للمرة الأولى من نوعها في العالم، استخدمت السلطات في ولاية ألاباما الأمريكية غاز النيتروجين لتنفيذ حكم إعدام بحق سجين، لتثير جدلا كبيرا في العالم.
ووفقا لما نقلته شبكة "بي بي سي" البريطانية، فقد كان من المقرر في البداية إعدام السجين كينيث يوجين سميث -المتهم في قضية قتل زوجة واعظ في عام 1988- بالعقاقير القاتلة في نوفمبر عام 2022، لكن بعد فشلها استخدمت الولاية غاز النيتروجين في إعدامه، من خلال استخدام قناع مركز على وجهه.
ومع أن حوالي نصف الولايات الأمريكية ما زالت تطبق قوانين عقوبة الإعدام باختلاف طرقها، كالولايات التي مازالت تسمح بالإعدام شنقًا أو رميًا بالرصاص أو باستخدام الكرسي الكهربائي، إلا أن إعدام سميث بغاز النيتروجين أصبح أكثر الطرق المثيرة للجدل في العالم بعد تنفيذها بولاية ألاباما.
وقبل إعدام سميث بغاز النيتروجين، حرمت السلطات في ولاية ألاباما، السجين الأمريكي المحكوم عليه بالإعدام، من تناول الطعام، على عكس باقي المساجين الذين ينفذ فيهم عقوبة الإعدام بالطرق الأخرى مثل الحقنة المميتة والكرسي الكهربائي والشنق.
فعندما يتم وضع سجناء ولاية ألاباما المحكوم عليهم بالإعدام عادة تحت المراقبة داخل منشأة إصلاحية، قبل تنفيذ الحكم، حيث تتم مراقبتهم من قبل حارسين، ويتم إعطائهم الفرصة لكتابة وصيتهم الأخيرة وتناول وجبتهم الأخيرة التي يختارونها بأنفسهم قبل تنفيذ الحكم.
لكن، المسئولون في ولاية ألاباما الأمريكية قالوا إن سميث حرم من تناول الطعام قبل إعدامه، على عكس ما يتم مع باقي المساجين المحكوم عليهم بالإعدام، مؤكدين أن السجين الذي تم إعدامه في الساعة الثامنة مساء، تلقى وجبته الأخيرة في الساعة 10 صباحًا، ولم يُسمح له بتناول السوائل بعد الساعة 4 مساء.
ونشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تحليلا بعنوان "لماذا حرم السجين الأمريكي سميث من تناول الطعام قبل إعدامه بالنيتروجين"، نقلت فيه عن سلطات السجن والولاية الأمريكية أنه تم حرمان سميث من تناول الطعام قبل الإعدام لتقليل احتمالية التقيؤ أثناء تنفيذ حكم الإعدام، ما قد يمنع موته.
وتم إعدام سميث، بعد انتظاره أكثر من ثلاثة عقود لتنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه، في سجن هولمان في أتمور، حيث أجبر على تنفس النيتروجين النقي من خلال قناع، ما أدى إلى حرمان جسده من الأكسجين حتى اختنق.
وتخوف المسئولون من احتمالية تعرضه للاختناق فقط وليس الموت بسبب قيئه، أو تعذبه بالموت البطيء، فبعد أن نجا سميث من محاولة الإعدام الأولى في عام 2022 عن طريق الحقنة المميتة، وهو يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، حيث قال إنه قضى الأسابيع التي سبقت تنفيذ حكم الإعدام يعاني من الغثيان والتقيؤ.
ونتيجة لذلك، قرر المسئولون أن تكون وجبة سميث الأخيرة هي الإفطار وليس الغداء، ويتم تقديمها قبل 8 ساعات من الموعد المقرر لإعدامه وليس قبله مباشرة كما يحدث غالبا.
وفي وقت سابق، اعترضت مبادرة العدالة المتساوية، وهي منظمة غير ربحية، مقرها ألاباما، توفر التمثيل القانوني للسجناء الفقراء والمحكوم عليهم بالإعدام، حيث عبرت عن قلقها إزاء احتمال حرمان سميث من الطعام لمدة 20 ساعة، حيث يمنح قانون حديث في الولاية المسئولين مهلة لصباح اليوم التالي لتنفيذ عقوبة الإعدام.
وقالت المنظمة: "بدلاً من تأجيل الإعدام حتى يتم حل مشكلة القيء لدى السجين، غيرت الولاية بروتوكولها في اللحظة الأخيرة لحرمانه من أي طعام بعد الساعة 10 صباحًا، من أجل الحفاظ على قدرتها على إعدامه!".
وحذر أطباء وناشطون من المخاطر الكارثية لغاز النيتروجين، والذي قد لا يقوم بمهمته في القتل، وإنما يترك أعراضا تتراوح بين الارتجافات العنيفة إلى الحياة في حال وعي دون إبداء أي استجابة جسدية، وربما تسرب الغاز من القناع والتسبب في قتل آخرين في غرفة الإعدام.