التغيير فى عيونهم - سلامة أحمد سلامة - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 9:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التغيير فى عيونهم

نشر فى : الإثنين 26 أبريل 2010 - 9:37 ص | آخر تحديث : الإثنين 26 أبريل 2010 - 9:37 ص

 لا توجد فى مصر استطلاعات دقيقة للرأى يمكن التعرف منها على الطريقة التى تفكر بها فئات الشعب المختلفة. ولهذا السبب كان لدعوات التغيير أصداء وتفسيرات متضاربة. غير أن أكثرها طرافة ما قاله أحد كتاب الحكومة حين تساءل عما يريده البرادعى من حديثه عن التغيير، إذا كان الحزب الوطنى الحاكم قد سبق الجميع وقام بعملية التغيير، فما هو الجديد وما هو المطلوب؟

ولكن مطالب التغيير فى عيون الناس العاديين تفهم على نحو مغاير تماما.. يمكن أن يستشفها المرء من التعليقات فى رسائل القراء التى ننشر بعضها. يقول محمد حسين:
كل ما طالب به البرادعى حتى الآن هو تغيير أسس اللعبة التى يحتكر بها الحزب الوطنى كل مستويات السلطة فى مصر.. من خلال حالة الطوارئ أو التزوير المباشر للانتخابات مما أدى إلى احتكار منصب رئيس الجمهورية بل ومحاولة توريثه. ومقاعد مجلسى الشعب والشورى ومجالس المحليات.. إذ كيف يتأتى التغيير إذا لم تنته حالة الطوارئ وتلغى المواد المعيبة للدستور الذى تمنع تداول السلطة والإشراف القضائى الذى يضمن نزاهة الانتخابات؟ يعنى أن نتيح لصناديق الانتخابات أن تحسم من الذى يحكم مصر؟

وفى رأى القارئ م. فتوح أن التغيير كان من المفترض أن يتم بعد تحرير سيناء نتيجة لكفاح أبطال أكتوبر الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم فى الميدان. والذين عايشتهم مدة خدمتى العسكرية.. كان لابد من المحافظة على الروح التى سادت أبناء هذا الوطن، وعلى قوة الدفع التى تولدت لدى الشباب فى ذلك الوقت للحاق بركب التقدم وبناء دولة حديثة.. كان هذا هو الوقت المناسب للتغيير أى للديمقراطية الحقيقية، والتى كان يمكن لها أن تحمى المواطن المصرى من السلوك السلبى الناتج عن عدم الإحساس بالأمان على مستقبله أو مستقبل أبنائه، مما أدى إلى قتل الانتماء لدى معظم الشباب. ونحن أبناء هذا الوطن لا نشعر به مما نراه من ممارسات الأمن على مداخل الطرق فى الكمائن المرصوصة وكأننا جميعا إرهابيين.. لقد كنت أشعر بالغرابة مما أراه فى الأمريكان المهاجرين من جنسيات مختلفة، من قوة انتمائهم على الرغم من أنهم لم يولدوا فيها وليس لهم جذور كما لنا.

فالديمقراطية الحقيقية هى التى تحترم حقوق الإنسان، وتوفر له الأمان ولا تمتهن كرامته وتحترم عقليته مهما كان مستوى ثقافته أو قدرته أو عطائه، ولا تصادر على رأيه.. وهى من أول البديهيات التى أوصلت دولة مثل أمريكا إلى المكانة التى تتبوأها، رغم أنها لا تملك الحضارة التى نملكها.. قرار التغيير واجب وطنى للخروج من النفق المظلم قبل فوات الأوان.

أما القارئة مدام نوال، فإن التغيير معناه فى رأيها تغيير الأشخاص والقيادات.. نريد قيادة رشيدة. نريد إبعاد المفسدين. نريد قيادة ولاؤها للوطن. نريد كرامة للوطن لا تنحصر فى نتيجة مباراة كرة. نريد رعاية طبية للمواطنين بدلا من صرف هذه الميزانية على كبار القوم وأسرهم بالخارج. نريد تعليما جيدا. نريد عدالة اجتماعية فى الأجور بدلا من رواتب بالملايين وأخرى لا تزيد على ثمة 5 كيلو لحمة. نريد خدمات لجميع المواطنين وليس فقط لملاك ملاعب الجولف والطائرات الخاصة. نريد محاربة الفساد والمحتكرين، فهل سيتحقق ذلك فى ظل أصحاب شعار «مصر بتتقدم بينا» أو شعار «من أجلك». أو شعار «فكر جديد»؟

سلامة أحمد سلامة صحفي وكاتب مصري كبير وصاحب آراء ليبرالية قوية وجريئة وبناءة في مسيرة الصحافة العربية. يشغل منصبي رئيس مجلس تحرير جريدة الشروق ورئيس مجلس تحرير مجلة وجهات نظر. هو صاحب العمود اليومي من قريب في جريدة الشروق وكان في السابق نائبا لرئيس تحرير الأهرام.
التعليقات