إيران والقاعدة.. للعلاقة وجه آخر - محمد سعد عبدالحفيظ - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:15 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إيران والقاعدة.. للعلاقة وجه آخر

نشر فى : الأحد 5 أبريل 2015 - 9:30 ص | آخر تحديث : الأحد 5 أبريل 2015 - 9:30 ص

العلاقة بين إيران وتنظيم القاعدة يحيطها العديد من علامات الاستفهام، فبالرغم من التناقض الأيديولوجى والعقائدى العميق بين الدولة الشيعية والتنظيم السنى المتطرف، إلا أن براجماتية الطرفين حولتهما إلى صديقين لدودين لكل منهما مصلحته ومشروعه، لكن لا مانع من التعاون للوصول للأهداف المشتركة.

بعد سقوط العاصمة الأفغانية كابول فى قبضة قوات التحالف الذى قادته أمريكا نهاية 2001، وَفرت طهران ملاذا آمنا لفلول القاعدة، وسمحت لهم باجتياز حدودها، ووُضعوا مع أسرهم قيد الإقامة الجبرية فى مجمعات سكنية سمح لهم فيها بالاجتماعات.

أجهزة الاستخبارات الإيرانية التى حصلت على صيد ثمين، بحثت حينها كيف لها أن تستخدمه، وتلعب بكارت التنظيم الذى أسسه الأمريكان والسعوديون والمصريون فى ثمانينيات القرن الماضى.

نجحت طهران فى جمع شتات معظم مجلس شورى القاعدة على حد تعبير شريف المصرى أحد قادة معسكرات بن لادن فى أفغانستان قبيل 2001 وصهر سيف العدل الرجل الثانى فى التنظيم بعد أيمن الظواهرى.

المصرى ذكر فى حوار معى نُشر بـ«الشروق»منتصف 2011 أن «قيادات القاعدة كانت تتنقل بين أفغانستان وباكستان وإيران بشكل شبه طبيعى»، وأشار إلى أن أجهزة المخابرات الإيرانية كانت على علم بتحركاتهم داخل أراضيها.

وعن دور الأجهزة الإيرانية فى دعم القاعدة قال المصرى: «هناك عدو مشترك هو أمريكا»، مشددا على أن طهران لم تسلم قادة القاعدة واحتفظت بهم طول تلك الفترة لتلعب بهم كورقة فى الوقت الذى تريده».

أبو حفص الموريتانى أحد منظرى القاعدة الذين اختلفوا مع قادة التنظيم بعد سقوط كابول لم يذهب بعيدا وقال فى مذكراته: «مررنا بمراحل فى إيران، لم نكن تحت إقامة جبرية، بل قل ضيافة فيها بعض القيود»، مضيفا« كانوا يتعاملون مع ملفاتنا كورقة يخططون للاستفادة منها».

بعد 10 سنوات من احتضان طهران لقادة القاعدة، جاءت الفرصة سانحة أمامها لاستخدام ورقة التنظيم، الثغرات والشروخ التى أصابت دول الربيع العربى أغرت إيران بتنفيذ ما خططت له.

لا نملك معلومات تفصيلية عن مجموعات التنظيم التى أطلقتها الأجهزة الإيرانية، لكن سقوط القيادى الجهادى ثروت شحاتة المقرب من أيمن الظواهرى، فى أيدى أجهزة الأمن العام الماضى أجلى جزءا من الحقيقة.

شحاتة قضى فى إيران نحو 10 سنوات وغادرها إلى تركيا فى 2012 واتجه بعدها إلى ليبيا وأسس ما عرف بتنظيم «أنصار الشريعة»، ثم دخل مصر باسم مستعار عقب تولى الرئيس الإخوانى محمد مرسى مقاليد الأمور، ونفذ بعد سقوط نظامه عمليات نوعية استهدفت ضباط الشرطة والجيش فى الشرقية والإسماعيلية بمعاونة مجموعات قام بتدريبها فى ليبيا، بحسب ما كشفت عنه تحقيقات القضية.

شحاتة لم يكن الرجل الأخطر فى التنظيم، هناك من هو أخبر منه بأمور حرب العصابات، سيف العدل المصرى الذى ولاه بن لادن القيادة العسكرية للقاعدة بعد مقتل أبو حفص، هذا الرجل وفقا لمعلومات مؤكدة مكث فى إيران مع اسرته حتى 2012، ولم يعرف مصيره، وما هو الدور المناط به؟.

العمليات النوعية التى نفذتها التنظيمات الإرهابية فى مصر عقب سقوط نظام مرسى، أثارت العديد من علامات الاستفهام حول قدرات تلك التنظيمات، وكيف لمجموعة من الهواة أن يخططوا لعمليات بهذا القدر من الاحترافية؟ إلا إذا كانت مدعومة من أجهزة استخبارات، تملك المعلومات وتستطيع تحريك رجال خاضوا العشرات من المعارك ضد جيوش نظامية؟.

عملية الشيخ زويد التى فقدنا فيها 15 شهيدا مساء الخميس الماضى لن تكون الأخيرة إلا لو عرفنا من نواجه.. وما هى أدواتنا فى تلك المواجهة؟.

Saadlib75@gmail.com

التعليقات