يوميات ثورة1919 (2): لماذا شعر الوفد بالخطر بعد قبول السلطان فؤاد استقالة الحكومة؟ - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 6:29 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوميات ثورة1919 (2): لماذا شعر الوفد بالخطر بعد قبول السلطان فؤاد استقالة الحكومة؟

هاجر فؤاد:
نشر في: السبت 2 مارس 2019 - 10:50 ص | آخر تحديث: السبت 2 مارس 2019 - 10:50 ص

بدأت "الشروق" من أمس، وتواصل على مدار شهر مارس، عرض يوميات ثورة 1919، التي اندلعت أولى مظاهراتها في 9 مارس بالتحديد، وذلك لإطلاع الأجيال الشابة على أحداث هذه الثورة التي تعتبر أول حراك شعبي سياسي واجتماعي في تاريخ مصر الحديث، شاركت فيه كل فئات وطوائف المجتمع.
الكتاب الذي نعتمد عليه لاسترجاع هذه الأحداث هو "تاريخ مصر القومي 1914 -1921" للمؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي، الذي يروي في قسم كبير منه يوما بيوم حالة مصر بعاصمتها وأقاليمها وشوارعها وجامعتها في فترة الثورة.
******************
شعر الوفد بالخطر وأوجس خيفة بعد قبول السلطان فؤاد طلب استقالة وزارة رشدي، الداعم والمعاون للوفد منذ بداية تكوينه، ظهر هذا الشعور جليا في الكتاب الذي رفعه إلى السلطان فؤاد، فاحتوى على عتب واعتراض قوي على قبوله استقالة الوزارة، مذكرين السلطان بالدور الذي جاء من أجله وهو حب الخير للبلد واحترام إرادة الشعب.

"قد نعلم أن عظمتكم ربما كنتم مضطرين لاعتبارات عائلية أن تقبلوا عرش أبيكم العظيم الذي خلا بانتقال أخيكم المغفور له السلطان حسين، ولكن الأمة من جهة أخرى كانت تعتقد أن قبولكم لهذا العرش في زمن الحماية الوقتية الباطلة رعاية لتلك الظروف العائلية ليس من شأنه أن يصرفكم عن العمل لاستقلال بلادكم، غير أن حل المسألة بقبول استقالة الوزيرين اللذين أظهرا احترامهما لإرادة الأمة لا يمكن أن يتفق مع ما جبلتم عليه من حب الخير لبلادكم، والاعتداد بمشيئة شعبكم".

حاول أيضا الوفد في كتابه للسلطان، الحيلولة دون تأليف وزارة جديدة تخلف وزارة رشدي، تكون مخالفة لإرادة الشعب، خوفا على مصالحهم.

"عجب الناس من مستشاريكم كيف أنهم لم يلتفتوا إلى الأمة في هذه الظرف العصيب إنما تطلب منكم – يا أرشد أبناء محررها الكبير محمد علي – أن تكونون لها العون الأول على نيل استقلالها مهما كلفكم ذلك، كيف فات مستشاريكم أن عبارة استقالة رشدي باشا لا تسمح لرجل مصري ذي كرامة ووطنية أن يخلفه في مركزه؟ كيف فاتهم أن وزارة جديدة تؤلف على برنامج مضاد لمشيئة الشعب مقضي عليها بالفشل؟!"

واعتبر الوفد قبول الاستقالة معاونة للسياسة البريطانية في إذلال الشعب، وأن الشعب كان يظن أن لهم في وقفتهم ودفاعهم عن الحرية عضد قوي من قبل السلطان، فهم لم يتخيلوا أن آخر حل لمسألة سفر الوفد للدفاع عن الوطن وتوصيل صوته، ينتهي بقبول استقاله الوزيرين (رشدي باشا وعدلي يكن).

لم يكن للبيان أي تأثير على موقف السلطان ولم يرد على الوفد ولم يسمع لهم، ومضى في سبيل تأليف وزارة جديدة نجعل خطتها مسايرة للسياسة البريطانية.

وغدا حلقة جديدة......



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك