الألم.. النعمة التي يتمنى الإنسان زوالها! - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:44 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الألم.. النعمة التي يتمنى الإنسان زوالها!

إعداد: ليلى إبراهيم شلبي
نشر في: الجمعة 3 فبراير 2023 - 7:41 م | آخر تحديث: الجمعة 3 فبراير 2023 - 7:41 م

من يعرف للألم حق قدره قد يخشاه وربما كرهه لكنه بلاشك يملك له فى نفسه قدرا من الاحترام عظيما وإن امتزج بالرهبة. الألم نعمة حقيقية تسرى فى شبكة من الأعصاب تصل إلى أطراف أصابع الإنسان تحميه من أى خطر قد يتعرض له حوله أو من داخله. فالألم هو الذى يدفعك لأن ترفع يدك من على سطح ساخن فلا تعاود فعلتها مرة أخرى إذ إن نبضة الألم التى سرت من أصابعك إلى قشرة مخك ستترك بصمتها هناك للذكرى التى ستحفظك بعيدا تماما عن النار ما دمت فى وعيك.
قد يكون الألم هو أول من يعلن عن التهاب زائدتك الدودية قبل انفجارها فتتمكن من استئصال الشرر قبل اجتياحه للهشيم.
< وجود الألم نعمة وغيابه عن الإنسان نقمة يعرفها جيدا مريض السكر الذى يعانى من التهاب أعصابه الطرفية وغياب الإحساس عن أصابع قدميه التى قد ترتطم بأى جسم صلب فلا يتنبه إلا بعد إصابة قد تكلفه أصابع قدميه وربما قدمه بكاملها. يعانى من غياب الألم أيضا مريض السكر الذى قد تهاجمه نوبة قلبية تترك أثرها على عضلة قلبه بينما لا يشعر إلا بتداعياتها فى نهايتها.
< قد تطول فترات الألم ولا يقف أثرها عند حد الإعلان عن مرض ما إنما يستمر الألم كعرض للمرض الكامن الأمر الذى يتطلب تشخيص المرض وعلاجه إلى جانب محاولة تسكين الألم بعد أن أدى مهمته. فهناك أنواع من الآلام التى تبلغ فى حدتها مبلغا لا قبل للإنسان باحتماله دون مسكنات قوية مثل آلام التهاب المرارة أو تقلصات الحالب وحصوات الكلى وآلام الكسور والصداع النصفى والأورام فى مراحلها الأخيرة وآلام الذبحة الصدرية.
< المسكنات نوعان: الأول الأدوية المسكنة المخدرة وهى مشتقة من مادة الأفيون وتعمل على كبح جماح الألم من جذوره وبصورة مركزية أى من المخ والنخاع الشوكى.
وهى أدوية تندرج فى جدول خاص للأدوية المخدرة التى لا تستعمل إلا فى المستشفيات وتحت إشراف طبى كامل إذ إن تكرار استعمالها يسبب الإدمان. ويجب تفادى استخدامها تحت وطأة أى ظروف فى حالات السيدات الحوامل خشية تشوه الجنين. وأهم أمثلتها المورفين والكودايين والديميرول.
أما النوع الثانى فهو الأكثر شيوعا والذى غالبا ما يمكن شراؤه دون تذكرة طبية فيطلق عليها «أدوية على الرف» وهى أدوية تعرف بمجموعة الأدوية «المضادة للالتهابات غير الستيرويدية» Non Steroidal anki ــ inflammatory وهى المجموعة التى تشمل الأسبرين والبروفين والفولتارين والكيتوفان والغرض من تسميتها التفرقة بينها وبين مجموعات أخرى من مضادات الالتهاب والمسكنات التى يدخل فى تركيبها الكورتيزون أو تلك التى تضم البانادول والتلينول.
الواقع أن تلك المجموعة من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية تتميز بكفاءة تجعلها الاختيار الأول لمكافحة الألم والالتهاب فى حالات كثيرة من الأمراض المزمنة التى يسكنها الألم. كآلام العظام التى قد يجدى معها الفولتارين والسيلبركس والفينوبروفين والإندوميثاسين والبونوستيل، والموبك ليس فقط تخفيف حدة الألم ولكن أيضا الهبوط بالحرارة متى ارتفعت ومعالجة آثار الالتهاب.
لكن تلك المجموعة سلاح ذو حدين ففى سياق مقابل نجدها تتسبب فى مضاعفات شتى قد تكون أخطر مما تعالجه مثل تسببها فى:
ــ جلطة للشرايين التاجية أو المخ.
ــ هبوط القلب الاحتقانى.
ــ ارتفاع ضغط الدم.
ــ نزيف وقرحة المعدة.
ــ انخفاض نسبة الهيمجلوبين وكرات الدم البيضاء.
ــ تفاعلات حساسية قد تكون قاتلة.
ــ اضطرابات فى الجهاز الهضمى: غازات، قىء، ألم.
ــ قد تتسبب فى إجهاض الحامل.
ــ تناولها باستمرار يؤدى فشل الكلى والكبد.
لذا فرغم أنها مسكنات جيدة للألم ومضادات للالتهاب إلا أن استعمالها يجب أن يظل دائما تحت إشراف طبى رغم وجودها على الرف فى كل الصيدليات وأن يتم تناولها فى حدود معروفة وجرعات محددة لا تتضاعف إلا فى الحالات الحادة التى تستوجب ذلك.
تظل هناك بضع ملاحظات يجب الانتباه إليها إذا ما كنت مضطرا لمقاومة ألمك بتلك المجموعة من الأدوية.
ــ كونها أدوية تصرف بدون تذكرة طبية لا يعنى أنها آمنة مائة بالمائة بل هناك حالات يفضل عدم استعمالهم فيها على الإطلاق:
< حالات حساسية الأسبرين وأمراض شرايين القلب التاجية.
< حالات قرحة المعدة أو نزيفها.
< حالا الربو وأزمات الحساسية.
ــ لا يجوز على الإطلاق تناولها فى نفس الوقت الذى يتناول فيه المريض نوعا آخر كالمسكنات المخدرة مثلا. أيضا يجب تفادى المشروبات الكحولية تماما حال تناولها.
ــ يجب تفادى تناول الأسبرين لمن هم دون السادسة عشرة إلا فى حالات الحمى الروماتيزمية النشطة على سبيل المثال. إذ إن استعمال الأسبرين قد يتسبب فى إصابة نادرة تصيب المخ والكبد (متلازمة راى).
يظل الألم نعمة لا يدرك الإنسان كنهها إلا إذا طلب زوالها باستخدام المسكنات واستعمالها جزافا والمبالغة فى تناولها بغية التخلص من الألم فإذا ظن أنه خلص منه استدار ليواجهه خطر أعنف وأشد وطأة فكأنهما كان كالمستجير من الرمضاء بالنار.
مسكنات الألم يجب اختيارها بعناية وتحت إشراف طبى فى جرعة محسوبة وفترة زمنية قصيرة معلومة والنظر دائما فى بدائل أخرى متى استمر الألم واستحالت معه الحياة إلى أن ينقضى أمره بسلام.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك