الشبكة الأمريكية: زيارة بيلوسي لتايوان
لحظة مميزة للسياسة الخارجية الأمريكية
رأت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن تسير على نهج سلفه الجمهوري دونالد ترامب باعتبار الصين خصما وليس منافسا.
وأشارت الشبكة الأمريكية في تقرير لها أنه سواء كانت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي المحفوفة بالمخاطر إلى تايوان بمثابة تعبير عن قوة الولايات المتحدة أو استفزاز الصين بدون تحقيق أي مكاسب استراتيجية، فإن ذلك يعتمد على متى أو ما إذا كان الغضب والموقف العسكري اللذان تنتهجهما بكين سيخمدان.
وأضافت الشبكة الأمريكية أن زيارة بيلوسي أثارت بالفعل ضجة في العلاقات الأمريكية الصينية المتوترة، حيث أرسلت بكين طائرات إلى حافة المجال الجوي التايواني وأطلقت تدريبات عسكرية، لتبعث برسالة ضمنية مفادها أن تايوان محاصرة.
ورأت "سي.إن.إن" أن العاصفة المرتبطة بزيارة بيلوسي يمكن أن تكون مؤقتة، إذا توقفت ردود فعل بكين المتفجرة على الزيارة دون حدوث أزمة واسعة النطاق في مضيق تايوان، (الممر المائي الاستراتيجي الحيوي)، وتجنبت احتمال حدوث أخطاء في الحسابات بين القوات الصينية والتايوانية، أو حتى الصينية والأمريكية في المنطقة.
واعتبرت الشبكة الأمريكية أن صورة بيلوسي وهي تدعم الديمقراطية في تايوان في ظل تواجد الصين، يمكن أن تصبح إحدى اللحظات المميزة للسياسة الخارجية الأمريكية في آسيا والمحيط الهادئ.
وذكرت "سي.إن.إن" أنه بينما سلكت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن نفس الطريق الذي انتهجته إدارة ترامب باعتبار الصين كخصم وليس منافس، فإن الهدف الرئيسي لسياسة الولايات المتحدة لا يزال هو تجنب ما يمكن أن يكون حربا كارثية في المستقبل بين البلدين.
وحذرت الشبكة الأمريكية من أن الولايات المتحدة قد تخطئ في حسابتها، قائلة: "إذا كانت زيارة بيلوسي توبيخا شخصيا للرئيس الصيني شي جين بينج، الذي جعل الاستيلاء على تايوان مهمة وجودية، فمن المؤكد أنها ستؤدي إلى تفاقم العلاقات الأمريكية الصينية السيئة بالفعل وتقدم ما يعتبره البعض مواجهة حتمية بين القوى العظمى، وسيكون الأمر نفسه صحيحا إذا دفعت الزيارة، بكين إلى اتخاذ خطوات تهز السلام والازدهار الذي يتمتع به التيوانيون".
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن بيلوسي أوضحت للصين على نطاق أوسع، أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن عن موقفها المساند لتايوان بعض النظر عن موقف بكين، وأنها ستعمل حيثما تريد في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
ونوهت أيضا بأنه على غير العادة، أشاد 26 نائب جمهوري برئيسة مجلس النواب الديمقراطية، على الرغم من أن البعض قد يكون مدفوعا بالرغبة في تصويرها على أنها أكثر صرامة من الرئيس بايدن، الذي اعترف الشهر الماضي بأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لا تدعم زيارة بيلوسي إلى تايوان.