تبدو للوهلة الأولى شابة مصرية عادية، فبراءة ملامحها لا توحى أبدا بأنها تتعامل يوميا مع تلك الحيوانات المفترسة، إنها مدربة الأسود بالسيرك «أنوسة كوتة» أصغر مدربة أسود فى مصر والوطن العربى، وهى ابنة مدحت كوتة وحفيدة محاسن الحلو ملوك تدريب وترويض الحيوانات المفترسة.
محاسن أو «أنوسة» كما يعرفها الناس، خريجة كلية الحقوق، بالإضافة إلى دبلومة فى القانون الدولى وتحمل لقب «مستشار تحكيم دولى»، لكنها فضلت الهواية عن الدراسة، وسارت على خطى عائلتها، وأصبحت مدربة أسود وحيوانات مفترسة، وهى المهنة المكتوبة فى بطاقة تحقيق شخصيتها.
عن البداية تقول «أنوسة» حبى للحيوانات بدأ وأنا عمرى 3 سنوات، خاصة للأسود، وهذا يرجع لنشأتى فى عائلة تعمل بالسيرك، وفضلت أن أصبح مدربة أسود لأنها «مهنة العيلة ولازم أكمل فيها»، أما عن حبى للحيوانات فيعود لأسباب وراثية.
وأضافت أن تدريب الأسود من المهن الصعبة والخطرة خاصة على المرأة، لكنها استطاعت تخطى صعوبات البداية بتشجيع والدها وجدتها لها، من خلال مراقبتهما أثناء العروض لتتعلم كيفية التعامل مع الأسود، واكتساب الخبرة منهما.
وتقول عن الأسد، إنه ليس كما يراه الناس، على الرغم من أنه حيوان مفترس، لكنه حيوان عاطفى وحنون وطيب وليس من طبعه الغدر، وأشعر خلال تعاملى مع الأسود أننى أتعامل مع أولادى، ومنهم تعلمت الثقة بالنفس والكرامة والكبرياء وألا أخاف من أى شىء فى الحياة، بالرغم من خوف البعض من التعامل معى خاصة الرجال، فمهنتى تشكل حاجزا حديديا، لكن بمرور الوقت الناس بتعرف أننى شخصية عادية جدا.
وتؤكد «كوتة» أنها تحرص على قراءة القرآن، وتتفقد الحالة المزاجية للأسود قبل تقديم العروض، حتى تستطيع تقديمها بشكل لائق، أما عن خروج الأسود عن المألوف فقالت: «يعود ذلك أثناء العرض لظروف خارجية من قبل الجمهور أحيانا أو لنفسية الحيوان، وكان أشهرها ما تعرض له والدى «مدحت كوتة» عندما تعرض لهجوم 16 أسدا خلال العرض، لكن هذا لم يمنعنى من الاستمرار فى هذا المجال»، وأضافت أنها تعرضت لمثل هذه المواقف الخطرة، لكنها استطاعت السيطرة عليها أو كما قالت: «باخد حذرى وأتوكل على الله».