من الممكن أن تهرب من أزماتك الحقيقية بإختلاق تبريرات تُشعل الأزمة في جوانب أخرى، بالفعل هذا قد يُفيدك في مرة أو مرتين، ولكن لا يمكن أن يستمر الأمر طويلا.
بعد أي هزيمة للزمالك، يكون الجميع في انتظار تصريحات وتبريرات رئيس النادي، مرتضى منصور، التي أحياناً تتجه لتحميل المدرب أو اللاعبين أو حتى وزير الرياضة مسئولية الخسارة، وإذا كان الجميع قام بأدواره بالفعل فمن الممكن أن نُحمل "العفاريت" المسئولية.
منذ تولي مرتضى منصور دفة رئاسة الزمالك في مارس 2014، انطلقت العديد من التصريحات والتبريرات التي يصعب حصرها بعد كل إخفاق يسقط فيه الفارس الأبيض، وستكتفي «الشروق» باستعراض أهم التصريحات في الموسم الجاري وبعض التبريرات التي صدرت بعد أهم الإخفاقات في السنوات الأخيرة.

لعل التصريح الأبرز لمرتضى منصور كانت بعد الخسارة أمام الأهلي في السوبر المصري 2016 بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في المباراة التي أُقيمت حينها على ملعب هزاع بن زايد في مدينة العين الإماراتية، حيث اتهم حينها رئيس الأبيض أحد أنجح مدربي الزمالك في العقود الأخيرة، جيسوالدو فيريرا بالفشل، لتبدأ بعدها سلسلة من الإخفاقات إنتهت برحيل المدرب البرتغالي بعد أن حصد بطولتي الدوري المصري والكأس في موسم واحد.

وبعد الخسارة في نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام صن دوانز الجنوب إفريقي في أكتوبر 2016، حمّل رئيس الزمالك إجهاد اللاعبين المشاركين مع المنتخب العسكري المسئولية .. قد يكون هذا سبب منطقي بالفعل، لكنه قرر أن يشعل أزمة جديدة بعد إتهامه رئيس الزمالك الأسبق، ممدوح عباس السبب وراء خسارة اللقب الإفريقي، وذلك بسبب حصوله على قرار المحكمة بالحجز على أرصدة الزمالك بالبنوك.
أما في الموسم الحالي :-
تلقى الزمالك خسارة ثقيلة أمام سموحة بثلاثة أهداف نظيفة، برر بعدها رئيس القلعة البيضاء أن فريقه كان يخوض مباراة أمام 11 لاعب من الفريق السكندري و11 "عفريت" آخر.
الدور جاء على أعضاء مجلس إدارته .. حيث اتهم مرتضى منصور عضو مجلس الإدارة، هاني العتال بالتسبب في هزيمة الزمالك أمام المقاصة بثلاثة أهداف مقابل هدف وذلك بسبب إعتراض منصور على قرار الجمعية العمومية بإنتخابه، فقال حينها :"الخسارة اليوم مسئولية العتال، خسرنا بسبب "نحسه" وزي ما شوفتوا بداية القصيدة كفر".

واستمر تحميل هاني العتال مسئولية الهزائم المتكررة حيث قال منصور بعد الخسارة أمام الإسماعيلي في الدور الأول بهدف نظيف :"أنا لست المسئول عن النادي في ظل تواجد العتال، أطلبوا من وزير الرياضة حل أزمة النادي من أجل إصلاح الزمالك، نيبوشا بيجامل اللاعيبة بس مقدرش اتدخل أنا مش رئيس النادي".
وعلى الرغم من إختيار مرتضى منصور المدرب المونتينجري، نيبوشا لقيادة الفريق –فقط لأنه تمكن من الفوز على الأهلي مرتين في البطولة العربية الودية- إلا أنه عاد وهاجمه بعد سلسلة النتائج المخيبة للآمال والمستوى الهذيل الذي قدمه الزمالك خلال تلك الفترة، قبل أن يُقرر إقالته بعد الهزيمة أمام طلائع الجيش بهدف نظيف وقبل أيام من مواجهة الأهلي، حيث علّق على ذلك القرار قائلاً :"نيبوشا مدرب سيئ، وكان لابد من رحيله منذ البداية".

مرتضى منصور لم يتوقف عن إختراع التبريرات حتى وإن كان الأمر لا يحتاج لتبرير، فهزيمة الفريق أمام الأهلي بثلاثية نظيفة كانت متوقعة في ظل إرتفاع مستوى المارد الأحمر، وتولي إيهاب جلال منصب المدير الفني للفريق الزملكاوي قبل ساعات من المباراة، إلا أن منصور خرج بعدها وأعلن عرض رباعي الفريق، أحمد الشناوي وحازم إمام وباسم مرسي وعلي جبر للبيع.
وبعد أن حمّل رئيس الأبيض المدرب الجديد إيهاب جلال واللاعبين مسئولية الهزيمة أمام المصري البورسعيدي بهدف نظيف، برر الخروج المفاجئ أمام ولايتا ديتشا الأثيوبي في دور الـ32 الأول بالبطولة الكونفدرالية أنه جاء بسبب وزير الرياضة، خالد عبدالعزيز واللجنة المُشكلة لمتابعة الأمور المالية بالنادي.

نهاية هذه التبريرات –في هذا التقرير فقط بالطبع- كانت مع الهزيمة بثلاثة أهداف مقابل هدف بالأمس أمام الإسماعيلي، حيث أكد مرتضى أن اللاعبين علموا بحبس أربع موظفين من النادي بين شوطي اللقاء مما أثر على أدائهم، قبل أن ينفي بعض اللاعبين تلك التصريحات مُشيرين إلى أنهم لم يعلموا بتلك الأنباء إلى بعد نهاية اللقاء.
نهايةً .. الزمالك يعاني من مثل تلك التصريحات أكثر من الهزائم نفسها، فالجمهور ليس بحاجة إلى تبرير الهزيمة أكثر مما هو في حاجة لتفاديها في المباريات التالية، فلا داعي للتبرير أو إختلاق الأزمات لإلهاء المشجعين عن تدهور مستوى الفريق الذي أصبح لا ينافس سوى على بطولة كأس مصر ويحلم بحصد مركز الوصافة في الدوري.