عند الحديث عن شواطئ الإسكندرية، لا يمكن تجاوز اسم "البوريڤاچ"، أحد أبرز وأشهر الشواطئ التي لم تكن مجرد مقصد للاستجمام، بل شاهدًا حيًا على أفلام الزمن الجميل؛ فقد احتضن تصوير مشاهد من أفلام شهيرة مثل "الزوجة رقم 13"، و"حافية على جسر من الذهب"، و"مراتي مدير عام"، وكان ملاذًا للنجوم في أوقات التألق والراحة.
وفي محاولة لإحياء تلك الذكريات وتعريف الأجيال الجديدة بها، أطلقت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية حملة توعوية جديدة على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، تحت عنوان "حكاوي الشواطئ"، تستهدف إعادة تقديم الشواطئ الشهيرة من منظور تاريخي وإنساني.
العميد أحمد إبراهيم، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، أوضح أن الهدف من المبادرة يتجاوز مجرد التوثيق؛ إذ تسعى لتعريف رواد الشواطئ بتاريخها الغني، وقصص أسمائها، وأبرز المواقف الفنية والشخصيات البارزة التي مرّت بها، في إطار تربوي وجاذب.
وفي تصريحات خاصة لـ"الشروق"، كشف إبراهيم أن "حكاوي الشواطئ" تنقسم إلى شقين، أحدهما تعريفي بتاريخ الشاطئ وأصله، والثاني توعوي يتضمن عرضًا واضحًا للخدمات المتاحة، وأسعار الدخول، مع تحذيرات من محاولات الاستغلال، وتشجيع الروّاد على التمسك بحقوقهم، والتواصل الفوري مع الإدارة عبر أرقام الشكاوى المتاحة على الشاطئ وصفحتها الرسمية.
وجاءت البداية مع شاطئ "البوريڤاچ"، الذي جاوره في الماضي فندق يحمل الاسم نفسه، أنشأته عائلة يونانية في ثلاثينيات القرن الماضي، وكان يُعد من الفنادق الراقية، وضم بين نزلائه الفنان عبد الحليم حافظ، الذي كان له جناح خاص يطل على البحر، وكذلك الفنانة شادية.
أما اسم "بوريڤاچ" (Beau Rivage)، فيعود إلى أصل فرنسي يعني "الشاطئ الجميل"، وهو اسم يرتبط برونق الأماكن الساحلية الراقية، وتستخدمه منشآت عديدة على شواطئ فرنسا، والولايات المتحدة، وتونس، والجزائر، وسويسرا، وغيرها من الدول التي تطل على البحر.
ولم تخلُ الحملة من التوعية، حيث قدّمت الإدارة المركزية معلومات شاملة لزوار شاطئ "البوريڤاچ"، المصنّف ضمن فئة الشواطئ السياحية، وتبلغ قيمة التذكرة 25 جنيهًا للفرد، وتشمل الكرسي وشمسية لكل أربعة، مع السماح المجاني باستخدام دورات المياه وغرف تغيير الملابس، والتشديد على منع دفع الإكراميات، مع توفير أرقام واضحة لتلقي الشكاوى، تيسيرًا لحقوق الزائرين.