ضعف ترامب يتزايد - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 10:44 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ضعف ترامب يتزايد

نشر فى : الجمعة 25 أكتوبر 2019 - 9:30 م | آخر تحديث : الجمعة 25 أكتوبر 2019 - 9:30 م

نشرت مجلة The American Prospect مقالا للكاتب Paul Waldman يتناول فيه كيف يركز ترامب على استخدام منصبه لتحقيق منافعه الشخصية والمالية وما لتصرفاته من تأثير فى التقليل من مكانته فى داخل وخارج الولايات المتحدة... ونعرض منه ما يلى:

على الرغم من ولعه بأن يبدو قويا.. ترامب أصبح أضعف مما كان عليه.
كرجل أعمال، دونالد ترامب لديه نظرية. فهو يرى أن النجاح يمكن أن يتحقق من خلال تحويل الكلمات إلى واقع. فإذا قال إنه الأغنى والأعظم والأفضل وأقنع الناس بذلك، فيمكنه أن يمتلك كل هذه الصفات إذا أقبل الناس على شراء شققه أو زاروا كازينوهاته.
فى بعض الأحيان نجحت النظرية وأحيانا أخرى لم تنجح، ولكنه اتبع هذه النظرية فى منصبه الرئاسى. ما يظهره من عظمة فى خطاباته يجلب الضحك.. فهو يرى أن إنجازاته أكبر مما حققه أى رئيس آخر عبر التاريخ، وأن الاقتصاد الآن هو أعظم اقتصاد على الإطلاق، وأنه «يعرف أكثر من أى شخص آخر» عن كل شىء، وفى منتجع مارالاغو، الذى يمتلكه ترامب، قدم لشى جين بينغ «أجمل قطعة من كعكة الشوكولاتة التى قد يتذوقها على الإطلاق».
ولكن بعد ثلاث سنوات فى الرئاسة، لم يظهر دونالد ترامب صغيرا مثلما يظهر الآن.
لننظر فى الأحداث الاستثنائية التى وقعت نهاية الأسبوع الماضى. فى خضم الأزمة التى من المحتمل أن يتم عزله بسببها واستغلاله لصلاحياته من أجل تحقيق مصالح سياسية لنفسه، قرر ترامب أن يسىء استخدام صلاحياته لتحقيق مصالح مالية أيضا لنفسه. وكونه رجل لا يفوت أى فرصة على الإطلاق ليظهر كم هو غنى.. فقد أصر على أن تقام قمة مجموعة السبع 2020 فى منتجعه بمدينة دورال بميامى حتى يحقق بعضا من الأرباح لنفسه وما سيقدمه الحدث من إعلان عن المكان لعدة مما يساعد فى زيادة الأرباح فى المستقبل.
على عكس معظم الطرق الأخرى التى سعى بها ترامب للاستفادة من منصبه، هذه المرة لم يتمكن فيها من الخروج بقصة معقولة من شأنها تبرير سعيه للحصول على المال. قد يتمكن من قول بأن: «ليس خطئى إذا كانت الحكومات الأجنبية ترغب فى حجز غرف فى فندقى الرائع فى العاصمة»، ولكن عندما يكون هو الشخص الذى يقدم العقد إلى المنتجع الخاص به، فهذا يزيل أى غموض. لقد دخل بعض الأفراد السجن فى محاولتهم إعطاء عقود حكومية لأفراد أسرهم.. وها هو ترامب يفعل نفس الشىء.
بعد ذلك بيومين، انسحب ترامب قائلا على تويتر: «بسبب وسائل الإعلام والديموقراطية المجنونة والعداء اللاعقلانى، لن يكون منتجع ترامب بمدينة دورال، ميامى، الموقع المضيف لمجموعة السبع فى عام 2020»... الحقيقة، بالطبع، هو أنه خاف من رد الفعل المخيف من قبل الجمهوريين، وربما احتمالية أن يصبح هذا الأمر سبب آخر للمساءلة. وكانت النتيجة حلقة أخرى من الضعف والإذلال.
قبل أن يدرك ترامب خطورة الأمر، كان كل ما يستطيع ترامب رؤيته هو فرصة لازدهار أحد منتجعاته. وهذا على ما يبدو كان جزء من أسلوبه المتبع... فتقارير Politico تشير إلى أن ترامب يقضى أيامه فى الإعلان عما يمتلكه على أى شخص. وقال مسئول سابق فى البيت الأبيض: «إنه يتحدث عن ممتلكاته فى كل فرصة يحصل عليها مع أى شخصــ مع الموظفين، وأعضاء الكونغرس، والصحافة، والجمهور، والزعماء الأجانب.. ومع أى شخص آخر». إلى أن أصبحت جميع القضايا المهمة للدولة والأحداث التاريخية التى تحدث من حوله أقل أهمية من قدرته على اتمام الحجوزات الصيفية فى أحد منتجعاته.
فى هذه الأثناء، الأسبوع الماضى، مع كل الأشياء التى تحدث حوله، هدد ترامب شبكة سى إن إن بمقاضاتها لعدم منحه تغطية جيدة بما فيه الكفاية.
التهديد بمقاضاة المؤسسات الإخبارية هو أمر فعله ترامب عدة مرات من قبل مع العلم أنه لم يستكمل أى من تهديداته، لكن من اللافت أنه فى خضم أزمة المساءلة وأزمة الشرق الأوسط ووجود أزمة تجارية، وكل شىء آخر يحدث، يجد ترامب الوقت ليشبع رغباته التافهة.
***
لا يعنى هذا أنه لا يرغب فى القيام بإنجازات عظيمة، ولكن عندما يجد صعوبة فى تحقيق ذلك فإنه يرجع إلى أصغر انتصاراته أو إلى أصغر المعارك... إقناع كوريا الشمالية بالتخلى عن أسلحتها النووية كان ليصبح إنجازا كبيرا، لكن ترامب لم يستطع تحقيق ذلك، لذا فهو الآن يثرثر بشأن جميع «الرسائل الجميلة» التى أرسلها له كيم جونغ أون، كما لو أن لم يكن فى استطاعة أى رئيس آخر الحصول على مثل هذه الجائزة... لا يستطيع ترامب إقناع الكونجرس بتمويل جداره الحدودى، لذا فهو يهتم بتفاصيل الجدار غير الموجود، مثل ما إذا كان سيتم دهانه باللون الأسود وما إذا سيكون به أعمدة مدببة أعلاه.
وهذا يحدث عندما يتوقف ترامب عن مشاهدة Fox News لساعات كل يوم مثل الكثير من الرجال البيض الغاضبين البالغين من العمر 73 عاما والذين يصادف أنهم ليسوا أقوى شخص على وجه الأرض.
وعلى الرغم من هوسه بأن يظهر بمظهر القوى، يبدو ترامب أضعف من أى وقت مضى. لقد قام بكتابة جوابا صبيانيا إلى الرئيس أردوغان يطالبه بألا يبدأ عملية عسكرية فى شمال سوريا وهو الأمر الذى تجاهله أردوغان على الفور. قام بإرسال رودى جوليانى فى مهمة دولية ليتتبع أخطاء جو بايدن، الأمر الذى من الممكن أن يؤدى إلى عزله إلى جانب أن جو بايدن ربما لن يكون المرشح الديمقراطى على أى حال... ويشتكى من استطلاعات الرأى التى قامت بها فوكس نيوز.
لقد حاول بعض الزعماء بطرق مختلفة ومن خلال التفكير العميق إحداث تغييرات كبيرة ودائمة والقلق حول الطريقة الذى سيحكم التاريخ بها عليهم. ولكن جميعهم كان لديهم على الأقل قدر من الرؤية وفهموا أن منصبهم يفرض عليهم مسئولية تجاه بلدهم والمستقبل... دونالد ترامب الآن أصغر مما كان عليه قبل توليه منصبه وكل عيوب شخصيته تتفاقم فقط بسبب منصبه الفريد.
قد يكون من الجيد الاعتقاد أنه فى مرحلة ما سيتغير وسيصبح «رئيسا» كما وعد بذلك من قبل. ولكن لا أحد يعتقد هذا بعد الآن. سيزداد ضعفا.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى:من هنا

التعليقات