مثل 29 شرطيا تركيا، اليوم، أمام محكمة فى اسطنبول بتهمة التورط فى المحاولة الانقلابية الفاشلة التى وقعت 15 يوليو الماضى، وذلك فى أولى المحاكمات التى تجرى فى هذه المدينة للمشتبه بتورطهم فى تلك المحاولة.
وقالت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء إن المشتبه بهم و24 منهم قيد الاعتقال مثلوا أمام محكمة عملاقة فى سجن «سيليفرى» على مشارف اسطنبول. ويتوقع أن تستمر أولى جلسات الاستماع لمدة اربعة ايام، حيث بدأت جلسة اليوم بالمنادة على اسماء المتهمين ولائحة التهم الموجهة لهم.
ويواجه المشتبه بهم تهما تتعلق بعصيان أوامر بحماية الرئيس رجب طيب أردوغان ليلة الانقلاب، وفى حال إدانتهم يواجه 21 من المشتبه بهم ثلاثة احكام بالسجن المؤبد، خصوصا لـ«محاولة قلب النظام الدستورى» و«محاولة قلب نظام الحكم أو منعه من أداء واجباته»، فيما يواجه ثمانية رجال شرطة آخرون أحكاما بالسجن لمدد قد تصل إلى 15 عاما بتهمة «الانتماء لمنظمة إرهابية مسلحة».
ويلاحق ثلاثة طيارين لمروحيات الشرطة لرفضهم نقل فرق القوات الخاصة التى حشدت لضمان حماية مقر الرئاسة فى اسطنبول، فيما يتهم شرطيون آخرون برفضهم الامتثال لأمر التصدى للانقلابيين ومحاولة عرقلة كل مقاومة شعبية عبر وضع رسائل على مواقع التواصل الاجتماعى.
بدورها، ذكرت وسائل الاعلام التركية أن «24 من هؤلاء المشتبه بهم موقوفون قيد التحقيق وواحدا متوارٍ عن الانظار، آما الآخرون فيخضعون لمراقبة قضائية».
وتتهم السلطات التركية الداعية فتح الله جولن المقيم فى بنسلفانيا بالولايات المتحدة بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل الذى أدى إلى سقوط نحو 270 قتيلا وألفى جريح، إلا أن جولن الذى يقود حركة «خدمة» يرفض هذه الاتهامات.
وبعد خمسة أشهر من المحاولة الانقلابية بدأت محاكمات على مستوى صغير فى المحافظات، ولكن محاكمات اليوم تعد أكبرمحاكمات للمشتبه بتورطهم فى الانقلاب الفاشل.
وبعد محاكمة اسطنبول، من المقرر إجراء محاكمات أخرى فى إطار التحقيق فى المحاولة الانقلابية خصوصا فى 20 فبراير بموغلا (جنوب غرب)، حيث سيحاكم 47 شخصا متهمين بمحاولة اغتيال أردوغان. وتعد هذه المحاكمات غير مسبوقة فى حجمها فى تركيا، حيث أوقف 41 الف شخص منذ 15 يوليوالماضى.