بعد اعتذار الملك.. تعرف على التاريخ الدموي لاستعمار بلجيكا للكونغو الديمقراطية - بوابة الشروق
السبت 6 سبتمبر 2025 1:49 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

بعد اعتذار الملك.. تعرف على التاريخ الدموي لاستعمار بلجيكا للكونغو الديمقراطية

هاجر أبوبكر
نشر في: الأربعاء 1 يوليه 2020 - 2:38 م | آخر تحديث: الأربعاء 1 يوليه 2020 - 2:38 م

أعرب الملك فيليب، أمس الثلاثاء، في رسالة إلى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فليكس تشيسكيدي، بمناسبة الذكرى الـ60 لاستقلالها عن بلجيكا، عن بالغ أسفه للجروح التي خلفتها الفترة الاستعمارية لبلجيكا في الكونغو.

وهذه المرة الأولى التي يعتذر فيها القصر البلجيكي عن الأعمال الاستعمارية لبلاده، وقال الملك في الرسالة: "أود أن أعبر عن بالغ أسفي لجروح الماضي هذه التي يستعاد ألمها اليوم عبر التمييز الذي لا يزال حاضرا في مجتمعاتنا"، مشيراً إلى عودة الجدل في بلجيكا بشأن العنصرية على خلفية قضية جورج فلويد؛ بسبب اتهام بعض الناشطين المناهضين للاستعمار الملك الراحل "ليوبولد الثاني"، الذي كانت الكونغو ملكية خاصة له في السابق، بأنه ارتكب الكثير من أعمال العنف والقسوة وقتل ملايين الأشخاص في الكونغو، وفقاً لموقع "فرانس 24".

وأحيت جمهورية الكونغو ذكرى استقلالها الـ60 عن بلجيكا، وكذلك ذكرى بطلها الوطني باتريس لومومبا، الذي تحول إلى أيقونة لدى الناشطين الجدد المناهضين للاستعمار، الذين يطالبون القوى الاستعمارية السابقة بتحمل مسؤولية ماضيها.

فكيف كانت تلك "الفترة الدموية" في تاريخ الكونغو؟

انعقد بين عامي 1884 و1885 مؤتمر برلين الذي حضر فيه أبرز القوى الاستعمارية العالمية حينها، وكانت بلجيكا أحدها، حيث حصلت على حصتها من الأراضي الإفريقية، وأقر المؤتمر رسمياً بنشأة ما عرف بدولة الكونغو الحرة، والتي وضعت في ملكية الملك البلجيكي"ليوبولد الثاني" عن طريق المنظمات العلمية والخيرية، التي أنشأها لتطوير القارة الإفريقية.

فوعد الملك بتطوير البلاد حضاريا وصناعيا، فأنشأ العديد من الجمعيات كالجمعية الإفريقية العالمية، ولجنة دراسة الكونغو العليا، والرابطة الدولية بالكونغو، التي هدفت لجمع التبرعات للأعمال الإنسانية وتطوير المنطقة، وفقاً لموقع شبكة "العربية".

ولكن بعد إجراء دراسات دقيقة حول المنطقة والتيقن من وجود موارد طبيعية هائلة بها من العاج والمطاط، لم تتردد الجمعيات التي ترأسها ليوبولد الثاني، في استغلال الكونغو ونهب ثرواتها واستعباد شعبها، متسببة في مقتل الملايين على مدار 23 سنة.

وكانت بلجيكا ترسل تلك الثروات الكونغو إلى مصانع السيارات الأوروبية، ومن أجل توفير يد عاملة كافية لاستخراج المطاط، عمدت إلى استعباد سكان الكونغو.

فقامت الجمعيات بتكوين جماعات مسلحة من المرتزقة يقودها ضباط بلجيكيين، تقوم بممارسة الترهيب والقتل لإجبار سكان الكونغو على العمل في استخراج المطاط.

ولم يتوقف الأمر إلى الاستعباد فقط، في البداية منحت بلجيكا مبلغا ماليا بسيطا مقابل كل رطل من المطاط للعمال، وبعد فترة فرضت ضرائب قاسية على السكان وبسبب عجزهم عن الدفع كانت تستولى على أراضيهم ثم تستعبدهم.

وفي حال رفض أحد العمال عن استخراج المطاط أو لم يستطع توفير الكمية المطلوبة منه، كان يتعرض للجلد والحرمان من الطعام، كما عمدت بلجيكا لممارسة سياسة "بتر الأيدي" لكل فرد يتقاعس في عمله، فلقبت الصحف العالمية الكونغو بأرض الأيادي المقطوعة.

وخلال الفترة ما بين 1885 و1908، لم تتردد السلطات البلجيكية بالكونغو في إعدام عدد هائل من الكونغويين غير القادرين على العمل، خاصة الشيوخ والأطفال.

وبسبب الاستعمار والاستعباد، عانت الكونغو من الفقر والمجاعات والأوبئة التي تسببت في وفاة مئات الآلاف، حيث قتل حوالي 10 ملايين شخص من الكونغو، أي ما يعادل ثلث سكان البلاد.

وبحلول عام 1908 وأمام تزايد حدة الانتقادات التي وجهتها الصحف العالمية للملك البلجيكي، ضمن بلجيكا رسميا الكونغو وحولتها لمستعمرة، بعد أن موافقة برلمانها على القرار، وبذك تكون أنهت الوصاية التي استمرت حوالي 23 سنة، ليبدأ زوال العبودية تدريجياً من الكونغو، حتى استقلت عن حكومة بلجيكا نهائياً عام 1960، وفقاً لموقع "قراءات إفريقية" المختص في شئون الدول الإفريقية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك