مستشار المفتي يكشف تفاصيل المؤتمر الأول لمركز سلام لمكافحة التطرف - بوابة الشروق
الأحد 1 يونيو 2025 1:40 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

مستشار المفتي يكشف تفاصيل المؤتمر الأول لمركز سلام لمكافحة التطرف

أحمد بدراوي
نشر في: الإثنين 30 مايو 2022 - 2:12 م | آخر تحديث: الإثنين 30 مايو 2022 - 2:12 م

قال مستشار مفتي الجمهورية الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم رئيس مركز سلام لمكافحة التطرف الدكتور إبراهيم نجم، إن عدم الاهتمام بتجديد الخطاب الديني سمح للجماعات المتطرفة أن تقتطع من كتب التراث كثيرًا من المسائل والفتاوى التي قيلت في أزمان ماضية، ويرددونها على الناس في واقع مختلف ومغاير للواقع الذي قيلت فيه.

وأضاف خلال بيان صحفي الاثنين، عن تفاصيل المؤتمر الأول لمركز "سلام" الذي يُعقد في الفترة من 7 - 9 يونيو المقبل تحت عنوان: "التطرُّف الديني المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة"، أن قضية التجديد واجهت إشكاليات عديدة، بين إصرار البعض على الجمود على حرفية التراث، وبين عدم تمييز البعض بين الأصول والفروع، فأُهدر الكثير من الأصول والثوابت تحت دعوى تجديد الخطاب، ومن ثم فإن طرح قضية تجديد الخطاب في إطار مؤتمر يعالج قضية التطرف ويستهدف استئصالها من الجذور أمر هام، ومن شأنه إحداث التوازن بين المحافظة على التراث، وأيضًا مواكبة العصر بمتغيراته.

وأكد أن المؤتمر يهدف إلى رصد حركات التطرف الديني في العالم، ودراسة أهم الأفكار الأساسية التي تضمنتها أدبيات الجماعات المتطرفة المعلنة منها وغير المعلنة، ومدى تأثير هذه الأفكار على عقول الشباب وأفكارهم، وبخاصة تلك الأفكار التي تنتشر عبر مواقع السوشيال ميديا المختلفة، مضيفًا أن هذه الأفكار المتطرفة التي تستتر غالبًا خلف ألفاظ فضفاضة، مثل: "جاهلية المجتمع، والحاكمية، والولاء والبراء، وأستاذية العالم"، وغيرها من تلك المصطلحات الغامضة التي تختفي داخلها معاني التكفير والقتل والتفجير والصدام مع المجتمع ومع الدولة والوطن، واعتبار كل من يخالف هذه الأفكار محلَّ تهمة في دينه وأنه من ثمَّ مستهدَف من قِبل هذه الجماعات.

وأشار إلى أن جمع الكلمة يسهم إسهامًا كبيًرا في القضاء على هذه الظاهرة الغريبة عن الدين وعن كل معاني الإنسانية، ويضمن عدم عودة التطرف إلى المجتمع في المستقبل، مؤكدًا أن المؤتمر معني بمناقشة الأفكار الإرهابية التي تتردد تحت شعارات دينية كاذبة لتبرر الجرائم الإرهابية، وتعمل على تفكيك مقولات الجماعات الإرهابية ومفاهيمها.

وبيَّن أن المؤتمر يفتح آفاقًا أرحب للتعاون البحثي والأكاديمي في هذا المجال، حيث يتضمن المؤتمر عددًا من المحاور الهامة التي تتصل بقضية التطرف والإرهاب من خلال العديد من الأوراق البحثية المتخصصة وورش العمل، فيناقش المحور الأول قضية الثابت والمتغير في المنطلقات الفكرية للتطرف بين الماضي والحاضر.

ومن المعروف أن قضية قلب المتغيرات ثوابت والوسائل مقاصد، تعد إحدى آليات نشر الجماعات المتطرفة لأفكارهم وغرسها في عقول الشباب والعامة، حيث صوروا لأتباعهم أن قضية الإمامة مثلًا من الأمور الاعتقادية والأصول الأساسية في الإسلام، وليست من الأمور الفقهية والسياسة الشرعية، كما صوَّروا لأتباعهم أن اتهام الناس بالكفر والخروج من الملة والحكم عليهم بإهدار الدم وإزهاق الروح، هو من الأمور الاجتهادية الفردية التي يسهل على كلِّ إنسان أن يقوم بها بمجرد قراءته لبعض الكتب وإلمامه ببعض الأفكار التي ترسِّخها تلك الجماعات في أذهان أتباعهم.

وأضاف الدكتور نجم، أن الثوابت عند هذه الجماعات تختلف اختلافًا كبيرًا بحسب تغير أوضاعهم السياسية والتنظيمية ومدى بُعدهم أو اقترابهم من السلطة، كل هذا يؤثر في عُرف هذه الجماعات في تعيين ما هو ثابت وما هو متغير، فالأمر مصلحي بحت ولا علاقة له بالدين، لافتًا إلى أن من محاور المؤتمر الهامة مفهوم الدولة الحديثة لدى أصحاب الفكر المتطرف، حيث لا يعترف هؤلاء بمفهوم الدولة ولا بالنظم السياسية الحديثة ولا بالقوانين المنظمة، ولا يعترفون إلَّا بنظام الخلافة كنظام حكم وحيد، وما سواه يعدُّ خروجًا على شرع الله تعالى، وأنهم يعتبرون ما سوى ذلك مجتمعاتٍ جاهليةً خارجة عن الإسلام".

جدير بالذكر أن المؤتمر الدولي الأول لـ"مركز سلام لدراسات التطرف" يُعقد تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وبحضور نخبة من المسئولين والأكاديميين من 42 دولة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك