ومن يرشى الحكام ..؟ - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 1:53 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ومن يرشى الحكام ..؟

نشر فى : الإثنين 15 نوفمبر 2010 - 10:20 ص | آخر تحديث : الإثنين 15 نوفمبر 2010 - 10:20 ص

 «إذا كان الحكم مرتشيا، فهذا يعنى أن هناك راشيا». هذا من أهم تصريحات عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقى، وقد أطلقه عقب الانتقادات التى وجهت للاتحاد بسبب ما يتردد عن رشاوى الحكام. وبعد الإهانات التى تعرض لها شخصيا فى استاد رادس عقب فوز مازيمبى بلقب دورى الأبطال للمرة الثانية على التوالى.. وألمح الأمير حياتو، وهو من أسرة نبيلة فى الكاميرون، إلى أن رؤساء الأندية فى أفريقيا وراء الرشاوى التى تدفع للحكام، إلا أنه لم يقل ذلك صراحة.. وإذا كان كوكو حكم توجو الذى أدار مباراة مازيمبى والترجى التى انتهت بفوز الأول بخمسة أهداف نظيفة، متهما بالرشوة، فإن حكم مباراة الأهلى والترجى فى تونس الذى غض النظر عن هدف إينرامو اليدوى الواضح يستحق هو الآخر أن يتهم بالرشوة.. فمن يدفع تلك الرشاوى حسب تلميح حياتو؟!

ــ لن تجدوا إجابة.. وسوف ينظر الذين نوجه إليهم السؤال إلى السماء بحثا عن النجوم، هربا من الرد والتعليق ولسنا فى حاجة إلى ردهم، فلن يعترف إنسان أنه راشٍ وفاسد، خاصة أن الفساد بات ظاهرة وظاهرا فى ساحة الكرة الأفريقية دون شك. لكن من يرشى فى يوم من الأيام، يشرب غالبا من كأس المرارة نفسه فى اليوم التالى.

ما حدث باستاد رادس من سب وضرب واعتداء وتحطيم وتكسير للمقاعد، يعكس صورة سلبية عن جماهير الكرة التونسية والعربية. حيث بات الشغب والاعتداءات سلوكا مصاحبا للمباريات وللمنافسات.. وأعتقد أن الترجى سوف يعاقب بالإيقاف لعامين على الأقل عن المشاركة فى بطولتى القارة، أسوة بمواقف سابقة شهدت أحداث شغب مماثلة فى دول عربية.. وهو ما لا يحدث إلا نادرا فى الدول الأخرى..

هكذا فقدت كرة القدم براءتها، وأصبحت ساحتها الخضراء حلبة للصراع، وللفساد، بكل أشكاله.. صراع الغش والخداع والعنصرية والرشاوى والتلاعب فى النتائج ولا تظنوا أنه المال الذى يحرك غرائز الفساد، ولكنه البحث عن فوز كاذب، يعزز فكرة التفوق والتميز، ولا يهم بأى صورة يتحقق هذا الفوز، المهم أن يتحقق، وأن يتقدم إلى الصف الأول من لا يستحق.. يتقدم بالرشوة التى تعد أحقر وأسوأ مظاهر الفساد فى الرياضة..

قال يوما الفيلسوف الفرنسى الجزائرى الأصل ألبير كامو العاشق لكرة القدم: «كل ما أعرفه عن الأخلاق وواجبات الإنسان أدين به لكرة القدم».. ولا أظنه قادرا على تكرار هذا النص الآن، خاصة فى محيط الكرة الأفريقية، حيث باتت اللعبة وراء الكثير من مظاهر الانحلال والغش، وانعدام الأخلاق والضمير والشرف.. للأسف..!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.