رضوى عاشور: علامة بارزة في النضال الأكاديمي وكاتبة قديرة عبرت عن أجنحة المقهورين - بوابة الشروق
الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 12:48 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رضوى عاشور: علامة بارزة في النضال الأكاديمي وكاتبة قديرة عبرت عن أجنحة المقهورين

رضوى عاشور
رضوى عاشور

نشر في: الجمعة 29 نوفمبر 2024 - 6:51 م | آخر تحديث: الجمعة 29 نوفمبر 2024 - 7:08 م

«ابتسامتها رأى، وموضع خطوتها رأى، وعناد قلبها رأى، وعزلتها عن ثقافة السوق رأى.. رضوى جمال رأيها ورأيها جمالها».. جملة قدم بها رفيق عمرها الشاعر مريد البرغوثى كتاب الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور (1946ــ2014) «لكل المقهورين أجنحة»، الصادر عن دار الشروق.

تمر غدا 30 نوفمبر.. ذكرى رحيل 10 سنوات على الكاتبة الكبيرة والمترجمة والباحثة رضوى عاشور، والتى تُعد من أبرز الأصوات والمؤثرين فى تاريخ الثقافة المصرية والعربية، فهى من الكاتبات اللواتى يتمتعن بنزاهة وشجاعة استثنائيتين؛ حيث تتناول أعمالها بعمق موضوعات السياسة والتاريخ والمنفى، وتنوعت أعمالها ما بين النقد الأدبى والرواية والقصة والسيرة الذاتية، وترجمت نصوصها، إلى عدة لغات، منها الإنجليزية والإيطالية والإسبانية.

وسجلت رضوى عاشور من خلال سلسلة من الروايات والمذكرات والدراسات الأدبية، لسيرتها الذاتية، كتبت خواطر عامة وتوثيقا للأحداث يختلط فيها الخاص بالعام وحياة الوطن مع حياة أفراده. وقد اختارت رضوى عاشور مواقف متناثرة توثق فيها أحداثا كانت شاهدة عليها، الاضطرابات التى لا تنتهى فى عصرها، حيث كانت هى ومعاصروها يناضلون من أجل الحريات، من نهاية النفوذ البريطانى إلى الانتفاضة العربية الأخيرة وما تلاها.

فى مذكراتها «أثقل من رضوى» هو آخر ما صدر لرضوى عاشور فى 2013 وفيها تتشابك معركتها مع مرض السرطان فى النضال الأوسع من أجل التحرير خلال ثورة يناير 2011.

ولدت الكاتبة رضوى عاشور فى 26 مايو 1964 فى حى المنيل القاهرة، والدها مصطفى عاشور كان يعمل بالمحاماة، ووالدتها الشاعرة والفنانة مى عزام، نشأت فى منزل ملىء بالكتب والقراءة، وكانت ناشطة سياسيا طيلة حياتها، ولا سيما كعضو مؤسس فى حركة ٩ مارس التى دعت إلى استقلال الجامعات المصرية، حصلت على درجة البكالوريوس فى اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة عام ١٩٦٧ قبل أن تنتقل لإكمال درجة الماجستير فى الأدب المقارن من جامعة القاهرة عام 1972.

حصلت رضوى عاشور على درجة الدكتوراه فى الأدب الإفريقى الأمريكى من جامعة ماساتشوستس، أمهرست، عام 1975، بدأت التدريس فى جامعة عين شمس فى القاهرة عام 1967، حيث ظلت أستاذة للأدب الإنجليزى.

كان لزوجها الشاعر الفلسطينى مريد البرغوثى دور فى معرفتها الدقيقة بأوزان وصور الشعر الإنجليزى؛ حيث التقيا كطالبين يدرسان اللغة الإنجليزية وآدابها فى جامعة القاهرة فى الستينيات، وتزوجا عام 1970، وانتقلت معه لفترة وجيزة إلى الكويت عام 1971. وُلد ابنهما تميم وهو شاعر أيضًا، عام 1977، وفى نفس العام، اضطرا للافتراق طوال سبعة عشر عاما؛ حيث تم ترحيل البرغوثى، إلى جانب العديد من الفلسطينيين الآخرين، من مصر فى الفترة التى سبقت زيارة السادات للقدس؛ ولم يتمكن من العودة لمدة 17 عامًا، مما أجبر الأسرة على العيش منفصلين. عمل فى النهاية فى مكتب إعلام منظمة التحرير الفلسطينية فى بودابست، المجر، حيث كانت رضوى عاشور وابنهما تميم يزورانه كل عطلة صيفية.

رضوى عاشور أنتجت دراسات أدبية أكاديمية باللغتين العربية والإنجليزية بالإضافة إلى روايات حائزة على جوائز. وقد نالت روايتها «غرناطة» (غرناطة، 1944)، الجزء الأول من الثلاثية جائزة «كتاب العام» فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وفازت الثلاثية بالجائزة الأولى فى معرض الكتاب النسائى العربى الأول (القاهرة، نوفمبر1955). وهى الأولى من ثلاثية عن المجتمع الإسلامى فى إسبانيا خلال فترة محاكم التفتيش الإسبانية، ونالت الكثير من الثناء لتركيزها التاريخى الدقيق وكتابتها الوصفية الجميلة وتقديمها للعلاقات بين الجنسين والأجيال؛ وقد نُشر الجزءان الثانى والثالث تحت عنوان «مريم والرحيل» فى عام نفسه، كما فازت رضوى عاشور بالعديد من الجوائز، بما فى ذلك جائزة قسطنطين كفافيس للأدب فى عام 2007 وجائزة العويس فى عام 2011.

وكانت قد نشرت بالفعل ثلاث روايات تختلف اختلافًا كبيرًا فى التقنية والموضوع - حجر دافئ (1985)، وخديجة وسوسن (1989) وسراج (1983)- ومذكرات سفر، الرحلة (1992). ومنذ ذلك الحين، نشرت رواية سيرة ذاتية بعنوان «أطياف» (1998).. كما نشرت عاشور دراسات نقدية عن الأدب فى غرب إفريقيا، وعن الكاتب الفلسطينى غسان كنفانى، وعن الكاتب اللبنانى الأمريكى خليل جبران، وعن ويليام بليك؛ كما نشرت مجموعة من المقالات النقدية (صياد الذاكرة). وتُرجم العديد من قصصها القصيرة إلى الإنجليزية (صبار جدتى). وشاركت فى تحرير موسوعة الكاتبات العربيات وأشرفت على ترجمة المجلد التاسع من تاريخ النقد الأدبى فى كامبريدج إلى العربية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك