بين الداخل والخارج - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 4:28 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين الداخل والخارج

نشر فى : الخميس 9 يناير 2014 - 9:00 ص | آخر تحديث : الخميس 9 يناير 2014 - 9:00 ص

بعد ما يزيد على الشهور الستة من الحراك الجماهيرى الواسع الذى أطاح بحكم الإسلام السياسى بشكل عام، والاخوان ومحمد مرسى بشكل خاص، لم تتضح لنا حقائق الموقف الداخلى بالرغم من السير قدما فى خريطة الطريق كما تم رسمها والاتفاق عليها من جميع قوى ٣٠ يونيو، فغالبية التحليلات والتقييمات، تجتهد فى قراءة تفاصيل ما يحدث على الأرض من مظاهر احتجاج أو عنف، أو ما يخرج من تصريحات وبيانات عمن تبقوا ممثلين للإخوان المسلمين والمتحالفين معهم من قوى الإسلام السياسى، وربما هذا أيضا ما تعاملت معه حكومة الدكتور حازم الببلاوى، وهذه الكتابات وتلك القرارات، أعتقد أنها لا تكفى أبدا للتعامل مع ما هو حادث فى مصر الآن، فاستبعاد جميع المؤثرات الخارحية الإقليمية والدولية، سواء على مستوى تيارات فكرية وتجمعات تنظيمية، أو على مستوى بعض الدول والتحالفات العالمية، يعنى أننا نتعامل مع صورة ينقصها الكثير من الحقائق وبالتالى ستظل صورة الوضع الداخلى غائمة ومشوشة، ولا يمكن لأى نظام أن يتعامل معها التعامل الأمثل.

ربما تقوم الخارحية المصرية بعملها بشكل طيب فى إطار الجزء الظاهر من التدخلات الخارجية، وتتعامل معه وفق إمكانياتها، ووفق ما هو مسموح للدولة المصرية الآن على الساحة الدولية، لكنها تبقى جهود دبلوماسية تقليدية لا تقوى على التعامل مع مخاطر التحركات الخارحية، والتى يكشف بعضها صراحة عن مشاركته فى ضرورة عدم تمكين النظام الحالى من الاستمرار فى تنفيذ خارطة الطريق، أو منح الدولة المصرية أى ملمح من ملامح الاستقرار، هنا أعتقد أن الجهود الدبلوماسية التقليدية لا تستطيع مواجهة ذلك، لأنه بالفعل أكبر من حملها، وأخطر من أدواتها، فما يحدث يحتاج لموقف سياسى أقوى وأوضح، كما يحتاج لجهود دولية حقيقية، تعادل وزن مصر السياسى، ويعكس حجمها وثقلها الإقليمى، لأن الجهود الهامشية، مثل الدبلوماسية الشعبية، لا تستطيع أبدا تغيير الوضع على الساحة الدولية، فليس لديها أية ادوات أو تأثير قادرة على تغيير دفة الأمور، وأحيانا تبدو جهود الدبلوماسية الشعبية تعبيرا عن عجز أكثر من تعبيرها عن المشاركة فى الحل وإعلان القوة.

ما يحدث فى مصر، من عنف وتخريب وتعطيل للعمل، لن يتوقف طالما هناك قوى إقليمية ودولية تدعمه وتسانده، سواء فى السر أو فى العلن، بالمال أو بالسياسة، خاصة وان بعض القوى الاقليمية تساند هذه الأعمال لوجيستيا وإعلاميا، وربما يكون جزءا من ذلك مساندة لجماعة الإخوان أو دعما لبعض أفكار جماعات الإسلام السياسى، لكن الأكيد أن هذه المساندة الشاملة فى أعمال العنف والتخريب وقطع الطريق على الاستقرار يهدف إلى هدم أو تقزيم الدولة المصرية، لأسباب استراتيجية، فلا يمكن فهم مواقف بعض القوى الدولية المساعدة لجماعة الإخوان بأنه هدف استراتيجى، وانما ما يمكن أن نفهمه ونقبله بأنه دعم تكتيكى، مرحلى، ربما تكون فى مقدمة أهداف استراتيجيته التخلص من قوى الإسلام السياسى نفسها، فى ذات اللحظة التى تكون مصر قد تعطلت تماما عن القيام بأى دور مؤثر فى الإقليم الذى يمثل مطمعا لأى دولة تريد أو ترغب فى الإعلان عن قوتها واحتلالها مكانة دولية جديدة.. وهذا ما يحدث الآن، خاصة وأنه لا توجد منظومة أخلاق دولية تمانع فى ذلك حتى ولو على حساب جثة دولة مثل مصر، ومن لا يصدق فلينظر حوله ويتذكر أحداث العقد الأول من القرن الجديد.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات