قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه لن نستطيع القضاء على التشدد من جذوره إلا إذا واجهنا التسيب والإنحلال بنفس القدر والنسبه.
وأوضح وزير الأوقاف، خلال اللقاء المفتوح الذي عقد بجامعة لقاهرة تحت عنوان «مفاهيم يجب أن تصحح»، في إطار الموسم الثقافي بالجامعة، أن كتاب «مفاهيم يجب أن تصحح» حاول تصحيح كثير من الأمور التي تحدث الإلتباس بالمفاهيم، وسيتم طبع نصف مليون نسخة لوزارة التعليم العالي، لتوزيعها على طلاب الجامعات.

وأضاف «جمعة»، أن الإسلام لم يحدد نظامًا ثابتًا أو قالبًا جامدًا لنظام الحكم لا يتغير، ولكن على العكس من ذلك وضع أسسًا عامة تتغير بتغير المكان والزمان والأحوال والظروف.
وأوضح أن من علامات الحكم الرشيد أن يحقق العدل بمفهومه الكامل بين الناس وليس العدل في الحكم فقط، وإنما العدل في المفهوم الشامل للعدالة الاجتماعية، فكل حكم يقاوم الفساد بكل صوره ويحقق العدل ويعمل على قضاء حوائج الناس في حدود الإمكانات المتاحة وبخاصة حاجاتهم الأساسية من «صحة وتعليم وغذاء وطاقة» وكل ما يوفر لهم الحياة الكريمة هو حكم رشيد، كما يوفر للمواطنين حرية المعتقد ولا يحول بينهم وبين إقامة شعائرهم.

وأكد أن التجربة التي قامت بها جامعة القاهرة على مدار تاريخها وخاصة العامين الماضيين، تستحق الدراسة، متابعا: «إقامة مسجدين في عدة أشهر للطلاب والطالبات، وحرص الجامعة على أن تكون المساجد للدعاة المتخصصين، ثم موسم ثقافي متميز ومتنوع، لا ينبغي أن تمر هكذا يجب أن يحتذى بها»، لافتا إلى أنه لا يوجد إنسان عاقل يعرض عليه الدين الوسطي الصحيح ويختار شيئ آخر.
وأشار إلى أن الجهاد حق لولي الأمر فقط، قائلا: «مش كل 5 أو 6 من شباب الجماعات إياها يحددون أميرًا لهم ويعلنون الجهاد، ويستقطبون بعض الشباب من ذوى المشكلات النفسية»، مضيفا «في كل بلد يحدد وفق قانونها ودستورها، فإذا كان الدستور أكد أن لرئيس الجمهورية، حق إعلان الحرب والسلم فهو ولي الأمر، وإذا كان منوطًا بمجلس النواب أو مجلس الأمن القومي أو الشراكة بين هذه المجالس ورئيس الجمهورية، مؤكدًا أن ولي الأمر يكون هذا المجلس أو ذاك، وإلا نكون في غابة ويتفرق الناس تفرقًا مقيتًا يذهب بدولتهم ومجتمعهم.

وافتتح وزير الأوقاف، برفقة الدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة، مسجد الطالبات قبل بدء اللقاء المفتوح، وأداء صلاة المغرب في مسجد الطلاب بالحرم الجامعي.