التاريخ يعيد نفسه.. كيف تحولت ظاهرة تحطيم التماثيل إلى رمز للاحتجاج؟ - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:08 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التاريخ يعيد نفسه.. كيف تحولت ظاهرة تحطيم التماثيل إلى رمز للاحتجاج؟

تمثال أندرو جاكسون
تمثال أندرو جاكسون
سارة النواوي:
نشر في: الخميس 2 يوليه 2020 - 6:10 م | آخر تحديث: الخميس 2 يوليه 2020 - 6:10 م

لم تكن عدوى تحطيم التماثيل ظاهرة حديثة، وإنما انتشرت عبر فترات عديدة في الكثير من الدول العربية والأجنبية وكأنها باتت قاعدة أساسية للتعبير عن الثورة والاحتجاج، وربما كانت آخرها ما حدث في إثيوبيا.

تحطيم التماثيل بالولايات المتحدة الأمريكية
كانت أبرز تلك الحوادث بأمريكا تحطيم تماثيل المكتشف والرحالة كريستوفر كولومبوس إضافة إلى تماثيل رموز الكونفدرالية وذلك وسط تزايد الضغوط على السلطات لإزالة تماثيل مرتبطة بحقبة العبودية والاستعمار.

جاءت هذه الحوادث في الوقت الذي استهدف فيه المحتجون الغاضبون آثارًا يعتبرونها رموزًا للتفوق الأبيض.
وبعد أن استهدف الغاضبون من وفاة جورج فلويد، المواطن الأمريكي من أصل إفريقي على يد شرطي أبيض بعدما قام بتثبيته على الأرض والضغط على رقبته حتى لقي حتفه، تضررت تماثيل كريستوفر كولومبوس في مينيسوتا وبوسطن وريتشموند وفيرجينيا؛ حيث استمر المحتجون في توجيه بعض إحباطهم نحو الآثار، بما في ذلك التماثيل الكونفدرالية، التي يعتبرونها رموزًا للعنصرية، وفقا لما ذكرته "نيويورك تايمز".

خارج مبنى الكابيتول في سانت بول بولاية مينيسوتا، سقط تمثال كولومبوس بعد أن ربطت مجموعة من المتظاهرين الحبال حول رقبته وركلوا رأسه وهم يرقصون حوله.

 

 

ورفض الأمريكيون الأصليون في جميع أنحاء البلاد إرث كولومبوس كمستكشف، وتم طلاء التمثال بالرش، وإحراقه وإلقائه في بحيرة، كما وضع أحد المحتجين لافتة بعنوان "العنصرية لن تفوتك".

لم يقتصر الأمر على تمثال كولومبوس وحسب وإنما كانت تماثيل الكونفدرالية؛ وهي مجموعة من الولايات الجنوبية التي قاتلت خلال الحرب الأهلية التي دارت بين 1861-1865 من أجل الحفاظ على العبودية، بين التماثيل التي استهدفها المحتجون الذين خرجوا إلى الشوارع بعد مقتل جورج فلويد في مينيابوليس أثناء إلقاء القبض عليه، كما تم تمييز النصب الكونفدرالي في مبنى الكابيتول في رالي بعلامة "X" سوداء، حسبما ذكرت "بي بي سي".

ظاهرة تحطيم التماثيل تتسلل إلى بريطانيا
لم ينتهِ الأمر عند الولايات المتحدة وحسب بل تم إسقاط تمثال إدوارد كولستون؛ وهو رمزًا لحركة الحياة السوداء في بريطانيا في بريستول؛ وهي مدينة في جنوب غرب إنجلترا، وذلك من قبل المتظاهرين المناهضين للعنصرية، اعترافًا بحقيقة أنه تاجر رقيق سيئ السمعة وشارة عار في ما هو واحد من المدن الأكثر ليبرالية في بريطانيا، وفقا لصحيفة "ديلي نيوز".

وقام المتظاهرون بتثبيت الحبال على التمثال قبل سحبه وإلقائه في النهر، وشهدت لقطات لحظات تحطم التمثال على الأرض آلاف من سكان بريستول المحليين فرحين بذلك المشهد.

لم تكن تلك النهاية لتمثال كولستون هي الوحيدة وإنما طالت رموزا أخرى؛ حيث قام المتظاهرون بتشويه قاعدة تمثال رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل خارج البرلمان، بعد أن شطبوا اسمه وورسموا لوحة بعنوان "كان عنصريًا" تحته، وكانت أبرز اللافتات التي كانوا يحملونها: "الحياة السوداء مهمة"، و"لا أستطيع التنفس"؛ وهي العبارة التي كانت آخر ما نطق به فلويد.

انضم الآلاف إلى مسيرة الحياة السوداء في بروكسل، حيث صعد المتظاهرون يوم الأحد على تمثال الملك السابق ليوبولد الثاني ورددوا "تعويضات" وكتبوا كلمة "عار" على النصب التذكاري، ربما في إشارة إلى حقيقة أن ليوبولد قضى على الموت الجماعي لعشرة ملايين كونغولي، كما تم تشويه تمثال ليوبولد في مدينة غنت؛ إحدى المدن البلجيكية، وتم تلوينه باللون الأحمر وتغطيته بقطعة قماش مزينة بجملة: "لا أستطيع التنفس".

تحطيم تمثال الزعيم الإثيوبي بلندن
وربما كانت آخر تلك الحوادث هي تدمير تمثال الزعيم الإثيوبي السابق هيلا سيلاسي في حديقة في ويمبلدون بجنوب غربي لندن، وتحقق الشرطة في الحادث الذي وقع في حديقة كانيزارو مساء يوم الثلاثاء، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وأفاد شاهد عيان بأن مجموعة من حوالي 100 شخص قاموا بتدمير التمثال، ويبدو أن تلك الحادثة مرتبطة بالاضطرابات التي اندلعت في إثيوبيا بعد مقتل المغني الشعبي هاشالو هونديسا في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وشهدت المظاهرات التي أعقبت وفاته هدم تمثال للأمير الملكي راس ماكونن وولدي ميكائيل، والد سيلاسي آخر إمبراطور إثيوبي، في مدينة هرار بشرق إثيوبيا.

العالم العربي لم يسلم من عدوى تحطيم التماثيل
وفي البلاد العربية كانت هناك العديد من مشاهد تدمير التماثيل أيضا؛ حيث قام العراقيون بتدمير تمثال صدام حسين، الرئيس العراقي الأسبق عام 2003، وذلك بعد الغزو الأمريكي للعراق في ذات الشهر؛ وقد كان ذلك بمثابة نوع من الاحتفال بنهاية حكمه الذي استمر نحو 24 عاما.

كما وضع السوريون أيضا تمثال الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بجانب سلة النفايات، بعد أن قاموا بتدميره، وذلك في موجة غضب إثر مقتل رجل الدين البارز الشيخ وحيد البلعوس في انفجار سيارة مفخخة، ولذلك قام متظاهرون بتحطيم تمثال الأسد وأضرموا حوله النيران، حسبما ذكرت صحيفة "العربية".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك