قال السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس قطاع الإعلام والاتصال، إن منظمة الأمم المتحدة احتفلت بالذكرى 80 لتأسيسها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي تسببت في دمار شامل وملايين القتلى ودفعت بالدول الموقعة على ميثاقها الالتزام بإنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحروب وبناء عالم يسوده الأمن والسلام والتعاون في مواجهة التحديات الكبرى.
وأضاف خطابي، خلال كلمته بهذه المناسبة، أن طوال هذه العقود، لم تختف الحروب والأزمات في مختلف مناطق العالم وصاحبتها في ذات الوقت تساؤلات حول مصداقية الأمم المتحدة، ومدى قدرتها على القيام بالمهام الموكولة إليها وخاصة على مستوى مجلس الأمن الذي يتحمل مسئولية حفظ السلم والأمن الدوليين، ويمتلك بموجب الفصل السابع صلاحية اتخاذ قرارات ملزمة.
كما أشار إلى الانتقادات الموجهة للأمم المتحدة حول دورها وحدود قدراتها في تحقيق الأهداف المنصوص عليها في الميثاق التي تبخس إلى حد ما مكاسب هذه المنظمة التي تظل في جميع الأحوال في سياق دولي متحول وتواق نحو تعددية الأقطاب رمزا للشرعية الدولية والقانون الدولي والإنساني، وإطارا مثاليا للتعاون المتعدد الأطراف في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والبيئية والثقافية والإنسانية رغم ظهور مجموعات مؤثرة وقوى دولية منافسة، معتبرا أن وجود الأمم المتحدة في عالم مضطرب يعج بالصراعات ونزعات الهيمنة خير من عدم وجودها.
وأوضح السفير خطابي، أن خلال النقاش العام للاجتماعات الرفيعة المستوى في الدورة 80 بحضور قادة الدول والحكومات ارتفعت، من جديد، أصوات من أعلى هذا المنبر العالمي تطالب بإصلاح الأمم المتحدة بما في ذلك توسيع مجلس الأمن ومعالجة إشكالية حق النقض الذي طالما تسبب في عجز المجلس عن اتخاذ القرارات الضرورية لحماية السلم والاستقرار.
وأشار إلى عدم قدرة مجلس الأمن على وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 باعتبارها خير مثال على هذا الاختلال الهيكلي في النظام الدولي، إذ رغم انهيار الوضع الإنساني إلى مستوى كارثي لا يطاق، والإجهاز على مقومات العيش، واستهداف المرافق الاستشفائية والتعليمية والإعلامية، وأعمال القصف والقتل والترويع، وموجات النزوح القسري لآلاف الفلسطينيين نحو المجهول في صورة نكبة كبرى مهينة فإن مجلس الأمن ظل في حالة قصور وشلل.