«لَوْ كَانْ دِى الطَّهْى عَلَى دِى النَّهْى لَا رَمَضَانْ خَالِصْ وَلَا الْعِيدْ جَى»
أى: لو كان هذا الطبخ على هذا الوجه الذى نراه فليس بِمُنْتَهٍ. يُضرَب فى الشىء الذى يبطئ الناس فى عمله.
ويروون فى أصله أن جُحا المضحك المعروف نصحه أحد أصحابه أن يصوم رمضان؛ ولعدم معرفته بعدد أيامه أعطاه ثلاثين فولة؛ ليفطر كل يوم على واحدة، وبانتهائها ينتهى الشهر ففعل.
ثم بعد مُضِى بضعة أيام تفقد الفول الذى معه فوجده قد زاد فتكدَّر وقال هذا المثل. والسبب فى ذلك أن أمه لما رأت معه الفول ظنته يحب أكله، فزادته له بغير علمه.
هذا المثل وشرح معانيه مذكور فى كتاب «الأمثال العاميّة» للعلامة المحقق أحمد تيمور باشا، والصادر عن دار الشروق، ويعد هذا الكتاب من أمتع الكتب الثقافية التى توضح لنا الأمثال العامية وكيف تكوّن العقل الجمعى المصرى، وواحد من أمهات الكتب التى تحمل صفة الاتقان إلى جوار صفة الريادة، ففيه يقدم لنا العلامة الكبير «أحمد تيمور باشا» ما يزيد على ثلاثة آلاف مثل شعبى مصرى هى خلاصة ما جمعه عبر السنوات من تعبيرات شاعت على لسان المصريين فى عصره وقبله. وما لبث هذا القاموس أن أصبح المرجع الأشهر والأوسع عن حياة المصريين وكلامهم وعاداتهم وتقاليدهم بل وطرق تفكيرهم، وفضلا عن خفة الدم الممتعة فى روح الأمثال وكلماتها وما تحمله من حنين جميل إلى حكمة الآباء والأجداد، فإن الشروح المختصرة المفيدة التى وضعها المؤلف كانت وستظل خير مساعد على فهم الكنوز التى تتضمنها الأمثال.