حطت أوزارها فى نقابة الصحفيين - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الثلاثاء 6 مايو 2025 12:07 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

حطت أوزارها فى نقابة الصحفيين

نشر فى : الإثنين 5 مايو 2025 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 5 مايو 2025 - 8:28 م

انتهى الماراثون الانتخابى فى نقابة الصحفيين، وحطت المنافسة على مقعد النقيب و6 من أعضاء المجلس أوزارها، بعد معركة طويلة نسبيا قياسا بأية انتخابات سابقة عاصرتها على مدى سنوات عمرى النقابى التى تفوق الثلاثين عاما.

 

وكما كل المعارك، ولا نقول الحروب، هناك فائزون يحق لهم الفرح بنيل ثقة جمعية عمومية ليست سهلة الإقناع، وتحتاج من كل مرشح الحصول على حزمة مفاتيح لفك رموزها وشفرتها قبل أن يحوز رضاها، فأنت أمام قادة رأى، الكلمة لعبتهم والجدل سلاحهم، والمنطق حجتهم للوصول إلى كسب العقول والقلوب. 

 

فاز الزميل خالد البلشى بمقعد النقيب على منافس كبير، هو الزميل والكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة، الذى خاض غمار معركة شرسة على مدى شهرين لحملات انتخابية شهدت عمليات كر وفر، وصعود وهبوط، وحمى تنافسية يلمسها من خبر فن النزال فى حلبة الانتخابات، وخاصة فى نقابة الصحفيين التى عودتنا على مثل هذه المنافسات الضارية على مقعد النقيب.

 

بذل البلشى مجهودا جبارا دفاعا عن لقبه كنقيب للصحفيين، وسعى سلامة بكل ما أوتى من قوة وعزم، لزحزحة خصمه ليتبوأ مقعده، لكن كلمة الجمعية العمومية كانت الفصل، وحكمت مساء 2 مايو 2025، ببقاء البلشى قائدا للكتيبة الصحفية بمعقلها فى 4 شارع عبد الخالق ثروت، لـ«يكمل ما بدأه» قبل عامين، ويواصل مسيرة نقابية حازت على احترام الغالبية ومن منحوه أصواتهم مرة أخرى. 

 

البلشى وجه عقب إعلان فوزه، الشكر إلى سلامة، معتبرا أن ترشحه أتاح فرصة لانتخابات تنافسية تليق بنقابة الصحفيين، وقال إن أعضاء الجمعية العمومية أكدوا قدرتهم على اختيار من يمثلهم، وأنهم مدركون لما يجب تحقيقه فى المستقبل، مشيرا إلى أن نجاحه استمرار لمسيرة كفاح وتكليف لمواصلة العمل من أجل حرية الصحافة، وتطوير النقابة لتكون بيتًا لكل الصحفيين.

 

ورد سلامة التحية بمثلها، وقدم، فى بيان، التهنئة للبلشى، والزملاء الفائزين فى التجديد النصفى، متمنيا التوفيق للنقيب ومجلس النقابة فى دورته الجديدة لتحقيق طموحات الصحفيين المستحقة فى جميع المجالات، قبل أن يختتم بيانه قائلا: «عاشت وحدة الصحفيين». 

 

منافسة قوية على مقعد النقيب، لكنها لم تكن أكثر ضراوة من التنافس على مقاعد مجلس النقابة الستة، التى أسفرت فى نهاية المطاف عن فوز الزملاء، محمد شبانة وحسين الزناتى ومحمد سعد عبد الحفيظ (فوق السن) وأيمن عبد المجيد، ومحمد السيد الشاذلى وإيمان عوف (تحت السن).

 

لم يحالف الحظ كوكبة من الزملاء الجديرين والمؤهلين للعمل النقابى، لا يتسع المجال لذكرهم جميعا، لكن النقابة خسرت بلا شك وجود الزميل الخلوق محمد خراجة الذى أثق أنه سيواصل جهوده فى خدمة الزملاء، ولن يبخل بمد يد العون ما دام ذلك ممكنا ومتاحا، سواء كان داخل مجلس النقابة أو خارجه.

 

دروس كثيرة، وعبر أكثر، خرج بها كل من خاض سباقا انتخابيا منهكا، لكنه حافل بالمكاسب حتى لمن لم يوفق فى الحصول على مقعد، تمرس المرشحون المخضرمون، وتعلم المرشحون الجدد من تجربة حافلة بتوليد الخبرات الإنسانية، وبرزت على السطح وجوه جديدة ستضخ المزيد من الدماء والطاقة الفتية فى شرايين العمل النقابى. 

 

التنوع فى أعضاء مجلس النقابة، يبطل الحديث المزيف، والمكرر، للأسف، عن اختطاف النقابة من قبل هذه الجماعة أو تلك، فعلى باب «بيت كل الصحفيين» يخلع الجميع عباءاتهم وانتماءاتهم الفكرية، والجهوية، وداخل البيت تسقط الاختلافات بين الصحف «قومية وحزبية وخاصة»، فالكل تحت سقف النقابة سواء، ليس لقومى على حزبى، أو مستقل، فضل إلا بالعمل على خدمة الزملاء، ورعاية مصالحهم.

 

ننتظر من النقيب المعاد انتخابه، ومجلس النقابة، طى صفحة الانتخابات، بحلوها ومرها، والتطلع للمستقبل، لحمل عبء ملفات ثقال.. نريد مواصلة الجهود لاستعادة حرية عمل منقوصة، ورفع سقف كلمة تحتاج إلى هوامش أوسع نطاقا، والتخلص من كل قيد يكبل عملنا فى الميدان، والتمسك بحقوق الزملاء فى أجر عادل، والعلاج اللائق، ومواجهة الفصل التعسفى، وجميعها توصيات وقرارات صادرة عن الجمعية العمومية. 

 

وفى الأخير.. تحية إلى الصديق العزيز جمال عبد الرحيم سكرتير عام نقابة الصحفيين الذى قاد باقتدار أعمال الجمعية العمومية الناجحة، وتابع بإخلاص كل خطوة، باعتباره رئيسا للجنة المشرفة على الانتخابات، متحاملا على متاعب صحية ولدتها الضغوط الناتجة عن مسئولية جسيمة فى لحظة فارقة من عمر النقابة.

التعليقات