عزيزى الوطنى انتهى عصر جوبلز - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 5:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عزيزى الوطنى انتهى عصر جوبلز

نشر فى : الخميس 16 ديسمبر 2010 - 11:40 ص | آخر تحديث : الخميس 16 ديسمبر 2010 - 11:40 ص

 يبدو أن رجال الحزب الوطنى يؤمنون جميعا بمقولة وزير الدعاية النازى الأشهر على مر التاريخ «جوزيف جوبلز» التى تقول «اكذب اكذب حتى يصبح الكذب كأنه حقيقة». فحديث قادة الوطنى على مختلف مستوياتهم عن نزاهة الانتخابات التى لا يتحدث عنها أحد بخير من خارج الحزب ــ هو بالتأكيد محاولة لإقناع الناس بالكذبة الكبرى وهى أن مصر شهدت يومى 28 نوفمبر و5 ديسمبر انتخابات كأى انتخابات.

ولكن ما فات على فلاسفة وحكماء الحزب الحاكم هو مرور 70 عاما على كلام جوبلز وبالتالى فالعالم أصبح غير العالم. فعندما كان وزير دعاية النازى يردد أكاذيب نظام حكمه عبر الإعلام الألمانى لم يكن الألمان يسمعون ولا يرون غير ما يقول ولذلك فإن احتمالات تصديق هذا الكذب تصبح قوية.

أما اليوم ومع ثورة معلومات لا يمكن لأشد أنظمة الحكم قمعا فى العالم محاصرتها فإن أكاذيب الوطنى عن نزاهة الانتخابات ستظل أكاذيب مهما تسابق الكتبة والمحدثون فى الترويج لتلك النزاهة.

فانفراد رجال الحزب والحكم بصناديق الاقتراع فى «خلوة غير شرعية» شهد به الجميع من مندوبى المرشحين إلى ملايين الناخبين الذين فشلوا فى الوصول إلى مراكز الاقتراع ومن ممثلى وسائل الإعلام المحلية والأجنبية إلى ممثلى منظمات المجتمع المدنى.

الغريب أن سيمفونية الكذب التى يعزفها رجال الحزب الوطنى من ساسة وإعلاميين ضمت الجميع حتى هؤلاء الذين ارتدوا لسنوات مسوح العلماء وحملوا راية التبشير بالليبرالية ورددوا على أسماعنا أجمل أناشيد الاستقلالية والتغيير من داخل النظام السيئ.

فى المقابل فإن كل محاولات الوطنى التى جند لها من الإمكانيات ما لم يجنده لحملته الانتخابية نفسها فشلت فى استقطاب أى شخص من خارج منظومة المستفيدين من وجوده وسطوته، فلم نجد شاهد عدل واحدا يتحدث عن حد أدنى من النزاهة فى تلك الانتخابات التى وصفها البعض بأنها «عملية تزوير شابتها بعض الانتخابات».


وعندما نسبت وكالة الأنباء الرسمية إلى أحد مسئولى الاتحاد الأوروبى إشادته بالانتخابات سارعت بعثة الاتحاد فى القاهرة إلى التبرؤ من هذا التصريح وكأنها تتبرأ من الكفر نفسه، رغم العلاقات الدافئة التى تربط بين الحكم فى القاهرة وحكومات الاتحاد الأوروبى. الصحف الغربية والمنظمات الحقوقية الدولية كلها اتفقت على أن مصر شهدت أسوأ انتخابات منذ سنوات.

وفوق كل ذلك فإنه لا يمكن لأى انتخابات نزيهة فى العالم أن تسفر عن فوز أى حزب حتى لو كان «حزب الله» بأكثر من 90% من المقاعد لتبقى الحقيقة الوحيدة وهى أنها كانت انتخابات مزورة.. ولا عزاء للكذابين.

التعليقات