أعلنت السلطات الأمريكية، اليوم الخميس، القبض على مواطن مصري يدعى ياسر عبد الفتاح سعيد، والذي كان مطلوبا لدى مكتب التحقيقات الفيدرالية، كواحد من أخطر المطلوبين الفارين، وذلك على أثر ارتكابه لجريمة مروعة، بقتل ابنتيه المراهقتين، في حادثة تعود لرأس سنة عام 2008.
وأحدثت تلك الجريمة صدى واسع في الشارع الأمريكي، وأبدت المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، والمنظمات النسوية اهتماماً كبيرا بشأن تلك الجريمة، لما تمثله من وقع مروع؛ حيث أن ضحيتين في عمر صغير وتم قتلهم على يد والدهما.
وعلى مدى 12 عاماً مرت القضية بمحطات مختلفة، ونستعرض مسارها الزمني في التقرير التالي :
- 31 ديسمبر 2007.. الجريمة
أصل الجريمة يعود لسهرة رأس السنة في 31 ديسمبر 2007، وكعادة العائلات الأمريكية يتم ترتيب قضاء تلك الليلة في أحد أماكن السهر، للاحتفال بتلك المناسبة، بحلول عام جديد.
لكن الوضع بالنسبة لعائلة ياسر كان مأساوياً ومؤلماً، فلم تكن ابنتيه، سارة وأمينة، تعرفا أن تلك النزه ستكون الأخير في حياتهما، وذلك عندما أخبرهما والدهما بدعوة على العشاء في أحد مطاعم تكسكاس، واستقلوا جميعا سيارة الأجرة التي يعمل عليها والدهما، لتفاجىء الفتاتين في الطريق بطلقات الرصاص، ليفر الأب هارباً، تتدخل القدر وتتمكن إحدهما من الاتصال بالشرطة، والتي وصلت متأخرة بعد مفارقتهما الحياة، وهروب الوالد، ليفتح التحقيق في القضية بعدها.
ومن ضمن التفسيرات لأسباب الجريمة التي انتشرت ويتم تداولها إلى اليوم، أن القتل جاء كانتقام للوالد من الفتاتتين لرفض أحد إحداهما الزواج من صديقه الذي يكبرها بالسن، بالإضافة لشكوك الأب المستمرة في أن بناته يسلكن سلوكًا يمس شرفه!
- 1 يناير 2008.. بدء التحقيقات
صباح اليوم التالي للحادثة فتحت إدارة شرطة مدينة إيرفينج بولاية تكساس تحقيقًا في تلك الجريمة المروعة، وسعى أعضاء قسم الشرطة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي في دالاس بلا كلل إلى تحقيق العدالة لأمينة وسارة.
ووفقاً للموقع شبكة "إن بي سي" الأمريكية، فإن تكهنات جهات التحقيقات رجحت أن يكون المتهم من الممكن أن يفر لمصر، أو يلجأ لأحد العائلات المصرية المقيمة بأمريكا، مستغلاً علاقته القوية والتي امتدت لعدد من الولايات الأمريكية.
- مايو 2012.. التحقيق مع الأم
بعد 4 سنوات من البحث والتحقيق، دون أي ظهور للمتهم الأساسي، رأت الشرطة في تكساس أن تجري تحقيقاً مع بريشيا سعيد والدة البنتين، والزوجة السابقة لسعيد، وذلك في شبهة أنها تسترت على نوايا المتهم، ولم تعلم بناتها بأنه مقدم على تلك الجريمة، خاصة بعد أن اتضح أنها كانت تخطط للهرب معهم، والانفصال عن زوجها.
وبحسب قناة "فوكس نيوز" الأمريكية لم تقدم تلك التحقيقات أي دليل بالتواطؤ من جهة الأم؛ مما دفع المحقق جو هينيج، ضابط الشرطة المسؤول عن التحقيق، أن يبدي تعاطفه مع حقيقة أن الأم تواجه صعوبة في التعامل مع موتهما، موضحًا أنه "لا توجد تهم جنائية يمكن توجيهها ضدها".
- 4 ديسمبر 2014 .. ضمن أخطر المطلوبين
في ديسمبر 2014، حدث مكتب التحقيقات الفيدرالية قائمته لأخطر المطلوبين لديه، وهو تقليد معتاد منذ 1950، وضمت القائمة المصغرة ياسر عبد الفتاح بين أخطر 10 مطلوبين، مع مكافأة 100 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه.
- 27 أغسطس 2020.. نهاية رحلة الهرب
بعد أكثر من 12 عاماً من الهرب، تمكنت السلطات الأمريكية من القبض على المتهم، حيث تم احتجازه في مدينة جاستن بولاية تكساس وإيداعه في الحجز الفيدرالي، تمهيدا لنقله قريبا إلى مقاطعة دالاس.
وقال ماثيو ديسارنو، وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي في دالاس إن "القبض على سعيد يقربنا خطوة من تحقيق العدالة لأمينة وسارة"، موجها الشكر إلى رجال إنفاذ القانون قسم شرطة إيرفينج على العمل مع الإف بي آي من أجل اعتقال هذا الشخص الخطير.
من جهته، قال رئيس شرطة إيرفينج جيف سبيفي: "بعد 12 عاما من الإحباط والطرق المسدودة، لم نتوقف عن مطاردة القاتل أبدا"، مضيفا أن "اعتقال ياسر يقربنا من ضمان تحقيق العدالة للفتاتين".