ما تداعيات عملية اغتيال محسن زاده مدير البرنامج النووي الإيراني؟ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:52 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما تداعيات عملية اغتيال محسن زاده مدير البرنامج النووي الإيراني؟

عبدالله قدري
نشر في: الجمعة 27 نوفمبر 2020 - 8:20 م | آخر تحديث: الجمعة 27 نوفمبر 2020 - 8:21 م

تشكل عملية اغتيال مدير البرنامج النووي الإيراني محسن زاده ظهر اليوم في طهران، ضربة قاصمة للنظام الإيراني، الذي لم يكد يفيق من عملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق مطلع العام الجاري، حتى فقد أحد أهم رجالاته المعنيين بالملف النووي الإيراني.. فما تداعيات الاغتيال، وهل تنزلق طهران نحو حرب شاملة مع إدارة الرئيس دونالد ترامب الذي أوشكت ولايته على الانتهاء؟

كانت وسائل إعلام إيرانية أفادت بمقتل المدير الأول للبرنامج النووي محسن فخري زاده، بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران، على يد مسلحين.

وقالت وكالة تسنيم الإيرانية، إن زاده قتل برصاص عناصر إرهابية مسلحة.

ونقلت الوكالة بيان وزارة الدفاع الإيرانية بأن " عناصر ارهابية مسلحة قامت بعد ظهر اليوم الجمعة بالهجوم على سيارة محسن فخري زاده رئيس منظمة البحث والابتكار في وزارة الدفاع. وأثناء الاشتباك بين فريق حمايته والإرهابيين ، أصيب محسن فخري زاده بجروح خطيرة".

وطبقا للبيان تم نقل زاده إلى المستشفى، لكن الفريق الطبي لم ينجح في إسعافه، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وألمحت وسائل الإعلام الإيرانية إلى ضلوع إسرائيل في عملية الاغتيال، وقالت وكالة تسنيم الإيرانية إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ذكر في وقت سابق اسم السيد فخري زاده في تصريح له".

- من هو محسن فخري زاده؟

يعتبر محسن فخري زاده، البالغ من العمر 59 عامًا، القوة الدافعة وراء برنامج الأسلحة النووية الإيراني لمدة عقدين.

وكان فخري هدفاً للموساد الإسرائيلي منذ فترة طويلة، حسبما أشار موقع جريدة نيويورك تايمز.

وفي عام 2008، أُضيف اسمه إلى قائمة المسؤولين الإيرانيين الذين أمرت الولايات المتحدة بتجميد أصولهم.

وتأتي عملية الاغتيال قبل أسابيع من مغادرة الرئيس الأمريكي منصبه بعد خسارته الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، والذي كان قد اتخذ نهجاً مخالفاً لنهج سلفه باراك أوباما في التعامل مع إيران، حيث انسحب من الاتفاق النووي الإيراني أثناء فترة حكمه، وقام باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق، وفرض عقوبات مشددة على النظام الإيراني، وكان آخرها قبل أيام معدودة.

وفي 11 نوفمبر الجاري فرضت الإدارة الأمريكية حزمة عقوبات مشددة على إيران، وعاقبت 6 شركات و4 أفراد بتهمة تسهيل شراء سلع ذات منشأ أمريكي إلى شركات شديدة الصلة بالقوات المسلحة الإيرانية، وهي خطوة وصفها محللون أنها بداية لسلسلة من الإجراءات التي سيتخذها ترامب ضد إيران بهدف إرباك إدارة الرئيس المنتخب بايدن، والذي من المتوقع أن يتخذ نهجاً مغايراً لنهج ترامب مع إيران.

وفي 18 نوفمبر الجاري، زار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مستوطنات إسرائيلية بالضفة الغربية، والجولان المحتل، وهي زيارة غير مسبوقة لمسؤول أمريكي رفيع المستوى، حسبما وصف هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

وكان موقع "إكسوس" الأمريكي قال في وقت سابق، إن زيارة مايك بومبيو إلى إسرائيل جاءت بهدف التركيز على جهود ترامب في زيادة الضغط على إيران قبل مغادرة منصبه.

- إيران تتهم إسرائيل.. وترامب يظهر في الصورة

لم تمر ساعات على واقعة الاغتيال، حتى أدانت إيران رسمياً حادثة اغتيال محسن زاده.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الجمعة، إن هناك "مؤشرات خطيرة" في مقتل العالم النووي الإيراني محسن زاده، وأشار ظريف إلى أن زاده كان مطلوباً من أوروبا.

ولا زالت إسرائيل في الصورة، حيث اتهم حسين دهقان المستشار العسكري للمرشد الإيراني، إسرائيل مسؤولية مقتل محسن زاده.

وقال " الصهاينة في آخر أيام حليفهم -ترامب- يريد الضغط على إيران بهدف نشوب حرب واسعة النطاق"، مشيراً إلى ردود طهران ستكون كالصاعقة، على حد قوله.

وإلى الآن لم يصدر أي تعليق عن الإدارة الأمريكية ووزارة الدفاع "البنتاجون" عن واقعة الاغتيال.

لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعاد عبر حسابه بموقع تويتر نشر أخبار اغتيال محسن زاده، من أن دون التعليق على تلك الأخبار.

- تداعيات اغتيال زاده

مقتل زاده يمكن أن يكون له تداعيات واسعة على إدارة بايدن القادمة، ومن المؤكد أن يؤدي ذلك إلى رد فعل حاد في إيران، كما فعل الهجوم الأمريكي في 3 يناير الماضي بعد اغتيال قسم سليماني، طبقاً لنيويورك تايمز.

وحسب الجريدة " قد يؤدي مقتل فخري زاده إلى تعقيد جهود الرئيس المنتخب جوزيف بايدن جونيور لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 ، كما تعهد بذلك إذا وافق الإيرانيون على العودة إلى الحدود المفصلة في الاتفاق".

- هل تنزلق إيران في فخ ترامب؟

مسألة انزلاق إيران في حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية، أمر يستبعده المحلل السياسي والباحث في الشأن الإيراني سامح الجارحي، الذي أكد أن إيران لن يكون لها ردة فعل تجاه اغتيال زاده، مشيراً إلى أن اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، التي لم تشهد أي ردة فعل تجاه واشنطن سوى إطلاق بعض الصواريخ في المنطقة الخضراء بالعراق.

وقال الجارحي في حديثه لـ الشروق إن طهران تنتظر إدارة الرئيس المنتخب بايدن، وانتهاء ولاية ترامب، لأنهم يعولون كثيراً على بايدن الذي أكد سابقاً إلى إعادة الاتفاق النووي مع إيران قائلاً" القيادة الإيرانية لن تعطي ترامب السلاح الذي يفتك به إيران".

وتطرق الجارحي إلى تكرار عمليات اغتيال قيادات إيرانية كبيرة، وقال إن ما حدث يؤكد هشاشة النظام الاستخبارتي الإيراني، واختراق الأجهزة الأمنية والسيادية من قبل الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، بفعل انخراطها بقوة في أدوار عسكرية وأمنية في دول أخرى بالمنطقة، وهو ما ترك فراغاً أمنياً.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك