كشف رئيس جامعة الإسكندرية، الدكتور عصام الكردى، أن الجامعة عقدت شراكة مع عدد من الجامعات الروسية فى مجال الهندسة النووية، لتخريج كوادر بمستويات مختلفة ومتخصصين وفنيين استعدادًا لمشروع الضبعة النووى.
وقال الكردى، فى حوار لـ«الشروق» هو الأول له منذ توليه منصبه فى نوفمبر الماضى: إن المتخصصين فى المجال النووى بشتى الجامعات من خريجى قسم النووى بكلية هندسة الإسكندرية.
وأشار إلى أن بوابات كليات ومعاهد الجامعة شهدت تشديدات أمنية عقب تفجير الكنيسة المرقسية، مضيفًا أن الشركة المسئولة عن أمن الكليات مستمرة فى عملها، ولفت إلى أنه يتم رفع حالة الاستعداد والطوارئ بشكل عام فى الأعياد وفترات الامتحانات وعند تزاحم الطلاب.
وأضاف الكردى أنه لا وجود للعمل السياسى داخل الجامعة، وأن الهدوء يسود الكليات حاليًا بسبب نجاح الجامعة فى ملء فراغ الطلاب بالأنشطة المفيدة والبرامج التى تمدهم بالخبرة والمعلومة، وأصبح الطالب يبحث عن الأنشطة ومواعيد البرامج.
وأكد رئيس جامعة الإسكندرية أن الطلاب فى المرحلة الجامعية فى حاجة للأخذ بيدهم وملء الفراغ الفكرى الذى قد يقودهم للتطرف الثقافى والعنف، مشيرًا إلى أن إنشاء مركز التطوير الوظيفى وريادة الأعمال يهدف لربط الطلاب والسيطرة على أفكارهم وحمايتها من التشتت، عبر برامج تؤهلهم لسوق العمل.
وحول قانون تنظيم الجامعات، قال الكردى: إن القانون يجب أن موحدًا لتنظيم الدراسة بجميع الجامعات الأكاديمية والتطبيقية التى تمنح نفس الدرجة، على أن يكون للمرتبات والمعاملات الإدارية لائحة خاصة، مضيفًا أن اللجنة التى شكلها وزير التعليم العالى انتهت من وضع اللائحة الطلابية، وجارٍ عرضها حاليًا على الوزير.
وعن أهم الإجراءات التى اتخذتها الجامعة، أوضح الكردى أنها تتمثل فى توحيد هوية الجامعة من خلال توحيد شعارها بكل الكليات والمعاهد، فضلا عن قرب التعاقد مع شركتى «إيجيناس» و«فورى» لميكنة جميع الخدمات الطلابية ودفع المصروفات فى أى مكان خارج الجامعة، وذلك وصولا لـ«جامعة بلا ورق»، وتابع: «أسعى حاليًا إلى تغيير مناهج وبرامج الدراسة وطرق التدريس التى لم تتغير من 60 عامًا»، مشيرًا إلى أنه تم تقسيم الكليات إلى 4 أقسام هى «الطبية، والإنسانية، والعلمية، والزراعة والطب البيطرى»، وكل مجموعة تقوم بتطوير البرامج فى القطاع الواحد والتنسيق بين كل القطاعات.
وأوضح الكردى أنه سيتم تطبيق نظام الساعات المعتمدة على مرحلة البكالوريوس بعد نجاحها فى مرحلة الدراسات العليا، والتى تتيح للطالب اختيار ما يريد دراسته من قسم آخر أو كلية أخرى، لافتا إلى أن الجامعة بصدد إنشاء كلية تكنولوجية جديدة على أرضها ببرج العرب الجديدة، خاصة بخدمات القطاع الطبى والإدارة الصحية، وتمنح الخريج شهادة دبلوم عالى متخصص يؤهله تكنولوجيا لسوق العمل، فضلا عن إنشاء عدد من الكليات والمعاهد المتخصصة الجديدة وفق احتياجات سوق العمل وحسب طبيعة المكان وبما يتماشى مع الظروف الطبيعية والإمكانيات البشرية والخصائص الجغرافية، وقال: إن الإنشاءات الجديدة بفرع الجامعة بمطروح تكلفت 140 مليون جنيه.
وكشف رئيس جامعة الإسكندرية أن تعدد المنح المقدمة للجامعة ضاعف الميزانية المخصصة للبحث العلمى، وأهمها منح مشروعات الاتحاد الأوروبى الممولة بـ10 مليارات يورو، والمخصصة فى الخطة الخمسية لجامعات جنوب البحر الأبيض المتوسط ومنها الإسكندرية، بالإضافة إلى «تيمبس» و«إيراسموس» و«هورايزون 2020»، وأشار إلى أنه تم عمل مشروعات مشتركة وتبادل فى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس عبر تلك المنح، خاصة أن اختيار المشروعات البحثية المقدمة يتم بناء على الكفاءة ومن خلال فرق بحثية بعدة جامعات فى مختلف الدول.
وأضاف أنه توجد أيضا 1500 منحة مقدمة من الصين لصغار الباحثين، وأخرى مقدمة من هيئة «الفولبرايت» الأمريكية و«الدات» الألمانية، بالإضافة إلى مشروع «أليكس ريب» الممول بـ2 مليون جنيه خاصة بمشروعات صغار الباحثين لتشجيعهم ومساعدتهم للحصول على مشروعات عالمية، وتابع: «من جهات المنح صندوق العلوم والتكنولوجيا بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، ومنح أخرى من وزارة الاتصالات من خلال مركز التميز بكلية الهندسة».
ولفت الكردى إلى وجود برامج جديدة مشتركة مع الجامعات الألمانية فى الهندسة الرياضية، والجامعات الأمريكية فى الهندسة الطبيعية، ومنح درجات ماجستير مع الجامعات الفرنسية وجامعة سنجور، كما منحت الجامعة 10 منح للطلاب الوافدين من موريتانيا وأخرى لطلاب كينيا، بالإضافة إلى وجود فرع للجامعة فى تشاد وجنوب السودان.
وأكد أن زيارته الأخيرة إلى جامعة كريستوفر نيوبورت بولاية فيرجينيا الأمريكية، بحثت سبل التعاون فى إنشاء برامج دراسية تؤهل الطلاب للإبداع والابتكار، مشددا على أهمية البحث العلمى فى خدمة المجتمع وحل المشكلات، وأن يصل تأثيره للحياة العامة والخدمات التكنولوجية، حتى يصبح مصدر دخل للجامعة.
وأشار رئيس جامعة الإسكندرية إلى أنه تم إنشاء المجلس الطبى لوضع رؤية موحدة للمستشفيات الجامعية ومستشفى الطلبة والبحوث الطبية ورفع كفاءة الأطباء وأعضاء هيئة التدريس والتمريض، مضيفا أن نهاية العام الحالى سيشهد التشغيل الكامل والنهائى لمستشفى طوارئ أطفال سموحة مع ملاحظة نقص التمريض، كما تم الانتهاء من نقل عيادات مستشفى الشاطبى إليها، ولفت إلى أن معهد البحوث الطبية بالجامعة يتبنى مبادرة خدمية بعنوان «يد واحدة ضد فيروس سى»، للتعريف بالمرض والكشف المبكر المجانى ومتابعة الحالات والتثقيف الصحى للمرضى.
وقال الكردى: إن الجامعة تتبنى مشروع «القوافل الجامعية» لتنمية المجتمع، حيث تتوجه القافلة شهريًا إلى منطقة ثابتة لإقامة أنشطة تنموية بها، ويشارك فيها أعضاء هيئة التدريس ومساعدوهم ومجموعة من الطلاب بالكليات المختلفة.
وعن الخدمات المقدمة للطلاب بالمدينة الجامعية، أكد الكردى أنه حريص على جودتها، خاصة التغذية داخل المطعم، لافتا إلى بدء التشغيل التجريبى للمطعم بعد تجديد صالته والمطبخ وتزويده بأحدث المعدات ورفع الكفاءة لكل المرافق الموجودة به، ما يتيح تقديم خدمة أفضل للطلاب، وقال: إن الجامعة تحتفل باليوبيل الماسى طوال العام بالأنشطة فى جميع الكليات والتخصصات.
فى سياق آخر، أوضح الكردى أن مجلس الجامعة وافق على مشروع مقدم من الدكتور محمد شاهين، الأستاذ بقسم هندسة المواصلات بكلية الهندسة، لتحسين كفاءة الحركة المرورية ومستويات الحركة، من خلال قياس الكثافة المرورية وسرعاتها ونقل هذه المعلومات لغرفة تحكم مركزية واستخدام برنامج المحاكاة فى تحليل الحركة وإعادة التحكم فيها، كما وافق على مشروع مقدم من الدكتور إيهاب عيسى، الأستاذ بكلية الزراعة، لإنشاء معمل للأغذية الوظيفية والعلاجية بالجامعة، بغرض تطوير أغذية ومكملات غذائية تساهم فى تحسين التغذية والحالة الصحية للمجتمع السكندرى، بما يعود بالنفع فى الوقاية من الأمراض، وتطوير هذه الصناعات وجعلها أكثر مواكبة لمتطلبات السوق.
جدير بالذكر أن الكردى أستاذ الهندسة الإنشائية بكلية هندسة الإسكندرية، وحاصل على الدكتوراه من الولايات المتحدة، وتولى إدارة المشروعات بالجامعة، وعميد كلية الهندسة، وأمين صندوق التطوير والتعليم بمجلس الوزارء، وكان مستشارًا ثقافيًا بكندا، ونائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون خدمة المجتمع.