تنديد بادعاء عالم صيني تعديل جينات أول طفلتين معدلتين وراثيا - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 10:14 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تنديد بادعاء عالم صيني تعديل جينات أول طفلتين معدلتين وراثيا

أحمد العيسوي
نشر في: الخميس 29 نوفمبر 2018 - 2:44 ص | آخر تحديث: الخميس 29 نوفمبر 2018 - 2:44 ص

أعرب عدد من العلماء عن غضبهم وشكوكهم إزاء ما أعلنه عالم جينات صيني، ادعى تعديله لجينات طفلتين توأم، قبل ولادتهما، ليكونا بذلك أول طفلتين في العالم معدلتين وراثيًا.

وادعى عالم الجينات الصيني، هي جيانكوي، في شريط فيديو نشره على موقع «يوتيوب»، الاثنين الماضي، أنه استخدم أداة تحرير الجينات «Crispr-Cas9»، لتعديل جين معين في اثنين من الأجنة قبل وضعهما في رحم أمهاتهما.

وقال إنه عدل الحمض النووي لتعطيل الجين المعروف باسم «CCR5»، وذلك لحجب الثغرة التي يتسلل منها فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز»، إلى داخل الخلية.

وانتقد بعض العلماء خطوة العالم الصيني، وقالوا أنهم فزعوا لما أعلنه وعدم اتباعه القواعد العلمية المتبعة، بما فيها نشر النتائج التي توصل إليها في مجلة علمية ذات مصداقية، تخضع لمراجعة أقرانه من العلماء، فضلًا عن الجوانب الأخلاقية لهذه الخطوة وخلق بشر محسنين وراثيًا.

ويعتقد العديد من العلماء أنه من غير الآمن محاولة التجربة، ونددوا بما اعتبروه تجارب بشرية.

وقال العالم الصيني في أخلاقيات علم الأحياء، كيو رينزونج، إن قرار «جيانكوي»، بالعمل خارج البروتوكولات العلمية يمكن أن يفسد سمعة العلوم الصينية، واصفًا هذه الخطوة بأنها ليست أخلاقية بكل تأكيد.

ووصف خبير تحرير الجينات بجامعة بنسلفانيا، كيران موسونورو، الأمر بغير المعقول، قائلًا إن التجربة على البشر لا يمكن الدفاع عنها أخلاقيًا أو تبريرها.

واعتبر أستاذ الأخلاقيات العملية بجامعة أكسفورد، جوليان سافوليسكو، أن هذه التجربة شنيعة، إذا صحت الإدعاءات بشأنها، قائلًا «إنه لا توجد أمراض جينية معروفة، وأن تحرير الجينات بحد ذاته تجريبي وما زال مرتبطًا بطفرات غير مستهدفة، وقد يتسبب في مشاكل وراثية مبكرة ولاحقًا خلال حياة الفرد، بما في ذلك تطور السرطان».

ودعا فينج تشانج، عالم الأحياء الجزيئية في معهد ماكجفرن لأبحاث الدماغ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وأحد مخترعي تقنية «Crispr»، إلى إعلان النتائج حتى يتمكن المجتمع العلمي من فحص هذه العمليه، مضيفًا أن الشفافية في العلاجات العلمية الجديدة أمر مهم للغاية.

وكان بعض العلماء حذرين بشأن التنديد بهذه الخطوة دون معرفة المزيد من التفاصيل، فقال الأستاذ المشارك في الأنثروبولوجيا بجامعة ديكين بأستراليا، إيبين كيركسي، أنه لا يوجد شيء مختلف في عمل تعديلات للجينوم في البشر البالغين مقابل الجنين، لكنه اتفق رغم ذلك في أن هذه الخطوة أثارت تساؤلات أخلاقية، حول خلق نخبة بشرية جديدة لا يمكنها المرض، لكنها تنقله لغيرها.

وأمرت اللجنة الوطنية للصحة، في الصين بالتحقيق والتثبت من ادعاءات «جيانكوي»، كما أعلنت لجنة الصحة وتنظيم الأسرة في مدينة شينزن، حيث يعمل «جيانكوي»، إنها تراجع النواحي الأخلاقية في مراجعتها للعملية.

وتقول صحيفة «الجارديان» البريطانية، إنه في حالة صحة ادعاءات العالم الصيني، فإن التوأمين سيمرران التعديلات في جيناتهم إلى كل أجيالهم القادمة، وهو ما يعتبره العديد من العلماء أنه سيخلق مجموعة من المشاكل الأخلاقية والطبية.

ويحظر هذا النوع من التحرير الجيني في معظم البلدان، لأن التكنولوجيا لا تزال تجريبية ويمكن أن تمر تغييرات الحمض النووي للأجيال القادمة، مع احتمال حدوث آثار جانبية غير متوقعة.

وكان «جيانكوي»، قد أوضح عمليته، بحسب ما نقلت «الجارديان»، قائلًا إن تعديل الجينات حدث أثناء الإخصاب في المختبر، وذلك عبر فصل الحيوانات المنوية عن السائل المنوي، الذي قد يحمل فيروس نقص المناعة البشرية، ثم وضع حيوان منوي واحد في بويضة واحدة لخلق الجنين، ثم تم إضافة أداة تحرير الجينات.

وعندما كان عمر الأجنة يتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أيام، تمت إزالة بضعة خلايا وفحصها لتعديلها، وهنا يمكن للأزواج اختيار ما إذا كانوا سيستخدمون أجنة معدلة أو غير معدلة لمحاولات الحمل.

ونقلت الصحيفة عن «جيانكوي»، قوله إنه تم تعديل 16 جنينًا من أصل 22، وتم استخدام 11 جنينًا في ست محاولات زرع بالرحم قبل حدوث الحمل بالتوأم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك