غضب إسرائيلي من الاعتراف بالدولة الفلسطينية - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الأحد 28 سبتمبر 2025 2:38 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لقمة الأهلي والزمالك المقبلة؟

غضب إسرائيلي من الاعتراف بالدولة الفلسطينية

نشر فى : الجمعة 26 سبتمبر 2025 - 7:30 م | آخر تحديث : الجمعة 26 سبتمبر 2025 - 9:27 م

نشرت صحيفة «The New York Times» مقالا للكاتب ليام ستاك، يوضح فيه أن الاعتراف الدولى المتزايد بدولة فلسطين، والذى يمثل ضغطًا دبلوماسيًا على إسرائيل، قد أثار رد فعل إسرائيليا متشددا (يتمثل فى دعوات اليمين المتطرف لضم الضفة الغربية)، مما يُفاقم من المخاوف الفلسطينية بأن هذه الاعترافات قد تبقى رمزية ولا تُترجم إلى تغيير حقيقى على الأرض دون فرض عقوبات دولية على إسرائيل.. نعرض من المقال ما يلى:
يشير كاتب المقال، ليام ستاك إلى دعوة اليمينى المتطرف إيتمار بن غفير الحكومة الإسرائيلية إلى ضم الضفة كـ «إجراء مضاد» لاعتراف عدد من الدول الغربية - رسميًا - بدولة فلسطين.
أثارت الاعترافات الرسمية بدولة فلسطين من قبل عدد من الدول مثل بريطانيا وكندا والنرويج.. وغيرها، فى الأيام الأخيرة، غضب المسئولين الإسرائيليين ومخاوف الفلسطينيين حول كيفية رد الحكومة الإسرائيلية.
الدعوات الإسرائيلية لضم الضفة الغربية
يوم الإثنين الماضى، أعلنت عدة دول، من ضمنها فرنسا، أنها ستعترف بدولة فلسطين فى قمة عُقدت فى نيويورك قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. يضيف كاتب المقال أن 11 دولة اعترفت رسميا بدولة فلسطين، من بينها بريطانيا وكندا، مما يضع ضغطًا دبلوماسيًا على إسرائيل وسط إدانة دولية واسعة لسلوكها فى حرب غزة، والتى أدت إلى كارثة إنسانية.
عودة إلى طلب وزير الأمن القومى الإسرائيلى اليمينى المتطرف إيتمار بن غفير، مساء الإثنين الماضى، حكومة نتنياهو باتخاذ إجراءات مضادة فورية، تشمل ضم الضفة الغربية، المحتلة إسرائيليًا.
فى هذا الصدد، أكد بن غفير أنه سيعرض قريبًا على مجلس الوزراء مقترح تطبيق «السيادة» على الضفة الغربية، وهى فكرة تحظى بدعم واسع فى الحكومة.
كما هدد بـ«السحق الكامل» للسلطة الفلسطينية، التى تدير أجزاء من الضفة الغربية وتتعاون مع إسرائيل أمنيًا، وتعتبرها معظم دول العالم الأساس لحكومة الدولة الفلسطينية المستقبلية.
تعارض الحكومة الإسرائيلية إنشاء دولة فلسطينية، ويبدو أنها مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية لعرقلة هذا الاحتمال، مثل ضم جزء على الأقل من الأراضى المخصصة لها.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يوم الأحد الماضى: «لن تتم إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن». وأضاف: «على مدى سنوات، منعت إقامة هذه الدولة فى مواجهة ضغوط هائلة فى الداخل والخارج».
الموقف الفلسطينى ومخاوفه
على الصعيد الفلسطينى، قال محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، فى كلمة مسجلة للقمة إن السلطة تهدف إلى تشكيل حكومة دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة، واستبعاد حماس منها.
وجه عباس، الذى مُنع من الحصول على تأشيرة أمريكية للمشاركة فى القمة، رسالة مباشرة إلى الشعب الإسرائيلى، قائلا: «مستقبلنا ومستقبلكم يعتمد على السلام. كفى حربًا».
مع ذلك، ينظر العديد من الفلسطينيين إلى إعلانات الاعتراف بالدولة على أنها رمزية لا أكثر، إذ يخشون أن يكون تأثيرها دون المأمول لتغيير الواقع على الأرض أو تحسين حياتهم. فلا يمكن إنشاء دولة فلسطينية بشكل أحادى الجانب دون موافقة إسرائيل، التى تسيطر إلى حد كبير على كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يعيش الملايين من الفلسطينيين فيهما.
عبرت هبة نصر، فنانة من رام الله، عن غضبها من اعتراف الدول الغربية بدولة غير موجودة بدلًا من العمل على إنهاء الحرب أو تحسين الأوضاع فى الضفة. وقالت نصر: «نتنياهو يظهر ليس لنا فقط، بل للعالم كله أنه هو المسيطر على الأرض التى اعترفت بها هذه الدول للتو».
تزايد الضغوط والأثر الرمزى
انتقدت ماريانا سلامة، سيدة أعمال فلسطينية من القدس، الاعتراف بالدولة فى الوقت الذى يعيش فيه الفلسطينيون «إبادة جماعية» (فى إشارة إلى نتائج لجنة تحقيق أممية)، وقالت: «ما فائدة الاعتراف بدولة ونحن نعيش على الأرض إبادة جماعية؟»، وشددت سلامة على أنه «دون عقوبات، هذا الاعتراف لا يعنى شيئا».
من جانبه، قال ألون بينكاس، الدبلوماسى الإسرائيلى السابق لدى الولايات المتحدة، إنه يعتقد أن قادة العالم الذين اعترفوا بالدولة الفلسطينية - مؤخرا - يدركون أن ذلك لن «يؤثر على الواقع أو يُحدث تأثيرًا كبيرًا على الأرض فى المدى القصير».
واختتم بينكاس حديثه موضحا - حسب رأيه - أن الهدف من هذا الاعتراف الرسمى هو «خلق مبدأ يلتف حوله العالم - دولة فلسطينية، وبالتالى نموذج حل الدولتين».
خلاصة القول، يكشف المشهد الحالى عن فجوة حرجة بين الرمزية الدبلوماسية والواقع السياسى القاسى. فبينما يمثل الاعتراف الدولى بدولة فلسطين خطوة حاسمة فى تثبيت مبدأ حل الدولتين كمرجعية عالمية، تواجه هذه الخطوة تهديدا مضادا ومباشرا من اليمين الإسرائيلى المتطرف المتمثل فى دعوات ضم الضفة الغربية. ومع شعور الفلسطينيين بأن هذه الاعترافات لا تغير شيئا على الأرض فى ظل استمرار الحرب والحصار، تظل رسالتهم واضحة: لن يكون للاعتراف الدولى أى تأثير حقيقى ما لم يُدعَم بإجراءات عملية، وعلى رأسها فرض عقوبات فعلية تُلزم إسرائيل بالانصياع للقانون الدولى ووقف التوسع والاستيطان. يبقى الصراع إذا، ليس على الاعتراف بالورق، بل على من يمتلك القدرة على تحديد الواقع الجغرافى والأمنى فى المنطقة.


مراجعة وتحرير: وفاء هاني عمر
النص الأصلي

التعليقات