التحرش بالمهرجانات السينمائية - خالد محمود - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 11:21 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التحرش بالمهرجانات السينمائية

نشر فى : الثلاثاء 28 أغسطس 2012 - 9:25 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 28 أغسطس 2012 - 9:25 ص

رغم اختلافى مع بعض سياسات إدارة المهرجانات السينمائية فى مصر، فإننى كنت دوما غيورا على بقائها وتوهجها وتألقها، فهى كانت ــ رغم الثغرات ــ تمثل حالة بهجة حقيقية للجمهور المتعطش لسينما مختلفة ومتميزة.. ومرآة لواقع المدارس والتيارات السينمائية محليا وعالميا.

 

واليوم أشعر بوجود حالة تحرش بمهرجاناتنا السينمائية، فى محاولة غير واعية للنيل من مكانتها، واهتزاز صورتها أمام العالم، والشىء المحزن أن حالة التحرش هذه بدأت بمهرجان مصر الكبير، مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته القادمة التى تنطلق بعد 90 يوما، فهناك حالة حصار لمؤسسة مهرجان القاهرة ــ الجهة التى تتولى التنظيم ــ ولرئيسها الناقد السينمائى يوسف شريف رزق الله، وبعد أن أنجزت نحو 80٪ من المهام، وضعها فريسة لخطأ قانونى وقعت فيه وزارة الثقافة، خطأ فتح ثغرات لأطراف أخرى تتصارع عليه بحق وبدون حق حيث لم تبلور عملية انتقال تنظيم المهرجانات إلى جمعيات أهلية بشكل قانونى صحيح مائة بالمائة. وحاولت أن تهرب من مسئولية مواجهة الخطأ بخطأ أكبر دون دراسة أو السماع لكل الأطراف، وهو فقط انتزاع حق تنظيم المهرجان وإلغاء مجهود ما تم انجازه فى الهواء. والسؤال هو: لمصلحة من عملية التحرش هذه، ألم يكفى إلغاء دورة المهرجان العام الماضى.. أين صوت العقل، لماذا لم نتفق جميعا ومبكرا ــ دولة وجمعيات أهلية ــ على أجندة خاصة تصب كل بنودها فى صالح المهرجان تغذى كيانه ومكانته قبل فوات الأوان.

 

إن إقامة مهرجان القاهرة فى صورة مستقرة هدف قومى.. فلا تنالوا منه، حينئذ لن يضير الشاه سلخها بعد ذبحها، علينا أن نفكر بحق فى حاضر هذا المهرجان ومستقبله، والتفكير ليس بإدارة المؤامرات والمكائد، أو سوء التخطيط أو القدرات المتسرعة والعشوائية فهذا تفكير مريض، وغير وطنى، التفكير الصحى يكمن فى دعم المهرجان والغيورين عليه.

 

مهرجان الإسكندرية السينمائى أيضا واجه بعض الخطر، فحتى الآن لم يتوقف صراخ رئيسه عن طلب الدعم المادى حتى يخرج بصورة مشرفة، فلماذا هذا التردد من المسئولين فى التعامل مع المهرجانات السينمائية الدولية بشفافية واحترافية من أجل سمعة مهرجانات مصر.

 

حتى المهرجان القومى للسينما وهو مهرجان مهم أيضا لا حس عنه ولا خبر، وذابت كل الوعود بإقامته فى الهواء، وكأن هناك بالفعل من تحرش به، وأراد أن يمحوه من على الخريطة.

 

تفاءلت كثيرا بإقامة مهرجان الإسماعيلية الدولى للسينما التسجيلية وهنأت مسئوليه على إصرارهم بإقامة المهرجان دون أن تهتز عزيمتهم أو يخضعون لليأس جراء الظروف الصعبة التى أحاطت به، وقلت انه سيكون فاتحة خير لباقى المهرجانات بسياستها الجديدة وإدارتها المملوءة بالعزيمة، ولم أكن أتخيل أن ينال المتحرشون من تلك العزيمة بعض الشىء. ومحاولة إجهاض أحلام مهرجانات أخرى.

 

حان الوقت لوقف هؤلاء المتحرشين، وان نسد عليهم كل الطرق حتى لا ينالوا من مهرجاناتنا السينمائية الدولية، ألم يكفنا متحرشون آخرون أخذوا مكاننا ومكانتنا فى المنطقة.. ثم ألم يكفنا أيضا متحرشين جددا يريدون وأد الفن والفنانين فى بلدنا.

 

 

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات