** قد يبدو فى عنوان هذا المقال، مضمون التوقع بأن بيراميدز فى طريقه إلى إضافة بطولات أخرى فى السنوات المقبلة. وهذا ليس توقعًا، ولا هو قراءة فنجان، لكن الهدف هو توثيق البطولة الأولى للفريق لما مثلته من أهمية قصوى. ويكفى أن تنظر إلى مشهد نهاية مباراة كأس مصر.
** كان مشهد احتفال وفرحة لاعبى بيراميدز وجهازهم الفنى وإدارتهم أكبر تعبير عن الضغط الهائل الذى عاشه الفريق منذ تأسيسه عام 2018. نعم كانت فرحة عارمة، عقب إنتهاء المباراة النهائية لكأس مصر بالفوز على زد بهدف وحيد، ليحقق الفريق أول بطولة له. مبروك لبيراميدز ولجهازه الفنى وإدارته هذا التتويج. لقد تحرر الفريق وتحرر مدربه «المسرحى» كرونسلاف يورتيتش وتحررت إدارته من ضغط عنيف كان يطارد الجميع، بعد الفوز بالبطولة، وهى كأس مصر رقم 92، وليكون الفريق رقم 13 الذى يحرز لقب أعرق البطولات المحلية المصرية. ظل بيراميدز منذ تأسيسه 2018 تحت تأثير ضغط البطولة، حيث بدأ بإمكانات ومهارات ومواهب كبيرة، ووصف تكوين الفريق من قبل النقاد والخبراء بأنه يضم مجموعة مميزة من اللاعبين طوال سنوات، وسبق له أن اقترب من لقب الكأس، حيث تأهل للنهائى فى مرتين، الأولى أمام الزمالك فى موسم 2018/2019 وفاز الزمالك 3/صفر والمرة الثانية أمام الأهلى فى موسم 2020/2021 وفاز الأهلى 2/1. كما داعبه حلم بطولة الدورى حين دخل إلى دائرة القمة، منذ البداية. وفى هذا الموسم خسر مباراتيه أمام الأهلى، الذى توج بدرع الدورى للمرة الثانية على التوالى فى هذا الموسم.
** تغلب بيراميدز فى المباراة النهائية على فريق زد، المؤسس حديثًا والصاعد للدورى الممتاز هذا الموسم، تغلب عليه بهدف مقابل لا شىء سجله نجمه وهدافه فيستون ماييلى فى الدقيقة 87 من ضربة ركنية. وقدم الفريقان مباراة حماسية، شهدت محاولات مستمرة من الطرفين للتسجيل وتقاسمًا فعليًا لشوطى اللقاء، حيث كان زد الفريق الأخطر فى الشوط الأول ثم تفوق بيراميدز فى الشوط الثانى وتألق حارس مرماه على لطفى الذى تصدى لمحاولة تهديف من مصطفى فتحى وأخرى من مهند لاشين.
** كرونسلاف يورتيتش المدير الفنى لبيراميدز لفت الأنظار فى جميع مبارياته بالأداء المسرحى الانفعالى المبالغ، حتى إنه ذكرنى بواحدة من مسرحيات «مسرح مصر» التى قدم فيها الفنان أشرف عبدالباقى بدور مخرج مسرحى قديم، يعتمد على المبالغة. لكن ذلك لا يسحب من مدرب بيراميدز نجاحه فى إدارة مباريات الفريق بشكل عام والمباراة النهائية بصفة خاصة، وربما لانفعالاته المستمرة تأثيرها الإيجابى على اللاعبين وشحن معنوياتهم.
** تأهل بيراميدز وزد للمباراة النهائية، على حساب المصرى والإسماعيلى فى قبل النهائى. وأصبح بيراميدز هو الفريق الثالث المشارك فى بطولة كأس السوبر بالإمارات، بجانب الأهلى بطل الدورى، وسيراميكا بطل كأس الرابطة، وفى انتظار الفريق الرابع الذى أظن أنه قد يكون الزمالك بدعوة من اللجنة المنظمة للبطولة، لمنح المسابقة روحًا تنافسية أعلى، إلا أن المشكلة فى تلك الحالة ستكون توزيع الفرق الأربعة!
** غاب عن نهائى كأس مصر المشهد الكامل للمباراة. والواقع أن المشهد غاب عنه الجمهور لطبيعة الفريقين، فهما من الأندية الجديدة، وصناعة الشعبية تحتاج إلى الوقت الطويل والبطولات المصحوبة بالكرة المميزة والممتعة. ولا أعرف سبب اختيار استاد برج العرب، وعدم اللعب باستاد أوملعب فى القاهرة، إلا إذا كانت جميع الملاعب فى العاصمة دخلت مراحل الصيانة استعدادًا للموسم الجديد الذى ينتظر من الرابطة تحديد شكل الدورى للموسم المقبل، ومواعيد المباريات وفقًا لأحدث نظم وضع الجداول، مع العمل على التخلص من مرحلة طالت لما يقرب من أربع سنوات تلاحمت خلالها المواسم، وانتهت بعد موسم طويل يقترب من 11 شهرًا كاملًا، لكنه ليس الأطول فى تاريخ الكرة المصرية التى عانت من تلاحق المواسم وامتداد بعضها لفترة 649 يومًا، ما بين بطولة دورى، وبطولة كأس، وبطولة السوبر وكان ذلك فى موسم 2020/2021 الذى انتهى فى عام 2022.. وعجبى!