من هونج كونج إلى العالم.. حكاية ثقافة الـ«تشا تشان تينج» - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 1 أغسطس 2025 4:51 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

من هونج كونج إلى العالم.. حكاية ثقافة الـ«تشا تشان تينج»

نشر فى : الخميس 31 يوليه 2025 - 7:50 م | آخر تحديث : الخميس 31 يوليه 2025 - 7:50 م

 

نشرت صحيفة «The Economist» مقالا يوضح أن مقاهى الشاى الصينية التقليدية «تشا تشان تينج» فى هونج كونج تمثل رمزًا ثقافيًا يجمع بين الشرق والغرب، لكنها تواجه خطر الاندثار فى هونج كونج بسبب التحولات السياسية، فى حين تستمر فى الانتشار عالميًا مع المهاجرين الذين يحملون معها نكهة الحنين إلى الوطن والهوية الثقافية.. نعرض من المقال ما يلى:

 

بداية، يخرج سكان مدينة هونج كونج فى شمس الظهيرة رغم حرارة الجو فى هذه الساعات لاحتساء الشاى، لكن ما المميز فى هذا الشاى للقيام من أجله بمثل هذا المجهود. إن مقاهى الشاى، أو كما يطلق عليها فى اللغة الصينية الـ«تشا تشان تينج»، هى أحد أقدم المقاهى فى المدينة وتجذب طوابير الانتظار حتى فى الأيام الحارة جدًا، بطاولاتها المصنوعة من الفورمايكا اللزجة، فهى ليست مكانًا فاخرًا. لكن روادها ينجذبون لروائح خبز التوست المقلى بالحليب المكثف والكعك المقدم مع اللحم المقرمش.

بالنسبة للسكان المحليين، تناول الطعام فى «لان فونج يوين»، أحد مقاهى الشاى، هو نوع من الطقوس الصينية. لم يتغير المقهى تقريبًا منذ افتتاحه عام 1952. تجدر الإشارة هنا إلى أن مقاهى الـ«تشا تشان تينج» تأسست عندما كانت هونج كونج ـــ التى كانت تدار آنذاك من قبل بريطانيا ـــــ ترحب باللاجئين من البر الرئيسى الصينى. تقدم هذه المقاهى أطباقًا تمزج بين المطبخ الكانتونى والغربى، وبعض عروضها يتطلب ذوقًا خاصا، مثل «تشا تشو»، وهو شاى حلو جدًا لدرجة أنه يسبب ألمًا فى الأسنان، ويقدم أيضًا مع الحليب المكثف، ومثل «يون يونج»، وهو مزيج من الشاى والقهوة سريعة التحضير. وقد أصبحت هذه المقاهى ترمز إلى مزج المدينة بين الشرق والغرب. لقد عكست هذه المقاهى «الشمولية الثقافية لهونج كونج»، كما يقول سيدنى تشيونج من الجامعة الصينية فى هونج كونج.

 

للأسف، يتم اليوم القضاء على هذه الروح التى تجسدها مقاهى الـ "تشا تشان تينج" منذ إقرار قانون الأمن القومى قبل خمس سنوات، فى صيف عام 2020، إذ اتخذت هونج كونج منعطفًا استبداديًا. تمثلت تداعيات هذا القانون فى مغادرة ما يقدر بنحو 500 ألف شخص، كما صُنفت بعض مقاهى الـ "تشا تشان تينج" على أنها شركات "صفراء"- أى متعاطفة مع نشطاء مؤيدين للديمقراطية- بالتالى واجهت هذه الكافيهات صعوبات فى تجديد عقود الإيجار. وقد أُغلق العديد منها.

 

ومع ذلك، أخذ سكان هونج كونج الذين غادروا البلاد حبهم لـ "تشا تشان تينج" معهم. بمعنى أوضح، نقل مواطنو هونج كونج ثقافة الـ" تشا تشان تينج" إلى البلدان التى استقروا فيها، مثل أمريكا، أستراليا، بريطانيا، كندا، وتايوان. على سبيل المثال، افتتحت سبعة مقاهى "تشا تشان تينج" فى بورود، إحدى ضواحى سيدني. يقول آندى لام، مالك مقهى سبتمبر فى تايبيه: "بالنسبة للصينيين فى الخارج، تعد القدرة على تذوق نكهة الوطن فى أرض غريبة بمثابة نوع من الراحة النفسية."

 

معلومة إضافية، قدمت مقاهى الشاى الصينية فى الخارج بعض أطباقها بعد إدخال بعض التعديلات عليها لتتناسب مع الذائقة الأجنبية، فمثلا خُفضت حلاوة بعض الأصناف لتناسب الأذواق الأخرى، إذ تجذب مقاهى الشاى الصينية  بأجوائها غير الرسمية والودودة الذائقة الأجنبية باختلاف الأعمار.

 

تعقيبا على ما سبق، يعرض المقال أصداء انتشار ثقافة مقاهى الشاى الصينية. على سبيل المثال، يكتب لوكاس سين، الشيف الشهير، كتاب طبخ عن هذه  المقاهى. كما افتتح آرت بازل، معرض الفنون الرائد فى أوروبا، مقهى "تشا تشان تينج"، مؤقتًا، فى باريس عام 2024. ولقى هذا المقهى رواجا لدرجة أن أكشاكًا مماثلة تبعته فى معارض ميامي، ومن المفارقات، فى هونج كونج حيث، على الرغم من الإغلاقات، لا يزال يُعتقد أن هناك 6 آلاف مقهى "تشا تشان تينج".

 

مثال أخير على انتشار ثقافة مقاهى الشاى الصينية فى الخارج، إذ أسس لارى فونج مقهى "أونكل لو"، وهو كافيه كانتونى، فى نيويورك عام 2021. ويؤكد فونج بأن هذه المقاهى تلبى "شوقًا" وشعورًا "بالحنين" لزمن ومكان "يشعر الكثير من الناس أنه يتلاشى". بالنسبة للكثيرين، تقدم مقاهى "تشا تشان تينج" ذكرى لهونج كونج مختلفة فى كوب ساخن من "تشا تشو" أو "يون يونج".

 

مراجعة وتحرير: وفاء هانى عمر

النص الأصلي 

 

التعليقات