ــ ينتمي التوني إلى جيل من التشكيليين المصريين المؤمنين بقيم راسخة في حياتهم الفنيّة على رأسها فلسطين والعدالة الاجتماعية ومساواة المرأة
سلط «معرض بيروت العربى الدولى للكتاب» المقام حاليا فى دورته الـ65، على المنجزات الإبداعية للفنان الكبير حلمى التونى عبر معرض يرصد نصف قرن من مشواره الفنى الإبداعى، الذى كانت بيروت محطّة هامة فيه.
أقام معرض بيروت العربى الدولى للكتاب الذى تتواصل وقائعه حتى 3 ديسمبر، معرض «التونى.. ألف كتاب وكتاب» الذى يغطّى خمسين سنة من مسيرته الفنية، ويضمّ أعمالا من أربعة مصادر هى «دار الشروق»، ومجموعة الناشر اللبنانى عبودى أبو جودة، و«المؤسّسة العربية للدراسات والنشر» ومجموعة الكويتى خالد العبدالمغنى (صديق حلمى ومتابع لأعماله) الذى قام بمبادرة خاصّة تقوم على أرشفة عدد كبير من أعماله من بينها 4000 غلاف كتاب ومجلة وغيرهما، ومن بين الأعمال المعروضة «بروفات» قبل الطبع من حلمى نفسه من بينها ماكيت جريدة «السفير».
شهدت قاعة الأنشطة الثقافية ندوة من تنظيم «النادى الثقافى العربى» حول أعمال التونى، تحدّث فيها عبر الفيديو، واستعرض التونى مسيرته الفنيّة فى لبنان وعلاقته بعدد من الشخصيات كالراحل طلال سلمان، وهو مصمّم لوغو جريدة «السفير» والماكيت. كما عرض لعلاقته مع الفنان كميل حوا (الذى زاره وسجّل معه الرسالة الفيديوية) والياس سحّاب وغيرهم، إضافة إلى انطلاقته من «النادى الثقافى العربى».
وتحدّث فى الندوة حوّا ومديرة «معهد الفن العربى» فى «الجامعة اللبنانية الأمريكية» ياسمين نشّابة طعّان وصاحب «الفرات للنشر والتوزيع» عبودى أبو جودة.
يشرح التونى فى الفيديو تفاصيل مجيئه إلى لبنان، حين ذهب مرة إلى عمله (مشرفا فنّيا لإصدارات «دار الهلال» فى القاهرة)، واكتشف صدور قرار من الرئيس المصرى أنور السادات بفصل 104 صحفيين لمطالبتهم بإنهاء حالة اللاحرب واللاسلم مع إسرائيل. كان التونى الفنّان الوحيد فى قائمة ضمّت: نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وأحمد بهاء الدين، وألفريد فرج، وجمال الغيطانى الذين نُقلوا إلى العمل فى هيئة الاستعلامات. ويضيف: «دخلت إلى رئيس التحرير يوسف السباعى أسأله عن القرار، فأجابنى: الشيوعيون ضحكوا عليك». لم يكن التونى شيوعيا بطبيعة الحال، مضيفا: «كلّ حركة اعتراضية كانت تلقى على عاتق الشيوعية، وهناك رؤية غير مكتملة تجاه القومية العربية». أمضى التونى شهرين لا يعرف ماذا يفعل. أراد عرض أعماله، لكنّ قاعات القاهرة أقفلت فى وجهه. هكذا وجد نفسه فى بيروت فى عام 1971. وكانت نقلةً كبرى فى حياته: «استفدتُ من انفتاح لبنان على الغرب وكانت الطباعة متقدّمة، والإمكانات متوافرة، التحقتُ بـ«المؤسسة العربية للنشر» بسبب علاقتها بالناشر عبدالوهاب الكيالى، وبالمقاومة الفلسطينية التى كانت قد انتقلت أيضا إلى بيروت». لفت حوّا فى كلمته إلى أنّه «ليس هناك مكان أنسب لتكريم التونى من «معرض بيروت العربى الدولى للكتاب»، حيث رحّب التونى بالفكرة، لكنّها كانت تحتاج لإمكانات أكثر، رغم ذلك نجحنا فى إقامة المعرض».
وينتمى التونى إلى جيل من التشكيليين المصريين المؤمنين بقيم راسخة فى حياتهم الفنيّة على رأسها فلسطين والعدالة الاجتماعية ومساواة المرأة.
معرض بيروت العربى الدولى للكتاب معرض سنوى دولى للكتاب العربى ينظمه ويشرف عليه النادى الثقافى العربى بالتعاون مع اتحاد الناشرين اللبنانيين، ويقام فى مدينة بيروت فى الجمهورية اللبنانية، ويعد من أعرق معارض الكتب العربية؛ كونه أول معرض للكتاب فى العالم العربى.
ويشارك فى معرض بيروت العربى الدولى للكتاب 2023 مجموعة من دور النشر اللبنانية والعربية، فضلا عن مؤسسات وهيئات ثقافية عربية، خاصة ورسمية، فى حين تتضمن فعاليات المعرض برنامجا ثقافيا منوعا يستجيب لشتى الأبعاد الفكرية والمعرفية والفنية للحركة الإبداعية الإنسانية فى لبنان والخارج.
ويعود تنظيم أول معرض للكتاب فى بيروت إلى 23 أبريل عام 1956، وحقق وقتها نتائج كبيرة كانت الدافع لأعضاء النادى الثقافى العربى للمضى قدما فى إقامته سنويا وبصورة دائمة، ليصبح مع مرور الزمن إحدى الركائز والمعالم الثقافية لبيروت ولبنان والعالم العربى، وفى عام 1992 تغير اسم المعرض من «معرض بيروت العربى للكتاب» إلى «معرض بيروت العربى الدولى للكتاب».