الإرهاب العابر للقارات والأجناس - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:20 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإرهاب العابر للقارات والأجناس

نشر فى : الأحد 29 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 29 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

لم يعد الإرهاب محلى الصنع أو التواجد بل يؤكد يوما بعد يوم أنه أصبح عابرا للقارات فلم يمت الإرهاب بموت بن لادن تلميذ الولايات المتحدة ومخابراتها ولكن زاد ترعرعا وأصبح عابرا للقارات فنجده فى سيناء ونيويورك ونجده فى اليمن ومدريد ونجده فى السودان ولندن وأيضا فى أفغانستان وبوسطن وأخيرا نجده فى كراتشى على باب كنيسة يحصد 78 مؤمنا خارجين لتوهم من الصلاة وفى نفس الوقت نجده فى نيروبى فى مول يقال إن صاحبه إسرائيلى تقوم به جماعة «شباب» المنتمية أيضا إلى تنظيم القاعدة العابر للقارات وقد حصدت 68 من القتلى عدا الجرحى وذلك انتقاما من تدخل كينيا فى شئون الصومال التى أصبحت بؤرة للإرهابيين وقراصنة البحر وكذلك لإثبات وجود عصابة «شباب» تلك وإثبات قدراتها على الحركة وكما أعلنت المصادر الكينية على لسان وزيرة خارجيتها أن عددا من المهاجمين هم أجانب الجنسية قد يكونون من اصول امريكية أو بريطانية أو عربية وربما تكون الأرملة البيضاء الإنجليزية الأصل سامانت لويثويت أول شريفة بعد إشهار إسلامها من بينهم فهى زوجة أحد الانتحاريين المنفذين لهجمات لندن فى يوليو 2005 التى أودت بحياة 52 وأصابة أكثر من 700 شخص والتى تزوجت لاحقا إرهابيا آخر صانعا للقنابل واستقرت فى كينيا والتى تدير من هناك عمليات إرهابية بتغطية من جماعة «شباب» كل هذا دليل ان الإرهاب لم يعد عابرا للقارات فحسب بل أيضا للأجناس ومستخدما عناصر تعلمت وترعرعت بل ولدت فى الغرب والآن هى التى تقود عمليات الإرهاب حتى ضد مواطنيها وهذا شىء يخيف الحكومات الغربية التى تعلم علم اليقين أن هناك خلايا إرهابية نائمة من بين مواطنيها وأعتقد أن هذا سر «طبطبة» الحكومات الغربية على الإسلام السياسى المتطرف الذى فى يده تقييد أو إطلاق هؤلاء الإرهابيين عنصرا آخر وهو بوجود أجانب إرهابيين ومتطرفين باسم الإسلام يؤكد أن فكرة استرجاع الخلافة الإسلامية بالعنف وتحويل الدول إلى ولايات إسلامية أيضا بالعنف أصبح مشروعا دار دولاب تنفيذه منذ زمن بعيد وهو مشروع يرتكز على العنف ولا يهمه وطن ولا يبالى بجنسية ولا يهتم بسماحة دين ولا يعترف بحقوق وكرامة الإنسان.

نعم الجيش المصرى الباسل ينتصر كل يوم على الإرهاب فى سيناء وربوع مصر وذلك على المدى القصير ولكن ماذا نحن فاعلون أمام صمت مريب وتواطؤ حكومات عالمية مع هذا الإرهاب على المدى البعيد؟ هذه قضية يجب على المعنيين دراستها بعمق ووضع خطة مواجهة حتى لا يداهمنا الإرهاب من حيث لا ولم ولن ندرى.

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات