء، وطالبوا أفراد الجيش الكونغولي بالتجمع في الملعب المركزي.
ويشكل الهجوم الذي شنته حركة إم 23 في قلب المنطقة الغنية بالمعادن تهديدا كبيرا يؤدي إلى تفاقم واحدة من أطول الحروب في أفريقيا وزيادة تهجير المدنيين.
ووفقا لتقرير الأمم المتحدة، فإن أكثر من ثلث سكان محافظة شمال كيفو، حيث تقع جوما، مشردون حاليا، ومن المحتمل أن يؤدي سقوط جوما إلى تفاقم الوضع.