الإعلام فى امتحان رابعة - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإعلام فى امتحان رابعة

نشر فى : الأربعاء 13 أغسطس 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 13 أغسطس 2014 - 4:02 م

قبل أيام وصف الرئيس السيسى الإعلام المصرى بأنه «مش منضبط»، كما نقل يوسف الحسينى، وأزيد بأن الإعلام المصرى مجرم فى حق الوطن والشعب، بدليل هذا التوثيق فى السطور التالية.

قبل عام بالضبط وقعت الحرب العالمية على أرض مصر، طبقا للإعلام، بعد ساعات من فض اعتصامى رابعة والنهضة. حرب عالمية بمشاركة حماس والقاعدة وباكستان وأفغانستان وسوريا وأمريكا وتركيا، وطبعا إسرائيل. حرب شنها الإرهابيون ضد سكان شبرا والأميرية، بل وزعوا أسلحتهم عشوائيا بالشوراع على المارة الأبرياء.

وفى يوم 16 أغسطس 2013 سجلت بالحرف كل ما ظهر أمامى على شاشات الفضائيات، بين السابعة والحادية عشرة مساء، وهنا نماذج منها، تكفى لفضح الوجبات المسمومة لإعلامنا.

فى السابعة إلا ربعا من مساء 16 أغسطس الماضى، عاجل على قناة الحياة: الإخوان يرفعون علم القاعدة ويطلقون النار على المواطنين فى رمسيس. دريم: ضبط أربعة من عناصر حماس فى البحيرة قبل محاولة تخريب. التليفزيون المصرى: الإخوان يطلقون النار على سيارات الإطفاء فى رمسيس.

الحياة: الأمن يلقى القبض على أفغانى وسورييْن ينتمون لتنظيم القاعدة يطلقون النار على قسم الأزبكية. الحياة: الإخوان يطلقون النار على أهالى السواح والأميرية. اللواء سيف اليزل للحياة: الإخوان استعانوا بفلسطينيين وسوريين ضد الشعب المصرى وتم القبض على بعضهم.

أ ش أ: مجموعة من القراصنة الأتراك يهاجمون مواقع رسمية مصرية، والحياة: الإخوان يقطعون محور 26 يوليو بحثا عن رجال الشرطة والإعلام.

الثامنة والربع على أون تى فى: الإخوان يهاجمون أهالى شبرا بالأسلحة النارية. أ ش أ: 5 سيارات تحمل ملثمين تظهر فى شارع رمسيس.

ثم انهمرت الأخبار العاجلة بالأحمر النارى على كل قنواتنا: إبطال مفعول قنبلة بمنشية ناصر. قطع الطريق أمام الدستورية. اشتباكات فى شارع جامعة الدول، بميدان الجيزة، بشارع مراد، فى شبرا، محاولة لقطع طريق الزقازيق الإسماعيلية، اشتباكات فى سموحة وسيدى بشر والاعتداء على نادى القضاة بالإسكندرية، قطع سكك حديد مطروح، الإخوان أضرموا النار فى وحدتين محليتين بالفيوم، اشتباكات فى شبرا، الاعتداء على مبنى محافظة الغربية.

النيل للأخبار: الداخلية تقبض على مهندس ببندقية آلية وطلقات إسرائيلية بعد قتله عشوائيا اثنين من المنيل. أ ش أ: ملثمون يوزعون أسلحة على الناس فى الشارع.

هذا غيض من فيض، وبعد عام كامل من الدماء التى خاض فيها الوطن فى لحظة الخلاف والاختلاف، يبدو كيف كان الإعلام لحظتها لا يراعى ضميرا مهنيا، ولا يحترم جمهورا، ولا يحرص على وطن. إعلام يبيع ولاءه لأطراف لا نعرفها، منذ أن رفعت الميادين عنه قيود مبارك فطغى وتجبر، وحتى شكوى الرئيس السيسى منه لنجومه الذين لم نعرف غيرهم طوال القرون الأخيرة. هذا «اللفيف من الإعلاميين والإعلاميات ومقدمى البرامج بالفضائيات» بتعبير وكالة الأنباء الرسمية، هو بالضبط من يرتكب الجريمة التى يشكو منها الرئيس.

أعضاء «اللفيف» لم يذهبوا للتشاور بشأن مستقبل المهنة الذليلة، بل تسابقوا على الجلوس بجوار الرئيس، والتقاط الصور معه، وإلقاء الخطب الرنانة، التى جعلت الرئيس يطلب من أحدهم أن «يحافظ على صحته»، بأن يخفض صوته.

السيسى قال لهم «للإعلام» إن «دورا كبيرا فى المرحلة المقبلة من حيث التعبئة الفكرية وتكوين الظهير الفكرى، ومسموح بالاختلاف دون إضرار بالوطن».

لكننا بالفعل نعيش أزهى عصور الإضرار بالوطن.

محمد موسى  صحفي مصري