«ارقد بسلام» يا ريس! - خالد سيد أحمد - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 3:54 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«ارقد بسلام» يا ريس!

نشر فى : الجمعة 3 مارس 2017 - 10:05 م | آخر تحديث : الجمعة 3 مارس 2017 - 10:05 م
يستطيع مؤيدو الرئيس الأسبق حسنى مبارك، أن يقنعوا أنفسهم الآن، بأنه عندما يحين أوانه ويغادر هذا العالم سوف «يرقد بسلام»، بعد حصوله على حكم البراءة البات والنهائى فى قضية قتل متظاهرى ثورة 25 يناير، الذين ذهبت ارواحهم هدرا من دون أن تتحقق أحلامهم فى دولة تحترم الإنسان وتصون النفس وتتسع للجميع.

براءة مبارك لم تكن مفاجئة، فقد سبقتها سلسلة براءات لأهم رموز فترة حكمه، مثل وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلى ومساعديه فى القضية نفسها، وكذلك وزير السياحة الأسبق، زهير جرانة فى قضية «أرض جمشة»، وزكريا عزمى، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية الأسبق، وجمال عبدالمنعم حلاوة، شقيق زوجته فى اتهامهما بالكسب غير المشروع، وأحمد المغربى، وزير الإسكان الأسبق، فى قضية التربح والإضرار بالمال العام وتخصيص أراض بالقاهرة الجديدة لأحد رجال الأعمال، وكذلك براءة سامح فهمى وزير البترول الأسبق، و5 متهمين آخرين من قيادات قطاع البترول، من تهمة إهدار المال العام، والإضرار العمد به والتربح للنفس وللغير، فى القضية المعروفة بتصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل.

كما شهدت الفترة الأخيرة ايضا، التصالح مع العديد من المسئولين السابقين ورجال الأعمال الذين تصدروا المشهد فى فترة حكم الرئيس الأسبق، وأبرزهم حسين سالم، رجل الاعمال الهارب إلى اسبانيا، والذى تنازل عن 75% من ثروته لصالح الدولة، مقابل انقضاء الدعاوى الجنائية ضده فى قضايا الكسب غير المشروع وتصدير الغاز إلى إسرائيل.

اما وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالى، الهارب من احكام بالسجن تصل إلى 30 عاما، لإدانته بتهمة إهدار المال العام عبر الإضرار العمدى بأموال أصحاب سيارات كانت قيد التحفظ فى إدارة الجمارك بمطار القاهرة الدولى، إضافة إلى تهمة استغلال النفوذ، فلم يجد حرجا أو يتوارى خجلا، وقرر الظهور على شاشة قناة مصرية قريبة جدا من السلطة، ليعطى دروسا للمصريين فى كيفية ادراة الاقتصاد وعلاج مشاكله المزمنة ودعم الفقراء!.

اذن لم يكن غريبا ان يحصل مبارك على البراءة، فجميع رموز نظامه قد حصلوا عليها من قبل، لكن المشكلة الحقيقية فى هذا الحكم، انه سوف يفتح شهية الكارهين والرافضين والحاقدين الناقمين على ثورة 25 يناير، ويتخذونه ذريعة لتوجيه الاتهامات إليها مجددا من أجل تغييب وعى الشعب، عبر وصف الثورة بالمؤامرة التى قام بها شمامو الكلة ونشطاء السبوبة والنكسجية والعملاء والخونة بهدف اسقاط مؤسسات الدولة المصرية.. فهؤلاء الكارهون للثورة لم ولن ينسوا لها ما فعلته بهم، وكيف تمكنت من فضح جرائم عصر سيدهم على مدى عقود حكمه؟.

يستطيع انصار مبارك الاحتفاء بحكم البراءة الذى حصل عليه، ويستطيع الرئيس الأسبق عندما يحين أجله، ان يرقد بسلام غير خائف من ملاحقة القانون، لكنهم بالتأكيد لن يستطيعوا تغيير حكم التاريخ الذى صدر بالفعل فى حقه، ووضعه فى قائمة الحكام المستبدين الذين جرفوا الحياة السياسية فى بلادهم، وضاعفوا معدلات الفقر والجهل والمرض بين مواطنيهم، وسمحوا للفساد بالتمدد فى كل شرايين المجتمع، وقطعوا كل الطرق امام التغيير السلمى للسلطة.

لكن ما لا يعلمه الكارهون لـ« 255 يناير»، ان المؤمنين بهذه الثورة وما تحمله من مبادئ، لن يتخلوا عنها مهما كانت الهجمات والطعنات الموجهة لها من قبل فلول مبارك.. فهى ستظل فكرة نبيلة للتغيير السلمى، والأفكار لا يمكن أبدا ان تموت.. ربما تتراجع إلى الخلف بعض الوقت، لكنها ما تلبث ان تعود مجددا وبقوة أكثر من السابق.

 

التعليقات