أمام سينما مترو بوسط البلد بالإسكندرية، وبين المقاهي والمحلات المجاورة، كان الطفل زياد يمارس مهام عمله كبائع للفريسكا، ينظر لأفيشات الأفلام التي تتزين بها واجهة دار العرض، ويشاهد طابور الجمهور الذي احتشد أمام شباك التذاكر لمشاهدة ما يحلو لهم من أفلام، لم يتخيل زياد أن يأتي اليوم الذي تزدحم فيه قاعة عرض سينمائي لمشاهدة فيلم يقوم ببطولته.

ولكن هذا الخيال أو الحلم، الذي ربما لم يراود الطفل الذي يسعى لـ"لقمة عيشه" تحقق من خلال فيلم، مشارك حاليا بالدورة الـ11 لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، بالمسابقة العربية ويحمل اسم "نوح".

تواصلت "الشروق" مع جون فريد مخرج الفيلم للحديث عن أهم كواليسه، وأخرج جون من قبل فيلم "مادونا"، بطولة كريم قاسم، وعبدالعزيز مخيون، ونال إشادات واسعة، وهو ابن مدرسة السينما الجزويت، وعمل في قطاع الإعلانات والحملات الدعائية.

وعن تجربته قال جون: "نوح هو فيلم درامي شاعري، يحكي عن فكرة الموت ولكن من منظور آخر حول علاقة الشخص بما حوله من أقارب ومعارف وأصدقاء، وما تبقى من فكرة الخير والشر بعد موت أحدهم".

وتابع: "الفيلم يحكي قصة غرق الشباب في مراكب الهجرة غير الشرعية بحثاً عما فقدوه في بلادهم، وعن مستقبل آخر أفضل، وتحديدا قصة نوح وهو أحد الشباب الغارقين بهذا الطريقة، وهو كان مغني مغمور يبحث عن المال الكافي فقط للمعيشو ليس أكثر".

وأوضح سبب اختياره لزياد بائع الفريسكا، "حينما شاهدته أمام السينما وجدت أن شكله وملامحه وطريقته في التعامل كانت مناسبة جداً للقصة التي أحكيها في فيلمي، بالإضافة إلى أنه حينما تحدثت معه اكتشفت أنه يحب الممثلين والأفلام، وأثناء التدريب على الدور فوجئت باستجابة سريعة من جانبه على كل التعليمات الخاصة بالعمل، وكان يتفاعل مع الطريقة التي كنت أحكي بها عن الفيلم، وحقق نتيجة مرضية للغاية".

وتابع، "استغرق تصوير مشاهده يومين فقط، وبالطبع عاد زيزو مرة أخرى لبيع الفريسكا، فقد قدم له الفيلم تجربة لن ينساها، وذكرى ستبقى للأبد"، وهو ما أكده منتج الفيلم عمروش بدر الذي قال: تحيا السينما، التي نجحت أن تصنع من زياد بائع الفريسكا في القهاوي المحيطة بسينما مترو إلى بطل فيلم.

وأشار إلى أن فيلم "نوح" وهو بطولة زياد سوف يعرض ضمن مسابقات المهرجان غدا الخميس في سينما مترو، التي سيدخلها زياد لأول مرة في حياته.

وناشد الجميع أن يحضروا لمشاهدة هذا الطفل الموهوب والإستمتاع بالتجربة.

واختتم حديثه: تحيا السينما التي منحت زياد فرصة للنجومية والظهور على الشاشة الكبيرة.